رغم كل المحاولات الإيرانية المتكررة لضرب وحدة المملكة بألاعيبهم الشيطانية، إلاّ أنّ المواطن السعودي أثبت للمرة الألف أنه خط الدفاع الأول على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كان حاضرا وبقوة وأصبح المواطن السعودي شبكة إعلامية لوحدة، فالنظام الإيراني لا يألو جهدا في محاولاته المستميتة من أجل التدخل في شؤون دول المنطقة، وكسب التأثير من خلال ترويج أفكار وآراء معادية، باستخدام حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقوم بإنشاء حسابات وهمية تحمل أسماءً سعودية على وسيلة التواصل الاجتماعي "تويتر" حيث يُشار من خلال تلك الحسابات بأن مقرها المملكة، وهي بالأساس تدار من خارج المملكة. حسابات موجهة وقد وصلت الحسابات التي أنشأتها إيران أكثر من 44000 حساب سعودي وهمي على "تويتر" للهجوم على المملكة كجزء من حربها الإلكترونية في العالم العربي، مستخدمة بذلك اللغة العربية في نشرها بتلك الحسابات وإنشاء عدد من الوسوم "هاشتاقات" للإساءة للمملكة من أجل إثارة الفوضى ونشر الفتنة بالمجتمع، وتواصل السياسة الإيرانية المعادية استهداف المملكة باستخدامات غير شرعية لوسائل التواصل الاجتماعي لضرب استقرار المجتمع السعودي. ولم يكتفِ النظام الإيراني بإصدار ثورته عبر الحرب بالوكالة من قبل الجماعات الإرهابية، فهو يعمل جنباً إلى جنب من خلال عمليات التدخل الرقمي وهي استراتيجية حديثة تبنتها إيران لمواصلة تدخلاتها في الشؤون الداخلية لجيرانها وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، وإيهام المجتمع أن تلك الحسابات الوهمية تمثل رأي السعوديين. تناقض إيراني في الوقت الذي يحظر النظام الإيراني مواقع التواصل الاجتماعي كليا في البلاد، وكان آخر تلك المواقع التي حظرها النظام الإيراني تطبيق "الانستغرام" وفقاً لما ذكره المجلس الوطني الإيراني للفضاء السيبراني في يناير الماضي عازياً ذلك المنع لتطبيق إنستغرام؛ لأنه يشكل خطرا على الأمن القومي للبلاد، وكان موقع التواصل "تويتر" علق وألغى حسابات مرتبطة بإيران، بسبب تصرفات تتصف ب"التلاعب"، و"الزيف". شلل العقوبات وأوضح المحلل السياسي خالد الزعتر أنه وفي ظل زيادة الاعتماد على الفضاء الإلكتروني وفي ظل التزايد في ربط البنية التحتية بالفضاء الإلكتروني، لجأت إيران وبخاصة في الفترة الأخيرة إلى تكثيف الاعتماد على الحروب الإلكترونية والعمل على تطوير قدراتها الإلكترونية وتوظيفها وفق ما يخدم مخططاتها التخريبية بخاصة في ظل قلة تكاليف الحرب الإلكترونية مقارنة بالحروب التقليدية أو حروب الوكالة مثل ما تقوم به إيران من دعم للميليشيات في اليمن وغيرها. ولذلك فإن الأزمة الاقتصادية المتصاعدة التي تعيشها إيران وبخاصة ما بعد دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية حيز التنفيذ والتي استهدفت إحداث شلل في الاقتصاد الإيراني، حيث إن الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران طالت ما يشكل العمود الفقري للاقتصاد الإيراني، وهو حظر النفط الإيراني، وكذلك الانحسار الحاصل في النفوذ الإيراني في المنطقة، جميعها تحاول إيران التعويض عنها عبر تكثيف اللجوء إلى الحروب الإلكترونية. حرب إلكترونية وأضاف: "في البداية حاولت الإدارة الأميركية عقب الانسحاب من الاتفاق النووي التقليل من احتمالية لجوء إيران للحروب الإلكترونية، ولكن كشف التقرير السنوي لمدير وكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية أن إيران تواصل مساعيها لتطوير قدرات تقنية تمكنها من تنفيذ هجمات إلكترونية ضد المنشآت الأميركية وحلفائها، ومؤخرًا اتهمت وزارة العدل الأميركية 7 إيرانيين بشن هجمات تعطيل الخدمة على 46 شركة، وتستهدف بصورة أساسية القطاع المصرفي والمالي". وتابع: "كما اتهمت واشنطنإيران بمحاولة اختراق عشرات الشركات والمؤسسات الحكومية الأميركية، وشددت