السعودية اختارت بقياداتها المخلصة طريق الحكمة والتعليم والإدارة الحديثة نحو أهداف واضحة ولهذا لم تكتفِ بتحقيق النجاح وإنما حققت التميز في تجربة نادرة تستحق الدراسة العلمية المنصفة تنطلق سياسة المملكة من مبادئ راسخة تبني عليها استراتيجياتها في كافة المجالات، وعلاقاتها الدولية ومواقفها الإنسانية. الأمن والتنمية والسلام والدعم الإنساني وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى تمثل أهدافاً ثابتة للمملكة العربية السعودية. سجل المملكة سجل مشرف سواء في القضايا التنموية الداخلية أو في القضايا الدولية. هذا السجل لا يبرز في كلام إنشائي أو خطب حماسية، ولكنه إنجازات عملية موثقة، وحقائق معروفة للجميع. استثمرت المملكة إمكاناتها المادية والبشرية عبر بوابة التعليم واختارت طريق السلام والبناء والتنمية والمستقبل. في طريق البناء انتهجت المملكة سياسة التطوير المستمر، تطوير داخلي شمل كل مسارات التنمية، وتطوير في العلاقات الدولية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ليس لها سياسة عدائية، ولا أطماع خارجية لكنها تدافع عن أمنها وسيادتها إذا تعرضت للخطر. بهذا الفكر القيادي، والنهج السياسي استطاعت المملكة تحقيق إنجازات غير مسبوقة وأن تصبح دولة متقدمة تتوفر فيها كل مقومات الدولة الحديثة القادرة على التكيف مع متغيرات المستقبل الاقتصادية والسياسية والتقنية. هذا ما حدث بالفعل وما يشهد به الواقع وليس الخطب الإنشائية . طريق التعليم والبناء والتنمية كان خياراً استراتيجياً للاستثمار في الإنسان كغاية ووسيلة. في هذا الطريق انطلقت البرامج والمشاريع في مسارات متعددة. في هذا الطريق أصبح لدى المملكة كوادر وطنية في مجالات مختلفة بعضها كان ينظر إليها كأمنية صعبة. الإرادة والإدارة جعلت تلك الأمنية وغيرها من الأمنيات والطموحات واقعاً ملموساً وحقيقة نفتخر بها. في طريق التنمية استثمرت الدولة مواردها المالية وخصصت ميزانيات ضخمة تتفق مع حجم المملكة وخططها التنموية واحتياجاتها وطموحاتها ومستقبلها. لم تكتفِ المملكة بالتنمية الداخلية بل امتدت يد البناء والدعم والمساعدات الاقتصادية والإنسانية إلى خارج المملكة مع محيطها العربي والإسلامي والإنساني. في طريق التنمية لا تلتفت المملكة الى من يسيء إلى مواقفها من منطلقات حزبية، لا تتأثر مواقف المملكة الثابتة من القضايا العربية والإسلامية والإنسانية بمن ينخدعون بالشعارات ويصفقون لها، ويتفرجون على إنجازات الآخرين ويشتمونها. المملكة تقوم بمسؤوليات دينية وسياسية واقتصادية وإنسانية ولها مكانتها الدولية المؤثرة وليس لديها الوقت لتضيعه في سجالات غير مفيدة. المملكة ترد على أصحاب الشعارات بإنجازات أكثر، تعمل بصمت، لا تضيع وقتها في المنافسات الكلامية التي سلاحها الصوت العالي، صوت المملكة هو الإنجازات الحقيقية، هو العمل، هو التقدم المتميز في القطاعات المختلفة، صوت المملكة هو سجلها العملي الواضح سواء في التنمية الداخلية، أو في جهودها الخارجية لدعم مسارات الأمن والسلام والخدمات الإنسانية. في مضمار التنمية، تقفز المملكة الحواجز لا لمنافسة الآخرين وإنما لمنافسة نفسها. تضع أهدافاً عالية الطموح وتعمل بجدية واصرار على تحقيقها. وفي طريق النجاح ثمة من يمارس الفشل فيجد أفضل وسيلة لتبرير فشله بث خطاب الكذب والإشاعات والشعارات والاسقاط على الناجحين. يبالغون في هذا الاتجاه حتى درجة الانكشاف والفضيحة، ينقسمون ويتحاربون ويسوقون ولاءاتهم ويخطفون ويغتالون، ويتناقضون وحين يفشلون -وهم مدمنون على الفشل- فإن التبرير الجاهز هو الإسقاط على السعودية في غياب قرار مستقل، وغياب إعلام مهني نزيه يبحث عن الحقيقة. السعودية اختارت بقياداتها المخلصة طريق الحكمة والتعليم والإدارة الحديثة نحو أهداف واضحة ولهذا لم تكتفِ بتحقيق النجاح وإنما حققت التميز في تجربة نادرة تستحق الدراسة العلمية المنصفة التي تأخذ بمعايير الحقائق والأرقام والإنجازات على أرض الواقع. كيف كانت المملكة وكيف تطورت؟ هذا السؤال يجيب عليه المتخصصون المحايدون وليس أصحاب الشعارات ومدمني الخطابات الحماسية الخادعة التي لا علاقة لها بالواقع.