حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صراع «الهوامير» على الشاشة ليس فيه مجاملات لمن يبحثون عن خبطة العمر
قصص مثيرة لضحايا الأسهم تحوّل الأحلام الوردية لهموم السداد بقية العمر

كيف لا تصبح الأسهم هم الناس وشغلهم الشاغل وحديث الشارع وموضوع الساعة وهي لعبة الأغنياء والهوامير المحببة والمفضلة وفيها أحلام الفقراء وأمنيات الكادحين وهواجس الموظفين والعاملين.
حديث الاسهم لمن لا يتحدث فيه ويفهم موضوعاته ومستجداته وتعرجاته وتعليقاته واخباره اليومية عليه ان يبقى مستمعاً ومتفرجاً ومشاهداً لاحداثه ومتغيراته ومستجداته، لأن أحداً لن يلتفت اليه إذا بدأ الكلام عن الاسهم القيادية والمضاربية أو أسهم العوائد أو «الخشاش» كما يطلقون عليها، وعن المؤشر الملكوم إذا هبط وأحمر لونه فتتكدر معه الخواطر وتخفق معه القلوب احتساباً للخسائر والنقص المزعج لرأس المال، وإذا ارتفع واخضر له وانتعش مع السوق بكميات بيع وفيرة وجني ارباح زاهرة ومثمرة، ظهرت الابتسامات وتعالت الضحكات وانتفخت معها جيوب المساهمين والمضاربين. فاما ضغط وسكر وهموم ومتاعب وانتظار مزعج ومقلق يوتر المساهم، أو سعادة غامرة وفرح عام لجني ارباح مفرط بعد تقلبات وارتفاعات مزدهرة.
تجربة محفوفة بالمخاطر
لكن ضحايا الاسهم ومتكبدي الخسائر في قطاعاتها والخارجين من ابوابها الخلفية بخزي التجربة الفاشلة وهموم وآلام قرار الخروج بغير عودة والانسحاب بغير رجعة ليسوا بالقليل أيضاً، والقصص والحكايات التي تروى فيها ما يدعو للضحك رغم المآسي والمصائب والمواجع التي حلت بأصحابها ورواضها فالاتجاه العارم للاسهم والولع الشديد بالحضارية لغير من لديهم خبرة تعد مغامرة غير محسوبة وتجربة محفوفة بالمخاطر والخسائر وليس أول من ذلك شعار البنوك الذي تقدمه وترفعه لمشتركي وطالبي الاشتراك في صناديق المضاربة على الاسهم المحلية بأنها عالية المخاطر مثل ما هي عالية العوائد والارباح، مثلما تجني ارباح سريعة تتحمل خسارة متوقعة بنفس قدر الربح وربما اكثر بحسب ظروف السوق ومتغيراته وتقديرات المتعاملين فيه لأن المضاربة قائمة على اوامر مدروسة وخطط قد تفسد لمجرد اختلال موازنة الاحداث الجارية فتنهار اسهم أو يفقد شيء من بريقه فتكون الخسارة طبيعية ومعتادة، كما الربح له نفس الاحتمال والتوقع المنتظر.
طوابير من أجل التمويل
كما أن الاعداد الهائلة من الموظفين والعاملين في القطاع الحكومي والخاص المندفعين للمضاربة من واقع السيولة التي بات من السهل تأمينها وتدبيرها بواسطة برامج التمويل البنكي بضمانات الراتب اصبحت تمثل طوابير على خدمات البنوك التمويلية بينما كانت في السابق لا تجد ولو بنسبة ضئيلة من هذا الاقبال بالذات على تمويل الاسهم، وموظف في شركة الراجحي في حي الصفا يؤكد بأن الفترة السابقة من هذا العام شهدت اقبالا غير متوقع واندفاعاً غير منقطع من الموظفين للحصول على تحويلات بهدف المضاربة في مجال الاسهم المحلية بعد الارتفاعات التي شهدها السوق والنهضة المتتالية التي سجلها مؤشر الاسهم خلال هذا العام وبالمقارنة بالعام الماضي من ثمانية آلاف نقطة إلى نحو 15 ألف نقطة، ضاعف رأس مال المستثمرين في هذا القطاع لعدة مرات وبالذات بالنسبة للمستثمرين وليس المضاربين.