على أن الحكومة الإيرانية هي التي تقف وراء تلك الهجمات الإلكترونية، وأوضحت وزارة العدل الأميركية، آنذاك، أنه تم سرقة نحو 31 تيرابايت من البيانات الإلكترونية وحقوق الملكية الفكرية، من 144 جامعة أميركية و176 غيرها في 21 دولة". دعم الميليشيات الإرهابية وأوضح الزعتر أنّ إيران لا تقف عند حد تطوير القدرات الإلكترونية في حروبها الإلكترونية ولا تقف أيضا عند حدود دعم الميليشيات والجماعات الإرهابية التابعة لها بالسلاح والمال فقط، وإنما تعمل إيران أيضا على نقل التطوير الحاصل في قدراتها الإلكترونية إلى الميليشيات التابعة لها مثل حزب الله اللبناني الإرهابي الذي أسس في يونيو العام 2011 ما يسمى "منظمة سايبر حزب الله". وأشار إلى أنّ الإرهاب الإيراني ينتقل إلى المحتوى الإلكتروني، فقد سعت إيران إلى توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في سياق الحملة الإعلامية الممنهجة التي تستهدف النيل من المملكة، وهو ما كشفت عنه الدراسة البريطانية بالمعهد البريطاني للإنترنت عن إدارة إيران عشرات الآلاف من الحسابات المزيفة بعدة لغات على منصات التواصل الاجتماعي تعادي المملكة وتبث أخبارا كاذبة، وتزور وثائق، وتنشر معلومات مغلوطة. فشل ذريع وشدد الزعتر على أنّ المحاولات الإيرانية في صياغة ونشر الشائعات وإنشاء حسابات وهمية باللغة العربية بأسماء سعودية جميعها محاولات تكشف عن الإرهاب الإلكتروني الإيراني الذي يستهدف العمل على شق الصف السعودي واستهداف اللحمة الوطنية وزعزعة النسيج الاجتماعي عبر الحسابات التي تديرها إيران وغيرها والتي تحاول عبر هذه الحسابات المزيفة العمل على بث سموم العنصرية والطائفية والكراهية. وأكّد أنّ هذه المحاولات فشلت فشلا ذريعا فقد شكل الشعب السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي جبهة قوية للتصدي لهذه الحملات الاعلامية التي تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، فالمواطن السعودي الواعي والمدرك لما يحاك ضد المملكة من مؤامرات ودسائس أفشل هذه المحاولات التي يراد تمريرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالمغرد السعودي في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر) قوة لا يستهان بها تصدى بكل قوة وحزم لمثل هذه المحاولات التي تستهدف شق الصف السعودي. حرب الجيل الرابع ومن جانبه نوّه الخبير الاستراتيجي في مجال الإرهاب د. عبدالرحمن القراش أنّ إيران تستخدم وسيلة الحرب بالوكالة أو ما يسمى حرب الجيل الرابع، وهي الحرب الإعلامية "تأليب الرأي العام في أي بلد لإسقاطه دون عناء"، لذلك لجأت إيران عبر ميليشيات إلكترونية لإثارة الفوضى في منطقة الشرق الأوسط من خلال بعض الأفراد، الذين انساقوا خلف الشعارات الرنانة دون وعي بالمخاطر التي تحاول إغراقهم فيها. وتابع: "بما أنّنا نعيش في عصر الانكشاف المعلوماتي، الذي لا يمكن إخفاء الحقيقة فيه، أو تمرير الكذبة الإعلامية دون رصد إلا أنّ إيران تمارس هذا السلوك معتقدة بأنّ سياستها الإعلامية عبر "تويتر" وغيره من مواقع التواصل ليست مفضوحة للآخرين فتحاول أنْ تستمر وهي مُتغابية من خلال نقطتين: تضليل المؤيدين قبل المعارضين لأنّ أهدافها غالبًا لا تكون مقبولة في نفوس المتلقّين إلا بالتزيين أو التزييف، وتضليل الخصوم عبر توظيف الإمكانيات التي تساهم في إثارة الفوضى عبر وكلائها أو المتعاطفين أو ممن تشتريهم". وأشار إلى أنّ إيران ركزت في سياستها التضليليّة على ثلاث نقاط أهمّها: تحريف الحقائق، الدعاية لذاتها، صناعة الفوبيا للخصوم؛ مما جعلها تناور وتراوغ في كل خطاباتها الإعلامية لتحويل أنظار العالم عن المسائل التي تضرّ بمصالحها، إلى القضايا التي تضرّ بخصومها، أو تلْفت النظر إلى سلبياتهم، ناهيك عن الهروب من التفاصيل إلى العموميات حين يتعلّق الأمر بمبادئها، كما تمارس الابتزاز والتهديد