خسر النصر هذا الموسم جميع البطولات المحلية والقارية بعد أن كان أحد أبرز الفرق المرشحة لوضع بصمة على أقوى البطولات وأكثرها إثارة كدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ودوري أبطال آسيا بنسخته الماضية، ولم يعد للنصر خلال هذا الموسم الذي أوشك على الانتهاء إلا المنافسة على المركز الثالث على أمل لعل وعسى أن يحجز الفريق لنفسه مقعدًا بمربع كأس السوبر للموسم المقبل، بعد أن تكرر الهلال كوصيف لكأس مولاي خادم الحرمين الشريفين وربما كبطل لبطولة الدوري أو الوصيف، وهذه هي النافذة الوحيدة التي قد تكون المخرج لإدارة النصر هذا الموسم للخروج بمنجز، وهو اللعب ضمن رباعي كأس السوبر للموسم المقبل بعد أن تكرر أحد أبطال هذا الموسم. خسارة البطولات وفقدانها رغم عوامل النجاح المتوفرة وبشكل غير مسبوق للنصر وإدارته لهذا الموسم وجدت مبررات كثيرة للإدارة النصراوية وبعض جماهيره ألا وهو التحكيم، الذي استطاع بعض النصراويين إقناع أنفسهم قبل غيرهم بأنه السبب الرئيس لفقدان الفريق لثلاث بطولات كبرى ومن أمام منافسه وجاره وغريمه الهلال أو سيد الألقاب المحلية والقارية، وإن كان هذا اللقب وهذا الاعتراف قد يغضب الكثير من المتعصبين المؤمنين بنظرية المؤامرة، وهي أعذار واهية تجاوزها الزمن كثيرًا فمن تابع النصر منذُ انطلاقة الموسم يدرك مكامن الخلل والنقص في خارطة الفريق الأصفر، والتي بسببها استبدلت الإدارة النصراوية ثلاثة مدربين دون تحرك جاد لمعالجة هذا الخلل الواضح للعيان المتمثل في حراسة المرمى والظهير الأيسر وعمق الوسط، والتركيز بشكل فعلي على العمل بأرض الميدان بعيدًا عن أي انتصارات أخرى مفعولها وقتي. القصور الفني الكبير بخارطة الفريق وتكدس عدد كبير من اللاعبين في مراكز معينة دون أخرى، إضافة للتغييرات الكبيرة في الجهاز الفني المشرف على الفريق في منعطفات مهمة في تاريخ البطولات الثلاث التي ودعها الفريق، هي من أخرجت الفريق من بطولات الموسم وليس الأخطاء التحكيمية، وهي من جعلت الفريق لم يستطع الانتصار على فرق الهلال والاتحاد في المواجهات الحاسمة والفاصلة في البطولات المحلية والبطولة القارية. فمن الطبيعي عندما لا تستطيع الانتصار على فرق المقدمة في البطولات المحلية ستكون خلفهم، ومواجهة الأهلي في الجولة الماضية من مسابقة الدوري إثبات كبير على معاناة الفريق في أهم مراكزه رغم ضعف مستوى الفريق المقابل الذي يعاني هذا الموسم من ضعف فني مهول، إلا أنه أعطى لصناع القرار في البيت النصراوي وأكد على أهمية حاجة الفريق لحارسي مرمى أساسي وآخر احتياطي، وحاجته لقلب دفاع وظهير أيسر ومحور، وهو ما كان يطالب به أغلب عشاق الفريق مع كل إخفاق للفريق والتي كانت تنسب للأخطاء التحكيمية، كما أثبتت المباراة أيضاً عدم جدوى استمرار كثير من الأسماء على خارطة الفريق كالشمري وموري وجوناثان والصليهم وأنسيلمو ووليد عبدالله وأمين بخاري، وإعادة النظر في استمرار بعض الأسماء التي لا تقدم ما تحظى به من رعاية واهتمام كعسيري وخالد الغنام، فهل ستستفيد الإدارة الصفراء من هذه الخدمة التي قُدمت لها أم سيستمر الحال كما هو عليه؟ فاصلة: البدء في العمل القادم يجب أن يبدأ بالبحث عن معالجة الخلل الذي ظهر على الفريق هذا الموسم واستثمار انشغال أبرز المنافسين خلال الموسم المقبل بكثرة المشاركات المحلية والقارية ليضع الفريق بصمته في البطولات الكبرى والاستفادة من حالة الرخاء المادي الذي يعيشه الفريق بتجهيزه بكل ما يحتاج من جهاز إداري وآخر فني وردم الفجوات بخارطة الفريق، هذا هو المطلوب يا نصر، وإلا سيستمر الحال على ما هو عليه من فقدان وتفريط مستمر للبطولات.