فقد المواطنون الروس بحلول الاثنين إمكانية الحصول على تأشيرات بموجب اتفاقية تسمح لهم بسهولة الوصول نسبياً إلى منطقة شنغن الأوروبية. وتبنى المجلس الأوروبي مقترحاً لتعليق اتفاقية تسهيل إصدار تأشيرات الدخول مع روسيا الأسبوع الماضي. وستقلص هذه الخطوة بشكل كبير عدد التأشيرات الجديدة التي ستصدر للروس من أجل دخول منطقة شنجن، والتي تتضمن 22 دولة بالاتحاد الاوروبي وأربع دول أوروبية. كما ستزيد رسوم طلب الحصول على تأشيرة شنجن من 35 يورو (35 دولاراً) إلى 80 يورو، وستكون هناك حاجة إلى المزيد من المعاملات الورقية. وستكون أوقات التعامل معها أطول أيضا، وستكون هناك قيود على تأشيرات الدخول المتعدد. وقد يؤدي تشديد القواعد إلى رفض طلبات التأشيرة وحتى إلغاء التأشيرات الحالية. وتوفر إرشادات الاتحاد الاوروبي للدول سلطات تقديرية واسعة بالإضافة إلى أساس للقيام بفحص أكثر تفصيلا للطلبات. ودخلت اتفاقية تسهيل إصدار التأشيرات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا حيز التنفيذ منذ عام 2007. من جانبه وجه السفير الروسي في ألمانيا، سيرجي نيتشايف، انتقادات حادة لألمانيا بسبب تمويلها الأوكران لإطالة أمد الحرب. وقال نيتشايف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية اليومية، والتي نُشرَت الاثنين: «مجرد تسليم أسلحة فتاكة إلى النظام الأوكراني، والتي لا تستخدم فقط ضد الجنود الروس بل أيضا ضد السكان المدنيين في دونباس، هو «خط أحمر» ما كان للحكومة الألمانية أن تجاوزه». وأشار السفير في ذلك إلى «المسؤولية الأخلاقية والتاريخية لألمانيا عن جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية». وذكر نيتشايف أنه في سياق الأزمة الأوكرانية دمرت الحكومة الألمانية العلاقات الثنائية الجيدة مع روسيا، مضيفا أنها تقوض أيضا عملية المصالحة بين الشعبين. وذكر السفير أن ألمانيا تعد إحدى القوى الدافعة وراء سياسة العقوبات الغربية ضد روسيا، منكرا لذلك على برلين أن يكون لها دور وساطة في الصراع. من جانب آخر تمكن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، من منع وقوع سلسلة من الهجمات الإرهابية التي كانت تستهدف عاملين في الإدارة العسكرية والمدنية بمنطقة خيرسون جنوبي البلاد وضد حكومة القرم. ووفقا لما قاله مركز العلاقات العامة في جهاز الامن الفيدرالي الروسي (وكالة الاستخبارات المحلية الروسية) لوكالة أنباء «تاس» وتم نشره الاثنين، فإن الهجمات كانت من تخطيط جهاز الأمن الأوكراني (الاستخبارات الاوكرانية). وقال مركز العلاقات العامة: «خلال تخطيط عملياتي، اعترض جهاز الأمن الفيدرالي الروسي محاولة من جانب جهاز الأمن الأوكراني لارتكاب سلسلة من أعمال التخريب والهجمات الإرهابية ضد مسؤولين في الإدارة العسكرية والمدنية بمنطقة خيرسون في أوكرانيا، وأعضاء في حكومة جمهورية القرم». وكشف عسكريون روس يعملون في مكافحة التجسس، عن موظف يعمل لدى جهاز الأمن الأوكراني، كان يقوم بالاشراف على أنشطة القوميين الذين قام بتجنيدهم. وأشار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إلى أنه قد تم إلقاء القبض على منفذي الهجمات المخطط لها ومحرضيهم. وأضاف مركز العلاقات العامة أنه أثناء القيام بالإجراءات التنفيذية، «تم الحصول على معلومات وافية عن العمليات التي تقوم بها دائرة الاستخبارات الخاصة الأجنبية، ومصادرة وسائل ارتكاب الجرائم وإنشاء قنوات اتصال بين الوكلاء ووسائل التمويل.» في السياق أقر مارك وارنر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي، بأن الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية كان نتيجة عمل الاستخبارات الأميركية مع الزملاء الأوكرانيين والبريطانيين. وأضاف السيناتور في مقابلة مع CNN: «جزء من هذا التقدم الأوكراني هو نتيجة الدعم الهائل من الولاياتالمتحدة وحلفائنا في الناتو. وهو كذلك جزئيا نتيجة لعمل استخباراتنا مع الأوكرانيين ومع أصدقائنا، ولا سيما البريطانيين». ووفقا له، تنجح هيئات الاستخبارات الأميركية والبريطانية «في إبقاء القوات الروسية في حالة توتر». في وقت سابق، نقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم، أن الاستخبارات الأميركية، وفي إطار زيادة التعاون مع أوكرانيا، قدمت المشورة لسلطات كييف بخصوص الهجوم المضاد على اتجاه خاركيف.