ارتسمت البهجة على سماء الإنجاز، بإغلاق ملف عام دراسي طويل، عام أبسط ما يمكن أن نطلق عليه (عام التحديات) للتعليم العام.. تحدٍ خاضه الطالب والمعلم والأهل؛ إذ بدأ وجائحة كورونا لا تزال تجرّ أذيالها في أرصفة الحياة محيّرة العالم بما ستأتي به، وكأنها بطل فيلم يتوشّح رداء، مخفيًا وجهه بقناع الدهشة والغرابة. وإن كانت كورونا قد بدأت بسحب رداء البطولة بعد أن استطاع العالم مواجهته والتصدي له. ليبدأ العام الدراسي كما كان سابقه، بالدراسة عن بعد، لمراحله العليا صباحًا، ومراحله الأولية مساءً، لتعود الحياة إلى المدارس بعودة طلابها بعد طول انقطاع، مبتدئة بتقسيم الفصول إلى قسمين يتناوبان في الحضور إلى المدرسة. لتنتقل بعدها الدراسة إلى الدوام الكامل، وتبدأ الحياة الحقيقية بين أسوار المدرسة. وما أن اعتاد الطلبة على هذا النظام والعودة إلى حياة المدارس بعد طول الفراق، حتى يبدأ تحدٍ جديد لم يألفه الطلبة وهو الدراسة في شهر رمضان المبارك الذي كان متوقفًا منذ أربعة عشر عامًا، ليخوضوا تجربة جديدة، تتسم بالصعوبة والتحدي الأقوى الذي لم يعتادوا عليه. ولا ننسى أن هذا كله كان تحت تجربة جديدة عاشها الطلبة في تحويل الدراسة من فصليها اللذين اعتدناهما عقودًا، إلى ثلاثة فصول دراسية، تخللتها إجازات مطولة، وأسابيع فاصلة بين فصولها. لتغلق ملفها بعد عامل حافل بالتجارب والتحديات. قد تكون هذه الإجازة احتفالًا كبيرًا لجميع الطلبة بعد تلك التجارب المتعددة التي عاشوها في عام واحد، لتكون مكافأة لهم لاجتياز هذا العام بنجاح، وما تتميز به الإجازة ملازمتها لفرحة عيد الأضحى المبارك. إن التحديات مهما كانت قسوتها، وصعوبتها وتردد عثراتها، إلا أنها تساهم في بناء شخصية قوية، تُقبِل على مواجهة الحياة وتحدياتها بعزم، وترى من قادم الصعوبات صخرة صغيرة يسهل إبعادها لمواصلة طريق الحياة، فالحياة لا تقف عند صعوبة، أو عثرة، بل هي تحدٍ لابد من تجاوزه لمواصلة درب النجاح وبلوغ الأهداف.