أقيمت على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022م ندوة بعنوان: "هل يجب أن تكون متذوقاً للأدب حتى تتقن الترجمة الأدبية؟"، شارك فيها مترجمون من مصر ولبنان والسعودية، واتفقوا على أن الترجمة عمل أدبي بحد ذاته، يتطلب ثقافة وإبداعاً ومعرفة بمقدرات الشعوب الأخرى. وأكّد المترجم اللبناني عيسى مخلوف أن الترجمة شاسعة ومتشعبة، وهي عمل إبداعي يصل بيننا وبين أدب الشعوب الأخرى، ولكنها تستحق البحث والنظر في مقوماتها، خصوصاً عندما نرى أن الكتب المترجمة تشكّل النسبة الكبرى مما يباع في معارض الكتاب. وأضاف: ترجمة النتاجات الأدبية فعل إبداعي، ولا تقل أهمية عن فعل كتابة نص جديد؛ لأنها إعادة صياغة ودخول في عالم الكاتب للوصول إلى المبتغى. وتابع: الترجمة ليست نقلاً، بل هي نقد لغوي وأدبي، وعليك أن تكون ملمّاً بالأدب وترجمة الفكرة؛ لأن ما يشوه الترجمة هو الجهل بالعلوم والمصطلحات الأدبية. وأوضحت المترجمة المصرية يارا المصري، المهتمّة باللغة الصينية، أن من السهل القول إن الترجمة مستحيلة بناءً على اختلاف اللغات والثقافات، ولكن من الخطأ أن نحكم على الترجمة الأدبية بناء على فرضية نشدان تطابق اللغات المتطابقة، والصحيح أن الترجمة ممكنة من حيث نقل معاني النص ونقل البنية الأساسية له إلى لغة أخرى؛ فالمترجم لا يواجه اللغة بحد ذاتها فحسب، بل يواجه ثقافة اللغة. وبيّن المترجم السعودي بندر الحربي أن لكل لغة منظوراً فريداً في عالميتها، وفي كل لغة روح يتماهى معها أبناؤها المُمَكَّنونَ منها، والترجمة الأدبية ظلت إلى وقت قريب ضرورة من الضرورات التي لا بد منها للتعرف إلى ثقافات أخرى. وأجمع المشاركون على أن المترجم يجب أن يكون متذوقاً الأدب حتى يستطيع الخروج بترجمة ممتعة ونافعة للمتلقي.