شئنا أم أبينا أمور كثيرة في حياتنا تتبدل وتتغير من حولنا بل فينا وفي أنفسنا أيضاً. فأنت يا من تقرأ، لست أنت قبل بضعة أعوام وربما أقل من ذلك، فقد تغيرت فيك أشياء كثيرة سواء من حيث الشكل الخارجي لهيئتك أو في تفكيرك الذي سوف يظهر على سلوكك وتعاطيك للأمور بأكثر ذكاء عن ذي قبل والتأثير الذي ستحدثه في نمط سير حياتك.. كذلك التغير يداهم أسلوب حياة البشر الطبيعية قاطبة وما يعتريهم وفق مظاهر التحول العالمي من حولهم. أسوق ذلك ويتبادر إلى الذهن ما قاله المفكر والعالم المصري الدكتور مصطفى محمود في مقالة صحفية كتبها عام 1966م. مستشرفاً المستقبل: "بأنه في عام 2000 يصبح التليفون أسهل وسيلة اتصال لأنه سيكون في حجم علبة صغيرة ولن يفارق صاحبه رجلاً كان أم امرأة أو طفلاً، وسيصبح لكل فرد في الأسرة تليفون خاص به ورقم خاص به وسيصبح المنظر مألوفاً فيما بعد بأن يجلس أكثر من شخص في غرفة واحدة ويتحدث كل منهم في تليفونه الخاص الذي يمكنه أن ينتقل به أيضاً في الشارع أو في السيارة... وهكذا". لاحظ ماذا حل بنا الآن بعد تلك المقالة التي تجاوزت 55 عاماً تقريباً. ومن الأجدر هنا أن نتأمل التغيير الكبير والنقلة الحضارية التي أصبحنا عليها في المملكة العربية السعودية في هذا العهد الزاهر والميمون تحت قيادة رشيدة.. بكل ما تحمله كلمة تغيير وفق الرؤية المباركة 2030.. فقد طالت يد التغير "الشجاعة" كافة القطاعات الحيوية وغيرها الكثير، ورسمت ملامح جديدة وأعادت صياغة بناء جديدة فيما يلزم لتواكب عجلة التقدم الحضاري حتى أصبحنا في مصاف الدول المتقدمة، بل ضمن أقوى الدول عالمياً تبرهنها عضوية المملكة في مجموعة العشرين الاقتصادية.. حتى باتت المملكة بفضل نجاحها في تحقيق معدلات نمو اقتصادية كبرى وتفوقت فيها على دول مجموعة العشرين في ظل الدعم الكبير وغير المحدود والإشراف المباشر الذي تحظى به رؤية 2030 من سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يحفظه الله. وحري بنا أن نعرج على التغيير الذي شهده قطاع التلفزيون والإنتاج المرئي بكل تفرعاته بمساهمة كبيرة وفاعلة من الطفرة التقنية التي دخلت على كل شيء بغية التحسين والتسريع والإضاءات والتنقية أو المحسنات الصوتية.. التي تلعب دوراً أساسياً في عالم الموسيقى والغناء.. حتى العمل الفني اليوم ليس كالأمس.. فقد اختلف عن سابقه بطبيعة الحال وأدخلت إيقاعات لحنية ومزجاً موسيقياً بين الآلات.. وظهر ما يسمى بالفلكلور المطور. وأخيراً، على الإنسان أن يكون ذكياً ويتكيف ويتأقلم حسب المتغيرات، وبفضل الله.. المواطن السعودي هُيئ له كل السبل نحو التأقلم والابتكار.