قلعة «الحمى» تعد من القلاع التاريخية الأثرية على مستوى المملكة، واجهت الزمن عبر 4 قرون متصلة لتبقى رمزا أثريا حاضرا في أرض السعودية. القلعة تقع في قرية « الحمى» بمحافظة ضمد في منطقة جازان، واهتم بها المؤرخون والكتاب، واتفقوا جميعا أن من أسسها هو الشريف أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن حيدر آل خيرات، جد آل المدير، قبل أربعة قرون، وآل المدير قبيلة تسكن حالياً بقرية الحمى وتعود تسميتها بالحمى تيمنا بالقلعة التي بنيت لتخزين وحفظ الحبوب والمحاصيل الزراعية، و لحمايتها من الأمطار. طابقان وغرف مبنية والقلعة مبنية من الصخور والطوب الأحمر المحروق وتتكون من طابقين وتشتمل على العديد من الغرف المبنية بطريقة متلاصقة، ولها مداخل ذات عقود مدببة، وللقلعة فناء وتوجد حولها آثار بئر، كما تحتوي القلعة على مخازن لجمع المحاصيل الزراعية وغيرها من المواد الغذائية. ووصفها المهتمون بالآثار بأنها قلعة تاريخية بنيت بمحافظة ضمد جنوب غربي السعودية، في عهد الدولة السعودية الثانية سنة 1256ه، وما زالت قلاعها وأجزاء من مبانيها الصخرية شامخة حتى الآن، واقفة ضد تغيرات الزمن، مطلة على ضفاف وادي ضمد أشهر أودية تهامة. وقد بناها صاحبها لحماية ممتلكاته ومزارعه ولحفظ الذرة الرفيعة التي كانت تُحفظ داخل القلعة، في زمن مليء بالاضطرابات والحروب، ولهذا السبب سُميت «الحمى ». تحتفظ بشكلها لا تزال القلعة تحتفظ بشكلها العام وهيئتها التي بنيت عليها في بداية عمارتها٬ أي على شكل مربع وأطوال أضلاعها (100×100م). وهذه الأطوال غير واضحة الآن على الأقل من الجهة الغربية٬ وذلك لأن هذا الجزء من القلعة يشغله الآن منزل حديث يقطنه مالكها٬ ويولج إلى داخل القلعة من خلال باب في جدار ذلك المنزل٬ أو من بعض فجوات في جدرانها. والقلعة الآن ولا سيما من الداخل متهدمة٬ ولا يرى منها إلا بقايا لبعض الحجرات والأسوار الخارجية٬ وبعض الجدران الداخلية ويوجد في الركن الشمالي منها برج يكاد يكون كاملاً٬ وبه مدخلان مسدودان حاليًا٬ ويفصل بينهما بقايا جدار عال يمتد في اتجاه الغرب. الأحجار البركانية يغلب على مادة البناء المستخدمة في تشييد القلعة الأحجار البركانية والآجر٬ وخصوصًا في الأجزاء العلوية٬ أما الأساسات المرتفعة إلى نحو متر ونصف المتر فجميعها مبنية من أحجار بركانية صلدة أكبر حجمًا من تلك الأحجار التي استخدمت بالتعاقب مع الآجر في الأجزاء التي تعلو الأساسات. كما استخدمت الأخشاب المحلية لحمل الأسقف التي تساقطت الآن بكاملها٬ ولم يعد لها وجود. يغلب الظن أن القلعة كانت مكونة من طابقين بدليل ارتفاع جدرانها الباقية حتى الآن إلى 8 متر٬ وأيضًا وجود بقايا درج يصعد إلى الأعلى في الجهة الجنوبية الغربية من القلعة٬ وإلى اليمين من بقايا الدرج أي في الجهة الجنوبية، تتركز الحجرات٬ أو على الأقل ما يمكن مشاهدته من معالمها الباقية. والقلعة برجان٬ أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية٬ والآخر لم يبق منه إلا أطلاله في الجهة الشرقية. سور متين يحيط بالقلعة سور متين ولا يبدو من خلال المشاهدة والمعاينة وجود أي أثر لمرافق أخرى داخل المساحة التي يحصرها ذلك السور (الصحن المكشوف) خلاف ما ذكر٬ وإن كان ساكن القلعة قد أشار إلى موقع بئر قديمة كانت موجودة في الزاوية الشمالية الغربية من الصحن٬ وقد طمرت منذ مدة طويلة. أما المدخل الرئيس للقلعة فيقع في الجهة الجنوبية الغربية٬ وهو يفضي إلى حجرة مسقوفة٬ لها في جنوبها باب صغير آخر يقود إلى خارج القلعة٬ وكلا البابين مسدود الآن تمامًا٬ ويعلو كلاً منهما قوس مدبب٬ كما هي الحال في البابين اللذين سبق ذكرهما في البرج الشمالي الشرقي. ليس في القلعة زخارف إنشائية لافتة للنظر سوى نماذج بسيطة تتألف من أشكال هندسية في أعلى جدران حجرات القلعة من الخارج، وأعلى البرج الشمالي الشرقي٬ وقد جرى تنفيذها بطريقة صف الآجر وترتيبه على هيئات مربعات ودوائر.