كشف تقرير المدينة على امتلاك جازان لزخم تراثي هائل وتفرد مناطقها بأماكن أثرية وسياحية قلما يوجد لها مثيل في مناطق أخرى، وكانت المدينة قد وقفت على أبرز الأماكن المتمثلة في مدينة عثر و القلعة الدوسرية في جازان ومسجد القباب وجازان العليا في أبو عريش وقلعة الحمى والحجر المكتوب في مركز الشقيري وبيوت الادارسة وأبو دنقور في صبيا، والنقوش الأثرية في جبال القهر، وبيت الرفاعي والمسجد النجدي في فرسان، واستمعت لأصوات المعنيين بصناعة السياحة ممن نادوا بضرورة الاهتمام بهذا الموروث الناجح. وعن قلعة الحمى التاريخية التي بنيت في الربع الأول من القرن الثالث عشر هجري، قال حيدر بن زيد المدير المشرف على متحف منطقة جازان: يقع هذا الحصن في قرية الحمي التابعة لمركز الشقيري، وهو مبني مربع الشكل، ويعود تاريخ بنائه إلى سنه 1256 هجرية، وقد تم بناؤه في أيام الشريف الحسين بن علي بن حيدر بن محمد بن أحمد بن محمد بن خيرات وعن وصف الحصن، قال المدير: إن مساحة المبني تقريبا 200*200 م مربع الشكل لها سور مرتفع قد يصل ارتفاعه إلى عشرة أمتار من الجهة الشرقية والغربية والشمالية بينما الغرف توجد من الجهة الجنوبية للحصن وغرفة واحده في الركن الشمالي الشرقي، وقد استخدم في بناء الحصن الصخور ومادة الأجر ( الطوب المحروق ) ويقول المدير إنه حاليا قد تهدمت أجزاء كبيرة جدا من الحصن وخاصة سورها الشمالي والشرقي وبعض الأجزاء من الغرف نتيجة الأمطار ونتيجة تقادم الزمن على ذلك الحصن. الحجر المكتوب: هو من الأماكن الأثرية المشهورة في مركز الشقيري، حيث توجد آثار كتابات قديمة على بعض الصخور شرق بلدة الحمى، وتعرفها عامة الناس باسم (الحجر المكتوب) وقال الباحث أحمد المشني إنه عند نزول المتنزه لبطن الوادي يجد الحجر المكتوب المنقوش الذي يقع على الضفة الشمالية من الوادي، وتعود هذه النقوش كما ذكرها المختصون بالآثار إلى حضارات ما قبل الإسلام، وهي مكتوبة بالخط المسند الجنوبي، ويوجد بالقرب من تلك الصخور المنقوشة معالم تسمى بالجادة السلطانية وهي عبارة عن صخور صغيرة متراكمة بعضها فوق بعض، وهي تعتبر دليلا للحجاج والتجار المارين بهذا الطريق. ومع ما ذكرناه تأتي بيوت الأدارسة: تعود إلى الثلث الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وهي تنتمي إلى الأسرة الإدريسية التي حكمت المنطقة ( المخلاف السليماني ) وتقع مباني الأدارسة في محافظة صبيا، وقد استخدم في عمارتها الحجر، والآجر، والخشب، والنورة أو الجص. حيث تلاحظ أن حجرات البيت واسعة، ومرتفعة الأسقف، وجدرانها سميكة، يتم بناؤها من الأحجار البركانية وطوب الآجر، وأسقف تلك البيوت كانت من الخشب.. وتعد بيوت الأدارسة تحفة معمارية تم الاستفادة من الطراز العمراني المميز الذي تم مشاهدته في عدد من الدول التي تنقل لها محمد بن علي الإدريسي. ويلاحظ الاهتمام الذي بذلته هيئة السياحة والآثار من خلال تسويرها لعدد من بيوت الأدارسة، إلا أن المقر يحتاج إلى إعادة ترميم من أجل أن يكون مزارا سياحيا للقادمين لمنطقة جازان، والتي تحوي وتشتهر بعدد من الأماكن الأثرية والسياحة المتميزة على مستوى المملكة.