تزخر منطقة جازان بالعديد من المواقع الأثرية التي تشكل في مجملها رمزًا لحقب زمنية أخذت حيزًا في تاريخ المنطقة القديم سياسيًا وحضارياً واقتصاديًا، وباتت اليوم شاهدًا لتلك الحقب. ويحكي تباين تلك المواقع بين مدن وبلدات أثرية وقلاع وبيوت ومساجد تاريخًا حضاريًا مجيدًا، وذلك من خلال ما يحويه من صخور وأعمدة وفخار وكتابات ونقوش وزخرفات خاصة. ومن تلك المواقع الأثرية قلعة "الحمى" التاريخية الواقعة على بعد نحو 20 كلم إلى الشرق من محافظة ضمد، والمطلة على ضفاف وادي ضمد أشهر أودية تهامة، والتي بناها الحسين بن علي آل خيرات، سنة 1256ه، على شكل مربع وأطوال أضلاعها (100×100م)، وهذه الأطوال غير واضحة الآن على الأقل من الجهة الغربية، وذلك نظراً لوجود منزل حديث ملاصق لهذا الجزء من القلعة. ووفقاً لشيخ قرية الحمى علي المدير، فإن القلعة مبنية من الصخور والطوب الأحمر المحروق وتتكون من طابقين وتشتمل على العديد من الغرف المبنية بطريقة متلاصقة، ولها مداخل ذات عقود مدببة، وللقلعة فناء وتوجد حولها آثار بئر، كما تحتوي القلعة على مخازن لجمع المحاصيل الزراعية وغيرها من المواد الغذائية. وأوضح المدير لوكالة الأنباء السعودية، أن مادة البناء المستخدمة في القلعة والتي ما زالت بعض أجزائها شامخة حتى الآن، هي الأحجار البركانية والآجر وخصوصًا في الأجزاء العلوية، أما الأساسات المرتفعة إلى نحو متر ونصف المتر فجميعها مبنية من أحجار بركانية صلدة أكبر حجما من تلك الأحجار التي استخدمت بالتعاقب مع الآجر في الأجزاء التي تعلو الأساسات، حيث تتألف القلعة من نماذج بسيطة من الأشكال الهندسية في أعلى جدران حجراتها من الخارج، وأعلى البرج الشمالي الشرقي، وقد جرى تنفيذها بطريقة صف الآجر وترتيبه على هيئات مربعات ودوائر، كما استخدمت الأخشاب لحمل الأسقف التي تساقطت الآن بكاملها. وفيما مضى، كانت القلعة عبارة عن طابقين بدليل ارتفاع جدرانها الباقية حتى الآن إلى 8 أمتار، وأيضًا وجود بقايا درج يصعد إلى الأعلى في الجهة الجنوبية الغربية من القلعة، وإلى اليمين من بقايا الدرج أي في الجهة الجنوبية، تتركز الحجرات أو على الأقل ما يمكن مشاهدته من معالمها الباقية، إضافة إلى برجين، أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية، وأما البرج الشرقي فلم يبق منه إلا أطلاله. القلعة تقع على بعد نحو 20 كلم إلى الشرق من محافظة ضمد