أسواق الأسهم في العالم كله كالبحار والمحيطات، فيها مدٌ وجزر وأمواج عاتيات.. وكثير من المضاربين المغامرين الذين يشبهون "الخواطيف" ما يربحونه مع (المد) يخسرونه مع (الجَزءر) وقد تأخأهم الأمواج إلى أعماق البحر حيث الغرق.. هؤلاء هم المضاربون الذين لا يفرقون بين "الاستثمار" و"القمار".. إن المضاربة أساسية في كل سوق، وهي التي توفر السيولة للسوق، وتبث فيه الحركة والنشاط، ولولا المضاربون لتوقف السوق تماماً كالمشلول، وتجمد كجبل الجليد، ولكن المضاربين ليسوا سواء.. فهنالك مضاربٌ عن بصيرة.. وهو الذي يضارب بعين المستثمر وعقله، فيشتري أسهماً قيمتها فيها (أسهم شركات رابحة راسخة) لأن هدفه الأول هو الحفاظ على رأس المال، وهدفه الثاني هو الربح، وهو باختياره أسهم الشركات الراسخات وبأسعار معقولة وقت الشراء، يعلم أنه سوف يحافظ على رأس ماله إلى حد كبير، حتى لو نزل السوق فإن أسهمه مصيرها الارتفاع مع ارتفاع السوق، لأنها جياد أصيلة تستحق الرهان، وهو يختار وقت الشراء أثناء الجزر ونزول السوق، ويبيع أوقات المد وارتفاع السوق.. أما المضارب بعقلية المقامر فهو يبحث عن شركات قليلة العدد في أسهمها ولو كانت غير رابحة ولو كانت أسعارها عالية لأن دم المقامرة يجري في عروقه وهو يريد لها أن تتضاعف أسعارها وهو في الغالب وبغريزة المقامر يستهويه السهم الذي يرتفع بسرعة ويجعله الطمع يلاحقه فيشتريه وقت المد العنيف ثم يخسر فيه بشدة مع انحسار الموج وشدة الجزر..