مدخل للشاعر عبدالله بن سيف السهلي: الشِّعر معنى .. والمعاني صعيبه يا مبتلين الشِّعر خلّوه .. خلّوه بالرغم من الصعوبة التي تواجه الشاعر في إيجاد المعنى الجميل لقصيدته إلا أنه يجب عليه إيجاد المعنى الذي يفيد الشِّعر بشكل عام، خاصة على ساحة الأدب الشعبي، كما يجب أن يكون الشاعر ملماً بالأحداث وقارئا جيدا للتاريخ، ويتصف بالحكم البليغة التي من خلالها يكون على وعي وفكر، كذلك ذا تجارب واسعة في الحياة، وعارفاً بمصادر المفردات النادرة التي تفيد المعنى، ومما يدل على براعته وتمكنه. والشاعر المتمكن دائماً يحرص كل الحرص على ظهور أشعاره بالشكل الجميل واللائق، والصور الرائعة والمشوقة. ونجد أن من حباه الله موهبة المعنى الجميل، وفصاحة اللسان يصبح له مكانة رفيعة، وتقدير جليل، وتضرب به الأمثال والألغاز.. ولاشك أن المعنى في بعض القصائد يصعب على المتلقي فهمه، ومعرفة هدف الشاعر الحقيقي الذي يقصده كقول الشاعر ناصر بن شارع بن شري في هذه الأبيات من ضمن قصيدة رائعة وجزلة قفل معناها ولكنها تتحدث عن الألم الذي يصعب علاجه فقال: إن سلت عن حالي فانا أقول لك ماش ناحل وتومي به هبوب الذواري من شوكةٍ ما ناشها كل منقاش بأقصى عروق القلب ما حدٍ بدراي لاهيب منّقشه .. ولاهيب تنّاش من دونها دم الشرايين جاري منها حياتي جات لوعات وهواش وضاعت هقاويي وأنا لي طواري تكفون عزوني ولو ميتي عاش التعزيه للحزن طبٍ مباري إن الشاعر ابن شري قد غلّف المعنى والهدف في هذه الأبيات وأصبح من الصعب معرفة ذلك لأن الألم الذي يعانيه خاص به، وقد وقع في حياته، وحياة الإنسان لها خصوصيتها ولا يمكن الدخول فيها، لكن المعنى الذي نلمسه في مثل هذه الأبيات هو إحساس حزين، وبوح أليم.. ونجد أن المصاب جلل خاصة عندما قال: تكفون عزوني ولو ميتي عاش التعزيه للحزن طبٍ مباري نجد أن المعنى في هذا البيت قد تجاوز الألم العميق.. والأصعب من ذلك فقد من كان يرى فيه الأمل والسند والعون -بعد الله- واستمرت الحياة، وبعد ذلك أصبح القلب يحمل مصاعب ثقيلة بالرغم من بقاء الميت عائشا.. لكن يبقى الأمل في الله –عزوجل- رغم الظروف، ورغم الأوجاع فالمؤمن مبتلى، وبإذن الله تتبدل الأحوال للأجمل إن شاء الله. ونجد أن الشاعر المتمرّس يعرف كيف يحافظ على المعنى الشاعري الذي يرفع أسهم القصيدة، فيكون بريشته الفنية المبدعة قد رسم لنا لوحة جميلة ورائعة، ويحذر من النزول بها إلى سفاسف الأمور، والاتجاه نحو الهاوية.. وكم هو مؤلم عندما تنخدش صورة الشِّعر التي اشتهربها، وتفرّدبها من مكارم الأخلاق الحميدة، والحث على كل ما يزيد الإنسان من الشموخ والعزّة والأصالة. قبل النهاية للشاعر ممدوح البقمي: ماني من اللي لاتهيّض .. وغنّا يلعب على المكشوف والناس يوحون