أكد الباحث والأكاديمي الدكتور عبدالله العساف أن 82 بالمئة من مستخدمي موقع التواصل الشهير تويتر اليوم هم من الوهميين وأن المعرفات الوهمية التي تهاجم بلادنا تندس بين المغردين بمسميات أسر سعودية أو أسماء قبائل معروفة وكذلك يضعون الزي الوطني والمعالم الوطنية في تلك الحسابات التي تساهم في تضليل المجتمع وهي تدار من تركيا وايران ولبنان وغيرها من الدول. جاء ذلك خلال محاضرة له مساء أمس بنادي تبوك الأدبي وأدارها الشاعر عبدالرحمن بن سعود الحربي تحت عنوان “التواصل الاجتماعي والتضليل الاعلامي”. وحذر العساف من خطورة تضليل مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت واقعا نتعايش معه في هذه المرحلة وقال إن الإعلام يستخدم كوعاء في نسبة التضليل وليس هو المضلل وطرح عددا من المعلومات الاحصائية حول مستخدمي مواقع التواصل في المملكة وعدد آلاف وملايين الرسائل والمشاهدات المتداولة والتي تستدعي التأمل والتوقف عندها. معرجا على عوامل عدة من التأثير العاطفي وتضليل الطيبين كما أسماه مشيرا إلى أن ممارسة الكذب والالحاح فيه لخلق شيء من الخلل لدى المتلقي والمتابع وكذلك الدخول في الهاشتاقات المهمة بنفس أسماء القبائل والأسر السعودية. وذكر العساف في محاضرته إن مصطلح الذباب الاليكتروني قديم وليس وليد الأزمة الخليجية الأخيرة بل هو ظهر قبل هذا بسنوات وأول من استعان الذباب الاليكتروني كان تنظيم القاعدة وكذلك تنظيم داعش تنظيم ثم عرج إلى حجم التضليل الإعلامي الذي مارسته وسائل التواصل المختلفة خلال الثورات العربية ،مشيرا إلى أن التلاعب بالمعلومة وتزييف الحقائق تزايد نظرا للتدفق المعلوماتي الكبير، خاصة مع توفر التقنيات الحديثة التي تساعد في فبركة الأخبار والصور. وأضاف أن التطور التقني زاد من إمكانية التضليل والخداع وإعطاء صور مزيفة عن الواقع، حيث ان شبكات التواصل الاجتماعي هي وسط يعج بأنواع الإشاعات والأكاذيب سريعة الانتشار، من خلال استغلال المنابر الإعلامية في التطرف والتضليل، لافتا الى أبرز مصادر التضليل في البيئة الإعلامية. وختم محاضرته بالحديث عن القيم الوطنية التي يجب أن يراعيها المواطن لدى استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي، وذلك فيما يتعلق بتلقي الأخبار والتعامل معها، وأهمية تحري الدقة والموضوعية في التعامل مع قضايا الوطن، والمحافظة على الاعتدال في الطرح وأن استخدام الأجهزة الذكية يجب أن يصحبها وعي وتربية وتثقيف، وأن أبناء هذا الوطن لديهم مناعة عبر عقولهم الواعية التي تدرك ما يحاك لها، مؤكداً أنهم قادرون على صد ذلك التضليل بمجابهة نشر الشائعة داخل أوساط المجتمع، وأن ذلك يعكس قوة وتكاتف وحصانة هذا المجتمع ضد أي رأي معادٍ ومؤثر على العقول. وفي نهاية الجلسة شارك عدد من الحضور في طرح مداخلاتهم حول أهمية الوعي والإدراك للرأي العام، وصناعة التضليل، والعوامل المسببة له، والسلبية للمجتمع ونمط تأثيره السلبي على المجتمع بعد ذلك شهدت المحاضرة عددا من المداخلات والتعليقات والأسئلة من المثقفين والحضور.