انطلق مطلع هذا الأسبوع الفصل الدراسي الجديد ولكن (عن بعد)، وتحولت المنازل إلى مدارس، والغرف والصالات إلى فصول دراسية، وأصبحت توصيلات الكهرباء للشحن وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة توزيع الإنترنت في المنزل هي الشغل الشاغل لجميع أفراد الأسرة، فالكل يحرص على أن يبدأ الأسبوع الأول من الفصل الدراسي بكل همة ونشاط. المتحدث باسم التعليم العام أ. ابتسام الشهري أكدت تخصيص الأسبوع الأول من الفصل الدراسي الحالي لاستكمال عملية التسجيل والتدريب والتهيئة وإمكانية تقديم الدعم الفني للمستفيدين عبر التواصل مع المدارس، كما أشارت بأن ذلك يأتي ضمن خطة الإطلاق التجريبي لمنصة «مدرستي»، في حين أكد بعض أولياء الأمور والطلاب أنهم واجهوا صعوبات في التعامل مع تطبيق (توكلنا) بسبب عدم وجود أيقونة منصة (مدرستي) ولا بُدَّ من التسجيل أولاً ثم الخروج والذهاب لمنصة مدرستي للتسجيل بأرقم سرية جديدة، في حين فضل البعض إضافة المنصة إلى برنامج نور المعروف أو أبشر بدلاً من تطبيق (توكلنا)، بينما استغل البعض هذا الموقف لتسجيل الطلاب في المنصة بمبالغ نقدية. ما حدث من صعوبات تقنية أمر متوقع فقد عاد حوالي 6 ملايين طالب وطالبة لمواصلة مسيرتهم التعليمية (عن بعد) تحت شعار (مدرستي في بيتي) وعبر 250 ألف فصل افتراضي و 23 قناة تعليمية لجميع المراحل وذلك بمشاركة حوالي 525 ألف معلم ومعلمة وأولياء الأمور والمشرفين التربويين وعلى مدار الساعة، حيث تم تقسيم الدراسة صباحية ومسائي، وكل ذلك يتطلب العديد من التجارب والاختبارات لمعرفة مدى قدرة تحمل وكفاءة شبكة الاتصالات لاستيعاب الملايين من الطلاب والطالبات في وقت واحد. تجربة (التعلم عن بعد) جديدة ومازلنا نعيش السنة الأولى فيها، و(التعلم عن بعد) كما أوضح معالي وزير التعليم هو (خيار إستراتيجي)، أي أننا سنواصل الاستفادة من هذا التعلم عن بعد وإن انتهت جائحة كورونا، ولذلك فإن علينا أن لا نستعجل في إطلاق الأحكام على هذه التجربة واتهامها بالفشل بل علينا تشجيعها والعمل على تطويرها وتطوير البنية التحتية لها ومعالجة كافة سلبياتها المختلفة. تحديات التجربة كبيرة سواء بالنسبة لجاهزية المنصة أو إجهاد الطلاب والطالبات من طول وقت الجلوس أمام الأجهزة الذكية ومن خلفهم أولياء الأمور أو غياب التفاعل العملي بين الطالب والمدرس، ولكن كل تلك السلبيات قابلة للعلاج وسيتم توفير كافة الحلول الممكنة في سبيل استمرار العملية التعليمية والتواصل بين المنزل والمدرسة والمعلم، وعدم حرمان الطلاب والطالبات من إكمال مسيرتهم التعليمية وإن كانت عن بعد.