كثير من المضاربين، إن لم يكن أكثرهم، ليسوا في عيشة راضية، بسبب القلق المستمر، وخاصة المضاربين المعتمدين على التحليل الفني، أو توصيات الآخرين من مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات.. والأشد قلقاً من يضارب على أسهم شركات خاسرة عاثرة ولا يطاردها إلا إذا رآها ترتفع بسرعة! ولا يضع حداً للخسارة! فهو مع الخيل ياشقراء: (كَريشَةٍ في مَهَبّ الرّيحِ ساقِطَةٍ.. لا تَسْتَقِرُّ على حالٍ منَ القَلَقِ). والمضاربة -بشكل عام- تثير القلق وتمزق القلب بين الخوف والطمع، والمتابعة والتطلع، فإن ارتفع سهمه الذي باعه اغتم، ولو كان رابحاً، وإن انخفض سهمه الذي اشتراه ندم على أنه لم يشتره بأرخص حتى لو ربح فيه.. ويظن البعض أن المضاربة تسلية وإثارة، وملء للوقت، لكنها أبعد من ذلك وأصعب، وأقرب للتوتر والقلق، فهي مشتقة من (الضرب) وتشبهه، وعلى وزن (حرب) وفيها منه شَبَه، ولعل التأنّي في التداول والتوقف أياماً للتأمل أفضل في طرد القلق وأوفق في اقتناص الفرص.