الإعلامي المبطّن أو العلني لتغيير مواقف الخصوم أو المؤيدين ليتماهى مع توجّهاتها. دعم الشباب وقال القراش: إن المطلوب من المملكة إزاء هذا التضليل المستمر سواء أفرادا أو مؤسسات، هو دعم وفتح المجال للشباب ودعمهم وتشجيعهم، فهم أثبتوا أنهم خط الدفاع الأول ضد الحملات الشرسة بالاستيلاء على العقل الجمعي؛ لذا يجب علينا كأفراد لهم تأثير اجتماعي أو مؤسسات إعلامية الوقوف في مواجهة هذه الحملات المنظمة للتضليل عبر "تويتر" وغيره من خلال إنشاء مراكز للدراسات والأبحاث الإعلامية تنافس ما انتهى إليه الآخرون، توسيع الأفق الإعلامي عبر أدوات تساهم في الوصول للعمق الاستراتيجي في أي اتجاه، وفرض الأجندة السعودية عبر قيادات محترفة تشمل كل المجالات الإعلامية، واحترام الرأي العام عند التعاطي مع الأحداث والمواقف التي تواجهها السعودية، وإنتاج مناعة إعلامية مضادة تعتمد على رفع الوعي لدى المواطن من خلال توجيهه بالطرق الصحيحة التي لا تجعله يلجأ لمتابعة الإعلام المضلل، وإيجاد مواد تربوية في التعليم تقدم المنهج السليم في التعامل مع الإعلام الجديد. حجب وإبلاغ وحذر أستاذ مكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم والمستشار الأمني د. يوسف الرميح من تلك الحسابات التي تدعي بأنها حسابات سعودية قائلا: "لا أظن أن هناك سعوديا قد يخفى عليه أن هذه حسابات غير سعودية وهي بالأساس حسابات تدار من خارج المملكة، وهي للأسف الشديد تدار من إيران ودولة قطر وهم أشد الأعداء في الوقت الحاضر للسعودية". وأوضح الرميح أنّ "هذه الحسابات منحرفة وفاسدة وهي حسابات ليست قليلة وإنما حسابات فاقت الآلآف تنشر سمومها بين المجتمع على أنّها سعودية وبأسماء وهمية وصور وهمية وبلهجة سعودية وهي تدار من إيرانوقطر"، مطالباً بحجب تلك الحسابات من "تويتر" مثلما يقوم به موقع غوغل ويوتيوب فهي تحجب آلاف المقاطع والآلف الرسائل، وعلى كل سعودي عندما يشاهد هذه الحسابات الإبلاغ عنها فورا للجهات الأمنية؛ لكي تقوم بدورها حيال هذا الموضوع، وعلى كل سعودي الوعي بعدم متابعة هذه الحسابات وكذلك عدم إعادة التغريد لها. وبين الرميح أنّ متابعة هذه الحسابات والمساعدة على انتشارها هي جريمة إلكترونية مكتملة الأركان وهي تدخل ضمن الأمن السبراني؛ لأن هذه الحسابات تهدف إلى زعزعة الأمن وزعزعة النظام لأن هدفها نشر الفتنة والفوضى وإثارة الرأي العام، مطالبا بتجريم من يتابع تلك الحسابات ومن ينشر لها ويحاسب من يقوم بذلك إذا ثبت لدى الجهات الأمنية بأنه ينشر لتلك الحسابات وذلك حتى لا تنتشر الفتنة. وقال الرميح: المواطن السعودي هو رجل أمن ومن واجبنا جميعا أن يرتفع الحس الأمني في كل أطياف المجتمع، موضحا أن السعودية مستهدفة من إيران فالجميع يلاحظ ما يحصل في اليمن من الميليشيات التابعة لإيران وكذلك ما يحصل في سورية من فوضى عارمة سببها إيرانوقطر، وعلى الجميع عدم نشر الفتنة ومن نشرها لابد أن يحاسب وفق النظام. تعزيز الفكر الأمني من جهته شدد المستشار الدولي في التقنية وأمن المعلومات م. ماجد الشودري على ضرورة نشر وزيادة الفكر الأمني عبر معرفة ما يجب أن نقوم به اتجاه هذا النوع من الهجمات الإلكترونية والتي نراها بشكل يومي في "تويتر"، ويجب التصدي لهذه الهجمات بعدم إعادة نشر الخبر وإن حسنت النية لما فيه من أضرار مترتبة من قد يقرؤها ثم يتأثر بها فكريا، وأيضا الإبلاغ الفوري ومن دون تردد عن كل من يشكك في السعودية حتى وإن كان أخا أو صديقا حفاظا عليهم من سوء العاقبة بمضرة أنفسهم أو مضرة المسلمين ويكون الإبلاغ عبر القنوات المخولة والمؤهلة ذات المصداقية العالية لهذا النوع من الهجمات الإلكترونية كبرنامج أبشر كما ينصح الإبلاغ عنها لإدارة "تويتر" لحظر هذه الحسابات المشبوهة لتفادي الوقوع ضحية لتلك الحسابات. خالد الزعتر د. عبدالرحمن القراش د. يوسف الرميح م. ماجد الشودري