ولم يكن الناس في السابق ملتفتين لهذا الاستثمار ومندفعين لدخول تجاربه وتطلعوا لتحقيق أرباحه المتتالية، إلى الوقت الذي ظهرت فيه الاكتتابات الجديدة ابتداءً من شركة الصحراء وبنك البلاد فاتحاد الاتصالات والتعاونية للتأمين وسدافكو والمراعي وغيرها من الشركات التي ترغب دخول سوق الاسهم وبهامش ربحي للمواطن المساهم جعل معظم المواطنين يعدون عدتهم استعداداً للمشاركة في هذه المساهمات حتى بدت الارقام الخيالية في عدد مرات التنظيم لاكتتاب مثل شركة اتحاد الاتصالات إلى 50 مرة.
وهناك كان القرار الايجابي وانسانيته بفتح مجال المساهمة للمواطنين وفك احتكار اصحاب رؤوس الاموال الضخمة لغرض الاستثمار واتاحة تطبيق مبدأ أو نظرية النسبة والتناسب في حالة تغطية الاكتتاب لمصلحة صغار المساهمين بحيث يتساوى الجميع بعدد متناسب من الاسهم المخصصة للاكتتاب وتعم الفائدة للجميع، لذلك ادرك الناس حينها ان المساهمة في الاكتتابات العامة لهذه الشركات ذات جدوى ونفعية ونتيجة ايجابية ومربحة لعدة أضعاف مثلما تحقق للمشاركين في مساهمة بنك البلاد بعد الاكتتاب فيه من قيمة 50 ريالاً إلى ظهور سعر السهم بعد التخفيض والتداول إلى 900 ريال وكذلك الحال لاتحاد الاتصالات وغيرها من الشركات التي دخلت أخيراً مجال الاسهم.
حمى جنون داخل الصالات
لكننا إذا تحدثنا عن ضحايا الاسهم فإن قصصاً مثيرة ومدهشة سوف تمر علينا من واقع تجارب الناس، وهي قصص تعبر عن اندفاع غير مدروس وشراء غير متزن وحمى مضاربة جنونية وكأن السوق ليس فيه الا جني أرباح دون خسائر تذكر، وما تسجله اقسام التمويل في البنوك من حالات طلب مستمرة يعكس ان الآلام ربما تكون أكبر بكثير من افراح وبشائر الربح، فهذا موظف حكومي راتبه الشهري 4000 ريال ذهب منتشياً للبنك وطلب قرضاً بقيمة مائة الف ريال يقسط من راتبه على مدى عشر سنوات بهدف المضاربة في الاسهم المحلية وسارع بفتح حساب خاص بالانترنت ليتولى المضاربة بنفسه والبيع والشراء اليومي، فهو على حسب تفكيره وما قادته طموحاته وما ساقه اليه اعلامه ان يقوم بالتصفية اليومية لجني الارباح ويخرج مع المبالغ التي حصدها من المضاربة السهلة والسلسة مع موجات الصعود اليومي، وبعد أقل من شهر وجد ان المبلغ المخصص للمضاربة قد فقد نحو 20٪ من أصله وهي خسارة يصعب تعويضها لمثله وحاول الاستمرار وعاود الكرة عدة مرات فوجد نفسه كما يصف يدور حول محور واحد، يوم يربح ويوم يخسر، دون المقدرة على ترك الاسهم وشأنها وتحويل الخطة من مضاربة يومية إلى استثمار طويل الاجل وخرج من الاسهم سريعاً قبل أن تحلّ عليه كارثة الانهيارات المتوقعة وودّع الاسهم إلى الابد وفضل أن يشارك في الاكتتابات الجديدة لضمان ربحيتها وجدوى نتائجها.
نهاية الأحلام الوردية
٭ وهذا مشارك آخر جار لصديق حميم لي قد قرر بعد طول تفكير الخروج عن حالة الاستسلام لمرتبه الشهري المتواضع ليصل الى ساحة الاحلام الوردية التي تنتظره في مجال الاسهم وبعد أن سمع من اصدقائه وأقربائه ارباحها الفلكية وما تجنيه من غنائم سريعة للمساهمين أشبه ما تكون بالخيال وهي قد تحقق فعلاً لو ضحك له القدر وارتفعت اسهمه التي اشتراها إلى الضعف أو الضعفين فقرر الذهاب للبنك وأخذ القرض واشترى سهم شركة مضاربة نصحوه الخبراء كما يقول بأنها سوف تحقق النسب تلو النسب والارتفاعات تلو الارتفاعات بعد اسابيع قليلة لأن مضاربين كبار وهوامير من الوزن الثقيل وضعوا حملهم بها ونصبوا شباكهم على مائدتها ليرفعوا سهمها الزهيد بعد شفط جميع الاسهم المعروضة ويرتفع معه الطلب السريع بعد شح العرض وندرته لأنه في يد الهوامير وكبار المساهمين مع المحفزات السرية التي سوف تظهر وهي تدار وتبث بصورة مستهدفة، خلاصة القول بأن المسكين قد اشترى بقيمة «250» الف ريال دفعة واحدة بعد أن اقتنع ووضع آماله وطموحاته وعلق احلامه بما مضى من قول ووعود كلامية.
