يقع البعض فريسة للقلق والإحباط وهو يقرأ شائعة يبثها حساب وهمي أو منتحل عابر للحدود، عن زيادات قادمة في السلع أو أجور الخدمات، أو يتابع تفسيرات مضللة لقرارات حكومية، أو يطالع نسجا مزيفا لقصص وروايات لا تمت للحقيقة بصلة، وقد يستجيب أحدهم لمضمونها ويدفع بها بحسن نية عبر التطبيقات المتعددة، وإن لم يكن الجمهور على مستوى كاف من الوعي فإنها ستحدث حالة من الفوضى والبلبلة، إن نشر الأكاذيب وتأليب المجتمع، تقوم عليه منظمات ودول معادية تروج الشائعات لتحقيق مآربها، سلاح قذر يستهدف تفتيت اللحمة وخلق الفتن، وتمزيق النسيج المجتمعي، ومما يضاعف خطورة الشائعات اليوم الانفتاح المهول للفضاء الإلكتروني وضعف الرقابة وسهولة استخدام التطبيقات الهاتفية للتواصل مع قاعدة عريضة في وقت قياسي، إنها حرب بالوكالة تديرها أيد خفية ومنتفعون تستوجب إيجاد حلول تقنية ناجعة تتواءم ورفع وعي المتلقي لتمحيص مضمون المحتوى الذي تبثه الحسابات الوهمية، كما يجب ألا نتغافل عن أهمية التعاطي الأمثل مع رسائل بعض مشاهير السوشل ميديا المصادمة للقيم والمثيرة للجدل. عبثية بعض المشاهير وأشار الباحث في الشؤون الاجتماعية محمد بن جمعان الغامدي إلى أن فترة الجائحة شهدت سيلا جارفا من الأخبار المضللة، والمعلومات الصحية المغلوطة والتفسيرات المجانبة للصواب، واكبتها جهود أمنية وقانونية للحد منها إلا أن التعقيدات المحيطة ببث الشائعات واختباء الأيدي الخفية خلف الحدود يضاعف الدور والمسؤولية في الحد من تناميها، ليمتد نحو الجوانب التقنية والقيمية والاجتماعية، الدور الخطر لتلك الشائعات يجعل منها مهددا يستوجب البحث عن حلول ناجعة لإيقاف تداول المعلومات الزائفة، والتي تستغل أحيانا بعض الظروف لتضخم الأحداث ككرة الثلج، وفي كثير من الأحيان لا تروج الشائعات بشكل عبثي بل بطريقة مدروسة لأهداف مرسومة سلفا كنشر الذعر والخوف، إضعاف الروح المعنوية، محاولة تغيير القناعات، التشكيك في الثوابت الأخلاقية والاجتماعية والسياسية، التشويش على الرأي العام، كما أنها تتخذ أشكالا متنوعة مرتبطة بالأهداف المرسومة لها، ولا تقل عبثية بعض مشاهير السناب شات خطرا عن الحسابات الوهمية فالترويج المبالغ فيه لبعض السلع أو الشركات واستخدام أدوات الإبهار الفنية والسيناريوهات الوضيعة لصناعة محتوى هابط مصادم للقيم والأخلاق أو تجاوز أنظمة قانونية يندرج تحت الشائعات مدفوعة الثمن والتي انتشرت كالنار في الهشيم. فبركة المقاطع ويؤكد المهتم بالتقنية وجدي بن مسعود الرويلي أن صناعة الشائعات سلاح نفسي قديم، له أثر فاعل على المجتمعات، يكتسب اليوم زخما أكبر لاتساع نطاق الانتشار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتوافر وسائل فبركة المقاطع المرئية أو المسموعة التي تضفي حبكة على المحتوى المراد نشره، مؤكدا أن التعاطي مع هذه المشكلة ينطلق من استحداث أدوات جديدة ومتنوعة في مقدمتها التوعية والتثقيف عبر وسائل ومنصات متعددة، ابتكار تطبيقات تعتمد على الذكاء الصناعي لرصد الأخبار المزيفة، وتزويد المهتمين بالمعلومة الصحيحة، تفعيل الحسابات الرسمية لكافة الجهات المعنية بالتواصل المباشر مع المستفيدين، تحديث الحسابات المعطلة للجهات الخدمية، متسائلا في سياق حديثه عن الفائدة المرجوة من إنشاء حسابات لا تصغي ولا تهتم لمطالب متابعيها؟، مضيفا: نحتاج اليوم حسابات متكاملة تعنى بتمام تقديم الخدمة للمستفيد من خلال الروابط والقنوات الإلكترونية التي تسهل إيصال المستفيد بالجهة المعنية، وإعانته على استكمال طلبه أو التجاوب مع الاستفسارات والشكاوى، فللأسف بعض الحسابات تم إنشاؤها فقط لإثبات الحضور التقني فهي لا تتجاوب إطلاقا ولا تفند الشائعات التي تشاع أو تحوم حولها. منظمات ودول معادية تروّج الشائعات والأكاذيب منظمات ودول معادية تروّج الشائعات والأكاذيب محمد الغامدي