دول كثيرة عربية وغير عربية تملك الثروات والموارد الطبيعية ومقومات التنمية، لكنها لم تستثمر هذه الظروف بسبب سوء الإدارة أو الصراعات الداخلية أو الفساد الإداري والمالي أو الشعارات السياسية الكاذبة. في المملكة العربية السعودية اتجهت القيادات السياسية إلى الاستثمار في الإنسان، اليوم تتوفر الكفاءات الوطنية في مجالات مختلفة، في وطننا الآن مواطنون ومواطنات يجمعون بين الكفاءة المهنية والأخلاق العالية والإخلاص في العمل. كفاءات لم تظهر فجأة، لكنها حصاد سياسة استراتيجية وقيادات مخلصة استثمرت موارد الوطن في بناء الإنسان؛ لأنه هو أساس التنمية حتى وصلت المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، وتفوقت عليها في المساعدات الإنسانية والاقتصادية، وفي الأمن والرعاية الصحية كما أثبتت ذلك خلال جائحة كورونا. البترول متوفر في دول مختلفة، بعضها استثمره في التنمية وبعضها أدمن الشعارات وخداع الشعوب وتنمية خطاب إعلامي يمارس الصراخ والكذب ومعاداة الدول الناجحة. أعداء النجاح هم الراسبون في اختبار التنمية، هم القيادات التي استغلت الثروات لمصالحها الخاصة وألهت الشعوب عن فسادها وخياناتها بالمتاجرة بقضية فلسطين. تاريخ من التهريج والكذب عبر خطاب إعلامي يرفع شعار القومية ينساق خلفه المخدوعون ليكتشفوا بعد فوات الأوان أن الدول المتهمة بالرجعية هي التي تتقدم والدول التي ترفع شعارات النضال والثورات وتغطي فشلها بشتم الاستعمار والإمبريالية هي دول فاشلة عاجزة مكبلة بالتحزب والطائفية والشعارات الخادعة والولاء لدول خارجية، قيادات تدير البلاد بالخطابات المطولة العاطفية الإنشائية المفصولة عن الواقع. دول بترولية تعاني من الفقر وسوء الخدمات وسوء البنية التحتية وتتغذى على الانقسامات ومحاربة الدول الناجحة. مواطنون في تلك الدول يبحثون عن خبز وماء وكهرباء وشوارع نظيفة، يتعلقون بأمل يحقق لهم الأمن والاستقرار، لكنهم لا يحصدون غير الشعارات. ودول بترولية سلكت طريق التنمية واستثمرت في الإنسان، ركزت على التعليم والأمن والصحة وإنشاء الجامعات وفتح المجال للابتعاث وتطوير الرعاية الصحية والبنية التحتية والطرق، وإنشاء الأنظمة وتحديثها، وتطوير الخدمات، وإيجاد مشاريع تنموية في مجالات مختلفة، وتنويع فرص التوظيف، وتوفير حياة آمنة كريمة للمواطن والمقيم، هذه الدول هي في نظر إعلام دول الشعارات والشعوب المخدوعة دول فاشلة متخلفة مهما حققت من تقدم. حراك اقتصادي واجتماعي وثقافي وتقدم في كافة المجالات في الدول التي وصفوها بالرجعية، وسر هذا التقدم هو القيادات السياسية التي ركزت على التنمية والابتعاد عن الشعارات الخادعة، وتبني ثقافة السلام والأمن والبناء والحوار والوحدة الوطنية.