وكان من سوء حظه وخيبة أمله أنه على موعد لاجراء عملية في المعدة أخذ من أجلها اجازة لمدة شهر من عمله، واجريت له العملية بنجاح، وبمجرد عودته إلى المنزل بعد غياب عدة أيام تسمر ونصب مقعده الدائم امام شاشة التلفاز لمتابعة الاسهم والاستماع إلى اخبارها وتحليلاتها وآراء أساطينها وخبرائها فوجد اللون الاحمر يخيم على مظهر الشاشة فمعظم الاسهم ترتدي اللون الاحمر والمؤشر قد فقد في أيام اكثر من الف نقطة، هذا كان في اشهر الاجازة الصيفية مع النزول المحموم والخسائر اليومية التي تكبدتها الاسهم وأثرت على مؤشرها العام. ووجد المسكين اسهمه كانت اكبر الخاسرين واشد المهرولين هبوطاً، حتى التقط الآلة الحاسبة وبدأ يعيد حساباته بعد هذا السقوط المدوي والانزلاق المزعج والمدمي فوجد بعد الحسابات ان مبلغه قد خس وتناقص إلى نحو الثلث مع مؤشرات بمزيد من الهبوط في الأسعار ومعها بدأ يشعر بوخزات في معدته لم يلبث بعدها طويلاً حتى عاود مراجعة الطبيب وشرح له قصته مع الاسهم والهم الذي حل عليه وأثر على وضع الألم في معدته خشية أن تكون الآثار فادحة على العملية، فقرر له الطبيب امراً عاجلاً وقاطعاً ونهائياً بعدم متابعة الاسهم عن كثب إذا كانت قد سببت لهم مثل هذه الآثار، وان عليه نسيان الاسهم ولو مؤقتاً. لأسبوع أو اثنين حتى زوال أثر العملية التي قد تتضاعف مع هبوط معنوياته وانتكاس حالته النفسية وإلا فمن الافضل لديه ولمصلحته عدم مغادرة المستشفى لقطع علاقته بالاسهم وشاشات المتابعة بألوانها الحمراء والخضراء.
قرار خاطئ يفقد الأرباح
موظفو تداول أو «بائعو الأسهم» يروون قصصاً مضحكة رغم آلامها وجراحها ومآسيها فشر البلية ما يضحك، فهناك من يقوم بالتخبيط على طاولات صالة الاسهم بعد رؤية اسهمه تنهار وبعد حساب امواله المفقود وقد يكون ذلك بعد ربح قد تحقق لكن المساهم قد ارجأ قرار البيع لجني المزيد من الارباح وفضل تأخير عملية التصريف أملا في ارتفاع مضاعف وطمعاً في صعود متوقع مع اجواء التفاؤل التي تعم السوق في بعض الاوقات وتعكس ذلك معدلات الطلب المرتفعة واحجام السيولة المتضخمة التي تضخ في السوق، لكن النزول أيضاً له احتمالاته وتوقعاته وحساباته وتكون النتيجة غضبا جارفا يعبر فيه المساهم بتخبيط على طاولات الصالة او شتم وصراخ وسباب واستياء من عروض البيع التي قادت السوق إلى مزيد من الانخفاض ومضاعفة الخسائر.
هموم السداد بقية العمر
والحقيقة ان صغار المساهمين ليسوا كالهوامير واغنياء السوق والمستثمرين الكبار، فالصغار يرتعبون ولهم العذر والحق إذا مال السوق إلى اللون الاحمر وفقدوا ارباحهم وامتدت الخسائر الى حدود محافظهم فأموالهم مجلوبة من حسابات القروض البنكية والقروض مجدولة شهرياً من مرتب المساهم الصغير الى عشر سنوات او نحوها والبنك لا يجادل في مسألة الخصم الشهري لتحصيل القسط المستحق شهرياً.
