بعد نحو 24 جولة من جولات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، أقوى دوري عربي، أو ممكن القول إنه أطول دوري في العالم، بسبب كثرة التوقفات وبمختلف المسميات والأعذار من أيام الفيفا ومشاركة المنتخب ومشاركة بعض الأندية في آسيا، فلا يمكن أن يستمر الدوري ومنافساته عدة جولات متتالية إلا ويطل السيد «توقف» من جديد، وبعد كل توقف هناك آخر أيضاً، والآن قبل التوقف الحالي وتحديداً عند منافسات الجولة 28 من الدوري عاد الهلال، زعيم نصف الأرض، الزعيم العالمي الملكي الحقيقي، وحامل لقب البطولة الأقوى، ورابع أندية العالم، ليقبض من جديد على صدارة الدوري البطولة الأهم والأقوى في كافة المنافسات السعودية، وذلك بعد أن فاز على أبها بهدفين نظيفين، قابل ذلك هزيمة الفريق الاتحادي بعد أن تخلت النمور الاتحادية عن مخالبها وسلمت بيدها الدوري الذي كانت تتربع على صدارته وبفارق مريح من النقاط، حتى وبعد أن خاض الزعيم الهلالي جميع مؤجلاته ما زال هناك فارق نقطي والأمور تسير بيد نجوم العميد، وبإمكانهم حسم لقب الدوري إذا ما أرادوا أن يسعدوا جماهيرهم ويعيدوا اللقب الغائب عن خزائن الذهب الاتحادية، وذلك بالمحافظة على مكتسبات هذا الموسم خصوصاً أن الأمور جميعها تسير في مصلحة الاتحاد، وتحديداً بعد تعثر الهلال أمام الفيحاء، وقدم البرتقالي حينها أجمل هدية وعيدية مضاعفة للاتحاديين. ومع ذلك لم يكن الاتحاديون ونجومه عند حسن ظن جماهيرهم، بل -للأسف- فرطوا في جميع الفرص التي كانت بدايتها من لقاء الفتح برباعية على النموذجي، ولكن لم يحافظ على الفوز، وعقبها تواصلت النتائج السلبية ولم يحقق الاتحاد أي انتصار بل خسر ثماني نقاط في ثلاث مباريات متتالية، قابل ذلك ثبات في مؤشر الانتصارات الهلالية وارتفاع بنسبة قصوى، رغم عثرة نهائي أغلى البطولات أمام الفيحاء في كلاكيت ثانٍ إلا أنه عاد أقوى أمام الاتحاد في مباراة الست نقاط في الكلاسيكو الأقوى للرياضة السعودية، وعاد من معقل النمور بثلاثية قربته أكثر من بطولة الدوري ليواصل الهلاليون زحفهم بثبات غير آبهين بالترشيحات المبكرة ولا ينظرون للخلف بل إلى طريق الهدف الصحيح والوحيد وهو المحافظة على لقب بطولتهم المفضلة وأن لا يغادر كأس الدوري الخزائن الهلالية، وبالفعل حققوا مقصدهم وأولى الخطوات هو استعادة الصدارة، وتبقى لهم لقاءين أمام الفيصلي والفتح على التوالي. ولا أعتقد أن الزعماء سيفرطون في الفرصة، ومن غير المنطق أن نقول أن الدوري سيعود مجدداً لحضن العميد الذي هو أصلاً لم يحسن ترويضه، وراح يتباهى ويحتفل بمنجز لم يكتمل بعد من تحقيقه، وأثبتت الإدارة الاتحادية رغم ما قدمته للاتحاد طوال الفترة الماضية أنها فشلت في سباق الأمتار الأخيرة، ولم تستطع أن تحافظ على ما وصل إليه الفريق من مكاسب هذا العام، خصوصاً أن الفريق الاتحادي منذ الجولة الرابعة وهو متمسك بالصدارة، وحقق البطولة الوهمية (بطولة الشتاء)، ومع ذلك فرطت الإدارة الاتحادية في أهم نجومها مثل: سعود عبدالحميد الذي ذهب للمنافس وكان من أهم أدوات عودته للسباق وتحقيق أفضلية الفوز باللقب، وأيضاً الحارس فواز القرني، فهل من المعقول أن يخوض فريق ينافس على تحقيق لقب الدوري جميع المنافسات بحارس واحد حتى لو كان البرازيلي غروهي، وأما الداهية كونترا فلا أعتقد أن اتحادياً يعشق ناديه بات يطالب بالتجديد لهذا المدرب الذي أثبت فشله في أوقات الحسم والحصاد، وليس لديه ما يقدمه من عمل أو قراءة فنية، وكل جهده يعتمد على المعنويات وجهد اللاعبين فقط، وعند اختفاء ذلك ظهر العمل الحقيقي لهذا المدرب، ولكن بعدما طار الزعيم الهلالي باللقب، وما التتويج إلا مسألة وقت. عمر القعيطي