اعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بجدري القرود والحالات المشتبه بها في عدد من دول العالم. وتتوقع وزارة الصحة الألمانية زيادة حالات الإصابة بجدري القرود. وجاء في تقرير قدمته الوزارة للجنة الشؤون الصحية في البرلمان الألماني (بوندستاج): "نظرا لتعدد المخالطين للمصابين حاليا، من المتوقع حدوث المزيد من الإصابات في أوروبا بوجه عام ومن بينها ألمانيا". وأشارت الوزارة إلى أنه وفقا للوضع حتى بعد ظهر أمس الأحد، يوجد في ألمانيا أربع حالات إصابة مؤكدة، واحدة في ميونخ وثلاث في برلين، مضيفة أنه يُجرى حاليا فحص عينات من أشخاص آخرين، وتتبع المخالطين. وجاء في تقرير الوزارة، الذي أطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الاثنين: "الأمر يتعلق الآن بعدوى ذات انتشار دولي". وأشار التقرير إلى أنه تم حتى الآن رصد أكثر من 130 حالة إصابة واشتباه في العديد من الدول، "والاتجاه يتزايد كل يوم"، وأوضحت الوزارة أن تم حتى الآن اكتشاف المتحور الجنوب أفريقي لجدري القرود في حالات العدوى الموجودة في أوروبا، ولكن لا تزال تحليلات أخرى للجينوم جارية. وأشارت الوزارة إلى أنه من أجل تسجيل إصابات محتملة ومنع انتشارها، يجب حصر حالات العدوى المشخصة وعزلها بشكل منهجي، مضيفة أن يتعين على الأطباء والمختبرات الإبلاغ عن تلك الحالات وفقا لقانون الحماية من العدوى. وتوضح الوزارة أن "التطعيم ضد الجدري ربما يقي أيضا من جدري القرود"، مشيرة إلى أن هذا التطعيم كان إجباريا في جمهورية ألمانيا الاتحادية للأطفال البالغين من العمر عاما واحدا حتى عام 1975، بينما تم إلغاء التطعيم الإلزامي في ألمانياالشرقية في عام 1982. ووفقا للتقرير، تمتلك الحكومة الألمانية حوالي 100 مليون جرعة من لقاح الجدري في المخازن، وتم التبرع بمليوني جرعة منها لمنظمة الصحة العالمية وتخزينها لها. وبحسب التقرير، لا يزال مدى التوصية بالتطعيم ضد الجدري للأشخاص المخالطين والفئات المعرضة للخطر تحتاج إلى توضيح تقني. وتشير الوزارة إلى تقييم المخاطر الذي نشره بالفعل معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض، والذي اعتبر الخطر على الصحة العامة للسكان في ألمانيا منخفضا بناء على المعرفة الحالية. ووفقا للسلطات الصحية، فإن الفيروس عادة ما يسبب أعراضا خفيفة فقط مثل الحمى والصداع وآلام العضلات والطفح الجلدي. ومع ذلك، يمكن أن يكون لجدري القرود أيضا دورات حادة، وفي حالات فردية يكون مميتا. وينتقل الفيروس بشكل رئيسي عن طريق الاختلاط المباشر أو الاتصال بمواد ملوثة. ويسبب جدري القرود عادة أعراضا خفيفة مثل الطفح الجلدي والحمى والبثور، ولكن يمكن أن تكون الأعراض أحيانا شديدة. من جهتها أعلنت السلطات الصحية في سويسرا تسجيل أول حالة إصابة بمرض جدري القردة في كانتون برن. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن السلطات في برن قالت إن مستشفى في جنيف أكد التشخيص السبت، مشيرا إلى أن الشخص أصيب بالمرض في الخارج. وأضافت السلطات أن المريض في العزل بالمنزل، موضحة أنه بدأت عملية تتبع المخالطين له. وسجلت السلطات الصحية في البرتغال اليوم الاثنين 14 حالة مؤكدة جديدة بمرض جدري القردة، وبذلك يصل العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إلى 37. وفي إسبانيا المجاورة، سجلت السلطات الصحية في منطقة مدريد أربع حالات مؤكدة أخرى اليوم الاثنين، ليرتفع الإجمالي إلى 34 إصابة. وهناك 38 حالة أخرى يشتبه إصابتها بجدري القردة في مدريد. وجدري القردة، الذي يظهر غالبا في غرب ووسط أفريقيا، هو عدوى فيروسية تم رصدها لأول مرة في جمهورية الكونجو الديمقراطية في السبعينيات. وتشمل الأعراض الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم. ويقول العلماء إن تفشي المرض مؤخرا في أكثر من 10 دول لا يتوطن بها أمر غير معتاد. وتم تسجيل أكثر من 100 حالة مؤكدة أو حالة اشتباه معظمها في أوروبا. فيما قالت هيئة الصحة العامة في اسكتلندا في بيان إنها سجلت أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس جدري القردة اليوم الاثنين، مضيفة أن المصاب يتلقى العلاج بينما يتم تتبع المخالطين له. وقال نيك فين مدير إدارة علوم الصحة العامة في الهيئة "نعمل مع مجالس الخدمة الصحية الوطنية وشركاء آخرين في اسكتلندا والمملكة المتحدة للتحقيق في مصدر هذه العدوى. يجري تحديد المخالطين عن قرب للحالة وتزويدهم بالمعلومات والمشورة الصحية". وفي الدنمارك قالت وزارة الصحة في بيان الاثنين إنه سجلت أول حالة إصابة بفيروس جدري القردة وهي لرجل عاد من رحلة إلى إسبانيا. وقال وزير الصحة ماجنوس هيونيكي في بيان "لا تتوقع السلطات الصحية انتشار العدوى في الدنمرك، لكننا نتابع الموقف عن كثب للاستعداد لتطور محتمل في الإصابات". وذكرت الوزارة أن الرجل يخضع للعزل حاليا وتتابع السلطات حالة المخالطين له.