لذلك فالمساهم يضع يده على قلبه فإذا نزل السوق حلت عليه الخسائر ووقع على رأسه هم القرض الى عشر سنوات قادمة وهو أول المندفعين للخروج والبيع والتصريف العاجل خشية مزيد من الهموم والخسائر وبهدف الخروج بأقل هذه الخسائر طمعاً في التعويض المستقبلي، لكن السمك الكبير لا يرحم السمك الأصغر منه حجماً ووزناً ومكانة ولا يتردد السمك الكبير حجماً ووزناً وقوة في التهام الاصغر وانتزاع كل ما يحتويه من مرابح في محفظته دون مراعاة اي نتائج او عواقب ستحل على اي طرف، والحق ان كلا الطرفين له الحق في إبداء نفس الشعور وممارسة نفس الحق من اجل تحقيق الارباح وحصدها، غير ان الهوامير عند جنيهم للارباح وبيعهم لاسهمهم بالكميات المهولة التي تتجاوز بالمبالغ المرصودة مئات الملايين يغربلون حال المؤشر من اخضرار يسر الناظرين الى احمرار يجلب الكآبة وسوء الحال على صغار المساهمين والمضاربين.
إشتر على الإشاعة وبع على الخبر
اتجاه كثير من الناس إلى سوق الاسهم بهذه الصورة الجارفة والعامة واستهواء كثير من الناس لعالم المضاربة اليومية وجني الارباح اليومي أفرز الكثير من المقولات الساخرة والمضحكة والتي تعبر عن حال المساهم عن الربح ووضعه بعد الخسارة. فعند دخول الاسهم ووضع المساهم ماله ينطلق من شعار «اللي يفادي ما يجيب الغنائم» ولبث روح المخاطرة والمجاسرة لدخول اجوائها هناك من يقول ويردد «الجبال لا يرقاها الا من كان جسوراً» ومن الأقوال التي دائماً يرددها المضاربون عند رغبة البيع اليومي السريع لحصد الارباح دون النظر لأي نتائج «اشتر على الاشاعة وبع على الخبر» وكذلك عند التوكل للاتجاه نحو سهم معين يتداوله المضاربون يرددون «اشتر مضارب ولا تشري سهم» ويقولون ايضاً «إذا لم تكن سابك اكلتك المواشي» على وزن اذا لم تكن ذئباً اكلتك الذئاب.
دلال خاص للأسهم المربحة
وهناك اسهم مدللة لدى المساهمين ومحببة إلى قلوبهم ومفضلة لمحافظ الاسهم الخاصة بهم ويدللونها بتسميات متداولة بينهم فمثلاً شركة اللجين عند الارتفاع يسمونها لجونه أو لجلج وسابك يطلقون عليها سبوكه، والكيميائية كيمو، وتهامة بتوتو.
وهناك اسهم لا تشهد تذبذباً عالياً ويقل على تداولها المساهمون فتضعف ويقل الاقبال عليها فلا تعاود الارتفاع لجني الارباح فيطلقون عليها عبارات السخط والسخرية والشتم لأنها حلت عليهم بخسارة طفيفة أو لأنها جمعت المال المستثمر دون ارباح تذكر، بل ان احياناً تذهب ارباح المساهم الذي ظل ينتظر تراكمها عدة اشهر حتى تصل إلى مستوى ونسبة ربح مغرية ومجزية ويكون خروجه من السهم وقتها قيماً ووفير الربح، لكنه يتفاجأ بالسقوط وانهيار المؤشر فتتلاشى وتقلص الارباح الى حدود رأس المال الاصلي فيردد هنا «ما تجمعه النملة في عام يقشه البعير في لحظة واحدة» ولهذا يقولون «التعمير» انها «تدمير» والكهربة «بالعقربة» لأنها تقرص وتلدغ في اكثر من حجر فمع كل مرة لا يربح منها المستثمر وسرعان ما يعود للاستثمار والشراء في اسهمها لسمعتها وضخامة حجم الشركة واهمية الخدمة التي تقدم والأرباح السنوية التي تصرفها، لكن المضارب يفضل البيع السريع عن انتظار الارباح السنوية فمثلاً يقولون «اضرب واهرب» و«اقحش وانحش» ويبحثون في ذلك عن شركة المضاربة البحتة دون التفكير في وضعها المالي والارباح السنوية ونجاح مشروعاتها وقوة ادارتها وأهمية منتجاتها وتفوق ادائها فالهدف هو الحصول على ارباح مضاربة سريعة وخاطفة ويقولون «إذا قليل الكاش خلك بالخشاش» اي اذا مالك حجمه قليل ورأس مالك بسيط وضعيف فليس امامك الا اسهم الشركات الضعيفة الاداء والتي لا تحقق ارباحا من نشاطها بل هي شركات مثقلة بالخسائر ويلتف حولها المضاربون لتقليب سهمها وجني الارباح من بيعها اليومي لرخص ثمنها وإمكانية الشراء منها بقدر معقول يتناسب مع رأس المال الضئيل والسيولة المتواضعة، لكن هذه الشركات لا تجعل النوم في أعين المضاربين هانئاً ولا تفتح لاعصابهم ولبالهم مجالاً للراحة منها بأقل قدر ممكن من الربح حتى لو وصل الأمر الى فتات الفتات والى ربع او نصف ريال خشية من نزول اسهم الخشاش وخروج المضاربين الهوامير منها وتكن الطامة كبرى والمصيبة اعظم واشد.
