أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أمس الاثنين، عن إحباط عملية للاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كانت تهدف لتجنيد طيارين روس واختطاف مقاتلات. وذكرت قناة "RT عربية" الروسية أن الاستخبارات البريطانية قدمت الدعم الرئيس للمخابرات العسكرية الأوكرانية لاختطاف مقاتلات روسية. وبحسب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فإن الاستخبارات الأوكرانية كانت تعمل بالتنسيق مع استخبارات حلف شمال الأطلسي، وقدمت الاستخبارات البريطانية الدعم الرئيس في هذه العملية. وأشار الجهاز الروسى إلى أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية عملت تحت إشراف السلطات في كييف، وحاولت تجنيد وإغراء طيارين عسكريين روس مقابل مكافأة مالية وضمانات للحصول على جنسية إحدى دول الاتحاد الأوروبي. وتهدف العملية الاستخباراتية إلى إقناع الطيارين الروس بالإقلاع والهبوط في المطارات التي تسيطر عليها القوات المسلحة الأوكرانية. وخلال العملية الاستخباراتية الروسية المضادة، تم الحصول على معلومات ساعدت القوات الروسية في استهداف عدد من المنشآت العسكرية الأوكرانية، وتم تحديد موظفي الاستخبارات الأوكرانية المشاركين في العملية والمتواطئين معهم. في سياق متصل تعتزم روسيا تقديم أكثر من 200 أوكراني للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية أمام محكمة دولية تعمل على إنشائها. وأوضح ألكسندر باستريكين رئيس "لجنة التحقيق الروسية"، في مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا جازيتا" نشرتها الاثنين، أن هذه المحكمة ستكون تحت قيادة منظمة شريكة لروسيا. وأضاف باستريكين أن هناك تحقيقات جارية بحق مواطنين بريطانيين وأمريكيين وكنديين وهولنديين وجورجيين تتعلق بالانخراط في أنشطة للمرتزقة، موضحا أنهم يواجهون اتهامات بالقتال إلى جانب أوكرانيا. وكانت جمهورية دونيتسك الشعبية قد أصدرت بالفعل أحكاما بالإعدام بحق بريطانيين اثنين ومغربي. ولا تزال إجراءات الاستئناف مستمرة. وقال ألكسندر باستريكين، رئيس لجنة التحقيق الروسية، في تصريحات نُشرت خلال الليل إن موسكو وجهت اتهامات بحق 92 فردا من القوات المسلحة الأوكرانية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية واقترحت محكمة دولية جديدة للتعامل مع التحقيق. من جانبها واصلت أوكرانيا جهودها لاستئناف تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود بموجب اتفاق يهدف إلى تخفيف أزمة نقص الغذاء العالمي. ويهدف الاتفاق إلى توفير مرور آمن من وإلى موانئ أوكرانيا التي يحاصرها الأسطول الروسي في البحر الأسود منذ أن بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا يوم 24 فبراير. وقال الكرملين الاثنين إن هجوما صاروخيا روسيا على ميناء أوديسا في جنوبأوكرانيا لن يؤثر على تصدير الحبوب لكنه دعا الأممالمتحدة إلى العمل على رفع القيود على الصادرات الروسية حتى ينجح اتفاق الحبوب التاريخي. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن روسيا استهدفت البنية التحتية العسكرية في هجوم صاروخي يوم السبت. وقال بيسكوف "هذه الضربات مرتبطة تحديدا بالبنية التحتية العسكرية". وتابع "إنها ليست مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالبنية التحتية المستخدمة لتصدير الحبوب. يجب ألا يؤثر ذلك، ولن يؤثر، على بدء الشحنات". وأثارت الضربة التي تعرضت لها أوديسا تساؤلات حول ما إذا كان الاتفاق سيصمد أو ما إذا كانت جميع الأطراف ستحترم الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إسطنبول. وتوقفت صادرات الحبوب الأوكرانية منذ 24 فبراير عندما أرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا فيما وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة". وروسياوأوكرانيا مصدران رئيسان للحبوب، بما في ذلك القمح والذرة وبذور دوار الشمس، إلى الشرق الأوسط وأفريقيا. وقبل 24 فبراير شباط، كان البلدان يمثلان ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية. وكجزء من الاتفاق الذي توسطت فيه تركياوالأممالمتحدة، وقعت الأممالمتحدةوروسيا أيضا مذكرة تفاهم يوم الجمعة تلتزم فيها المنظمة الدولية بتسهيل وصول الأسمدة وغيرها من المنتجات الروسية إلى الأسواق العالمية دون عوائق. وقال بيسكوف الاثنين "يتعين على الأممالمتحدة تنفيذ دورها بشأن القيود غير المباشرة المفروضة على شحنات الحبوب والأسمدة الروسية". وأضاف "لا توجد (قيود) مباشرة، ولكن هناك قيودا غير مباشرة لا تسمح لنا بتوفير هذه الشحنات بشكل كامل، والتي تعتبر حيوية للأسواق الدولية وخاصة في المناطق التي بدأت تعاني من شبح الجوع". شبح المجاعة وارتفعت أسعار القمح العالمية الاثنين بسبب الغموض الذي يكتنف اتفاق الحبوب. وشهدت الأسعار تراجعا حادا يوم الجمعة مع توقع التجار حلا لنقص الإمدادات الذي هدد بدفع الملايين صوب المجاعة. ونال الاتفاق إشادة بأنه انفراجه دبلوماسية ستساعد في كبح أسعار الغذاء العالمية الآخذة في الارتفاع من خلال ترتيب شحنات الحبوب الأوكرانية لإعادتها لمستويات ما قبل الحرب التي كانت تصل إلى خمسة ملايين طن شهريا وذلك في خلال بضعة أسابيع. ومع دخول الحرب شهرها السادس ذكر الجيش الأوكراني أنه رصد قصفا روسيا واسع النطاق في شرق أوكرانيا الليلة الماضية وقال إن موسكو تواصل التحضير لهجوم على باخموت في إقليم دونباس الصناعي. وإضافة إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، تضع روسيا عينيها على مساحات شاسعة من جنوب البلاد حيث سيطرت منطقتين شمال شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014. وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن فلاديمير روجوف عضو إدارة مقاطعة أن المنطقتين وهما خيرسون وزابوريجيا، ربما تجريان استفتاء في أوائل سبتمبر بشأن الانضمام لروسيا. وأعلن الجيش الأوكراني عن تحقيق تقدم في هجوم مضاد في خيرسون وقال إن قواته تحركت في مدى إطلاق نار على أهداف روسية. وقالت كييف إنها تتحرك بثبات عائدة للمنطقة. وأشارت بريطانيا إلى أن القادة الروس لا يزالون يواجهون معضلة وهي إما تعزيز دفاعاتهم حول خيرسون والمناطق القريبة أو دعم الهجوم في الشرق.