(..أنصح مرضى القلب بالابتعاد عن المضاربة اليومية في سوق الأسهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً... فقد رأيتُ بِعَيْنِي مصارعَ القوم...) هذا كلام طبيب القلب الدكتور [خالد النمر] حسب تغريدة له في تويتر.. وكلامه صحيح، فقد أثبتت الأبحاث أن كثيراً من مدمني المضاربة على الأسهم والعملات يصابون بارتفاع الضغط والسكر وبالخفقان والقولون العصبي وسوء الهضم، والأرق مع الكوابيس أثناء النوم، فيكون نومهم، مع قلته، غير جيد ولا مريح، فتزيد الهموم وتضعف القدرة الفكرية والجنسية مع التوتر وسوء النوم. وأذكر أنني قرأت إحصائية تقول إن 90 % من المضاربين يخسرون أموالًا طائلة، وهي إحصائية صادرة من أمريكا بلد الأرقام، مع العلم بأن كثيرًا من المضاربين قد تذهب حياتهم في تحليلات وتأويلات كأنما عاشوا في عالم افتراضي يحجب عنهم مباهج الحياة. قلت: والمضاربة نوعان ،سليمة وسقيمة، الأولى أصحابها يضاربون على الأسهم الاستثمارية في شركات العوائد والتاريخ المنتظم الطويل من تحقيق الأرباح ودفع التوزيعات، مع كفاءة الإدارة، هؤلاء يعتمدون التحليل الأساسي فيما يشترون، والتحليل الفني في توقيت البيع والشراء، فربح هؤلاء من خزائن شركاتهم، يربحون هم ومن معهم، وإذا خسروا فإنهم لا يقلقون كثيرًا، لأنهم واثقون من جودة الأصول التي اشتروها. والثانية، أي المضاربة السقيمة، هي الاندفاع وراء أسهم الخشاش خاصة وقت الارتفاع، مع أنها لشركات خاسرة عاثرة، لكن هؤلاء المضاربين يتوهمون أنهم سوف يحصلون على الربح الوفير السريع، والرابح من هؤلاء يكون ربحه على حساب كثير من الضحايا، كما أنه سوف يستمر في سلوكه الذي يشبه سلوك المقامر، حتى أنه قد يخسر ما ربح ومعه بعض رأس المال أو كله إن كان قد استعان برافعة مالية فإنها تصبح خافضة، كما أن المضاربة على شركات الخشاش الخاسرة قد تصيب أكثر المضاربين بالتوتر والقلق ومختلف الأمراض مع إدمان تلك المضاربات الخطيرة وتعاقب الأحداث، ومرور الزمان.