ايام العسل لا تستمر طويلاً
هناك ايضاً من يتواتر من المساهمين والمضاربين ترديد حكاياتهم وقصصهم المحزنة والمؤلمة لاشخاص ابهرتهم ارباح الاسهم الاولية وسرقت ابصارهم سهولة وسرعة ومرونة هذه الارباح اليومية على تضخم مؤشر الاسهم وتوقعوا - عن قلة تجربة وضعف في التجربة - أن ايام العسل في الاسهم ستستمر طويلاً فباعوا عقاراتهم واراضيهم وبيوتهم التي يسكنوها بالاتجاه الى سكن بالايجار للحصول على السيولة المناسبة ورأس المال الكافي لدخول مملكة الاسهم وبناء برج من الاحلام الوردية في شواطئه الزاخرة بالرزق والمرابح، فمثل من حقق ارباحا وجنى مكاسب ولقط فرصة العمر بربح وفير وصيد ثمين هناك من خسر ونقص ماله الى النصف تقريباً، لأن هذا المندفع ببيع منزله أو عقاره الثمين للحاق بركب الاسهم وبمسلسل الارباح والمكاسب قبل ان تزول وتختفي سيكون اول المندفعين واسرع الهاربين عند اول نكسة واكبر هبوط وانهيار معتاد للسوق ولن يصدق حينها ان كل هبوط يعقبه ارتفاع حتى لو طال وقته وتأخرت فرصته، لكنه لن يصدق ما يقال من حكم ومقولات في هذا الشأن.
وسيلملم اغراضه من صالات الاسهم ليرحل عنها بعيداً ويخرج منها سريعاً بأقل الخسائر وليس بأعلى المكاسب، لأنه سينظر بحسرة وألم لضياع احلامه وامنياته وطموحاته قبل تبخر وانحسار امواله في السوق لقلة خبرته ونفاد صبره وضعف حيلته. ويسكون حينها غير قادر على شراء منزله الذي باعه وعقاره الذي ركل علاقته به لمجرد الدخول في مضمار سباق الاسهم المحموم دون لياقة تسعفه وخبرة سابقة تعينه او فهم صحيح لتقلبات واوضاع وظروف السوق من فترة لاخرى ومن حين لآخر وهي سنة معتادة بين الارتفاع والانخفاض سواء كان طفيفاً وسطحياً وشكلياً في حالات جني الارباح الصحي لمؤشر السوق أو كان الانهيار والسقوط مدوياً وفادحاً عند حدوث الازمات والشدائد او عن تعرض أي شركة لأي مشكلات عارضة وضعف الأثر على ادائها ووضعها في شاشة الاسهم. من المؤكد أنهم ليسوا كثيرين اولئك المندفعون نحو الدخول للسوق بأية طريقة لكنهم الأكثر ألماً واصابة في نتيجتهم النهائية بعد الخروج السريع والمجهز على الاموال بخسائر ليست بالقليلة، وتكون احلامهم قد ذهبت وحل معها كابوس الخسائر المزعج يبقى هماً يطاردهم كلما استمعوا الى تحليلات الاسهم اليومية ومناقشات الناس المستمرة لها دون انقطاع.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.