أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان استعداد روسيا لبدء مفاوضات حول مسودات وثائق الضمانات الأمنية. وقال للصحفيين اليوم (الخميس): «قدم أوشاكوف شرحا حول مسودتي وثيقتين، المعاهدة والاتفاقية، بشأن الضمانات الأمنية، التي تم نقلها إلى الجانب الأمريكي عبر القنوات الدبلوماسية في وزارة الخارجية»، مضيفاً: «الأهم من ذلك، نقل أوشاكوف لسوليفان ملخصا مفاده أننا مستعدون لبدء المفاوضات على الفور بشأن مسودة هذه الوثائق». ولم يذكر بيسكوف الوثائق المحددة التي سلمها أوشاكوف، واكتفى بالقول إنها مسودة معاهدة ومسودة اتفاقية. وحول طرد ألمانيا اثنين من الدبلوماسيين الروس قال: «إنه حادث منفصل غير سار، لكن لا يجب أن يؤثر على آفاق الحوار بين البلدين، ومن المرجح أن يتسبب في أحداث غير سارة في علاقاتنا الثنائية، لكننا نعتقد أن هذا لا يجب بأي حال من الأحوال أن يؤثر على آفاق إقامة حوار بين الرئيس بوتين والمستشار الجديد»، مطالباً ألمانيا بالتواصل مع بلاده لمناقشة هذا الأمر. واستدعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك السفير الروسي سيرغي نيتشايف وأعلنت طرد دبلوماسيين روسيين اثنين، في حين أن الخارجية الروسية أكدت أن موسكو ترفض بشدة الاتهامات بتورط هياكل الدولة في مقتل خانغوشفيلي. يأتي ذلك وسط تصاعد التوترات بين روسيا والغرب جراء القلق من غزو محتمل للأراضي الأوكرانية، إذ أعلنت موسكو أنها نفذت تجربة لصاروخ "زيركون" الأسرع من الصوت، وفي المقابل يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة لبحث الخيارات المتاحة لمواجهة الجانب الروسي. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الخميس) إن فرقاطة الأميرال غورشكوف التابعة للأسطول الشمالي أطلقت بنجاح صاروخا من طراز زيركون، مضيفة أن الصاروخ الذي أطلق من البحر الأبيض في شمال غرب روسيا أصاب هدفا ساحليا في إقليم أرخانغيلسك المطل على هذا البحر. وكانت القوات الروسية أعلنت بدء التدريبات التكتيكية مقررة سلفا استخدام منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 (S-400) في شبه جزيرة القرم التي انتزعتها روسيا من أوكرانيا عام 2014، لافتة إلى أن التدريبات تأتي على خلفية التوتر في البحر الأسود وأوكرانيا، كما أجرى في مقاطعة كورسك المجاورة لأوكرانيا تدريبات على أنظمة صواريخ إسكندر الباليستية. في حين رد الجيش الأوكراني بإجراء مناورات في منطقة خرسون شمال شبه جزيرة القرم لاختبار سرعة انتشار القوات في الميدان ومستوى التنسيق بينها. وقال قائد القوات المشتركة في أوكرانيا سيرهي نايف: إن التدريبات تحاكي صد محاولة دبابات معادية لاختراق دفاعات الجيش في المنطقة الأكثر عرضة لمثل هذه العمليات. في غضون ذلك، عقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي اجتماع قمة في بروكسل يبحث ضمن أبرز ملفاته التوتر على الحدود الشرقيةلأوكرانيا وسط حديث عن تنسيق أوروبي أمريكي لفرض عقوبات لم يسبق لها مثيل على موسكو. وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إن اختيار بلاده الانضمام إلى الناتو هو قرار يخصها والحلف فقط، وذلك بعد أن طلبت روسيا ضمانات أمنية ملزمة من طرف الدول الغربية بعدم تمدد الناتو باتجاه حدودها وضم كييف إلى الحلف. وتعهد المستشار الألماني أولاف شولتز بالقيام بكل ما هو ممكن للوقوف إلى جانب أوكرانيا، مشددا على أن حماية حدودها مهم لأوروبا واستقرارها. وقال رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا: إن العقوبات ضرورية لوقف السلوك العدائي الروسي، داعيا الناتو إلى الأخذ في الحسبان إمكانية أن تستخدم روسيا أراضي بيلاروسيا للتحضير لأي هجوم. وطرح في البرلمان الأوروبي مشروع قرار يطالب روسيا بالكف فورا عن استفزازاتها على الحدود الأوكرانية، مشدداً على وضع خطة ردع شاملة تحسبا لتدهور الوضع، موضحاً أن الإجراءات يجب أن تشمل وقف جميع واردات النفط والغاز من روسيا إلى الاتحاد.