للشعراء في قصائدهم بالنسبة لتقديم المعنى والصور الفنية وغيرها من جماليات القصيدة وبلاغتها، طرق عديدة؛ منها: استقلال البيت الواحد أو البيتين، أو ارتباط البيت فلا ينفصل ولا يستقل عن البقية، وهذا يكون إما في المعنى أو في التشبيه والصورة الفنية وغيرها.. وأما الطريقة الثالثة فهي استقلال كل بيت بمعنى خاص وصور فنية ولكنه مرتبط ببقية الأبيات ضمن المعنى العام للقصيدة بحيث يكون منفصلا ومرتبطا في آن واحد ولكن المتلقي يدرك النقص فيما لو حذف بيت من القصيدة. والطرق عديدة في هذا المجال، فمنها ارتباط البيت الأول بجواب قد يبتعد كثيرا فينتظره المتلقي كما لو قال الشاعر: يا وجودي أو كلمة نحوها، فإن لهذا التوجد او التمني نتيجة. ومعروف أن المعنى هو الذي يشد انتباه المتلقي في الغالب، ويتابعه حتى يدركه ويعي ما يقول الشاعر وهدف القصيدة. وبين المعنى العام والمعاني المجزأة يختلف الشعراء في هذا ويتنوع عطاؤهم. فهناك شعراء جمعوا في قصائدهم بين الطرق المتعددة، بينما فضل شعراء آخرون تقديم أبيات مستقلة، وهي التي ناسبت مواقع التواصل خاصة. ولا شك أن الاستقلال أو الاشتراك بين الأبيات ليست قواعد محددة أو مخلة، وإنما هي خيارات وميدان للابداع والتميز. وميزة البيت المستقل في معناه إمكانية أن يكون مثلا من الأمثال يسير في المجتمع عبر العصور ويتداوله الناس، ولو ارتبط بالقصيدة ما نفع. يقول الشاعر راكان بن حثلين: يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال في مجلس ما فيه نفس ثقيلة ويقول الشاعر حميدان الشويعر: تموت الأفاعي وسمها في نحورها وكم قريص مات ما شاف قارصه ويقول الشاعر محمد بن لعبون: الصدق يبقى والتصنع جهالة والقد ما لانت مطاويه بتفال ومن قصائد الشاعر: محمد الدهيمي، التي تجمع بين الترابط والاستقلال: ياباحثين عن الدوافع والاسباب اللي لكم في كل غايب دراسة على متون العبد كتّاب وكتاب والغدر والبهتان ذنب وخساسة كم غصن مد الظل لعيون حطّاب وأرتاح في ظله وقصّه بفاسه جرح الثقة يبطي وراعيه ماطاب لو قويت عزومه ولو قوي باسه واللي يسوي الذنب ويموت ما تاب مثل المعيّد في ثياب النجاسة قلبي على درب التعب فك له باب لين امتلا لهفة وحب وعكاسة من ناظر الموت الحمر نظرة اعجاب ماظنتي يسلم من الانتكاسة دخلت باب الحب والحب غلاب وامسيت مثل الماء الزلالي بكاسه طرقي وماه ومزهبه حب غِيّاب من حبهم وغيابهم شاب راسه يامنتقد طرفي ليا جاب ماجاب دمعة فراق و لا عليها حراسة انا اشهد ان اللي فقد شوف الاحباب يركض مع الايام من غير اناسة ويقول الشاعر جري بن عبيد: تجبرني السجة على غير ما اختار واسري ولو إني ما أحب المساري يا الله دخيلك ما ورا بعض الافكار الا تعب نفسي وضغط وطواري يقول بندر من جزيلات الأشعار مثايلً ما ملها كل قاري ابعد مجال الرجل عن كل هذار واصبر على الصكات والعمر جاري احيان نشهر بالسماء مثل الأحرار و احيان يجبرنا نزول اضطراري وبين الحياة وبين قصاف الأعمار العبد عن دنياه ماهوب داري دنياك ما تسوى لها ربع دينار لابد ما تذرى عليها الذواري اغنم حياتك دام بالعمر مقدار وخلك بسوق الخير بايع وشاري وأقرا الكتاب وناج ربك بالأسحار واحفظ حديث الترمذي والبخاري ولوالدينك خلك الصالح البار واحرص على رضاهم وخلك مداري وأعرف ترى ما من ورا بعض الأفكار إلا تعب نفسي وضغط وطواري ويقول الشاعر سعد بن هيال ليه بعض الناس حسناتي معه مدفونة ولا لقى غلطة ولو كبر اصبعه كبّرها . ليتني با اطيع فكرة نفسي المجنونة وأذبح الطيبة على عين الملا وأنحرها ويقول الشاعر سعد العصيمي: حنا لنا في ماضي الوقت تجريب نعرف مواقيف الرجال ومداهم ولا نبحث الخافي ولا نقرب العيب ومن قدر لحانا نقدر لحاهم سعد بن هيال جري بن عبيد محمد الدهيمي ناصر الحميضي