تتجه أنظار أسواق الطاقة في العالم اليوم الخميس الخامس من مايو، لالتقاء كبار المنتجين في العالم حيث يعلنون عن سياسة انتاج الشهر القادم، إذ تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، وشركائها في تحالف أوبك+ اليوم اجتماعاً يترقبه العالم وبالأخص المستثمرين وتجار النفط والمضاربون وبورصات العالم التي لطالما انتفضت شاشاتها في نهاية كل اجتماع، إلا ان أهداف تحالف أوبك+ تذهب بعيدا عن شاشات المتراهنين، لتسمو بمهام أعظم، ذات شأن أرقى يمس أمن امدادات الطاقة العالمية واستقرار اقتصادات دول العالم أجمع، إذ يعكف التحالف بجهود استثنائية على إدارة امدادات الكرة الارضة، إذ يهيمن بنصف الإنتاج العالمي للنفط بنحو 50 مليون برميل في اليوم، ليمثل أكبر تحالف عالمي مشترك مثمر في تاريخ البشرية يدير أكبر خفض انتاجي في تاريخ صناعة النفط بلغت 10 مليون برميل في اليوم تولد عنها كبح انتاج بلايين براميل النفط منذ مايو 2020، وحتى الان، مما أسهمت في تعزيز استقرار أسواق البترول العالمية وتوازنها وضبط امدادات النفط للسوق العالمي بما يحقق توازن العرض والطلب واستعادة الاستقرار لأسواق النفط التي دمرتها الجائحة أبان شدتها في ابريل قبل عامين، ويترقب سوق الطاقة ما ينتج عنه الاجتماع من كشف لخطط انتاج شهر يونيو، بعد ان اتفق المنتجون في اجتماعهم الشهري الأخير على زيادة الإنتاج لشهر مايو بقدر 432 ألف برميل في اليوم، والتي ساهمت بدعم استقرار سوق النفط من خلال ضمان إمدادات كافية من النفط الخام إلى السوق العالمية. النهج التدريجي ومن المرجح أن تستمر أوبك + باتفاقها الحالي للمحافظة على نهج تدريجي لإعادة الإنتاج إلى مستويات ما قبل الوباء، وقد تكون الأحجام التي حددتها أوبك+ أكثر من كافية لتلبية الطلب العالمي، خاصة مع قيام الولاياتالمتحدة واليابان وأعضاء آخرين في وكالة الطاقة الدولية بإطلاق الاحتياطيات الاستراتيجية. بأكثر من 250 مليون برميل لمكافحة ارتفاع أسعار الطاقة، وتحتفظ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بتوقعات متفائلة لعام 2022، مفادها لا يزال نمو الطلب العالمي على النفط يسجل حضورا لافتاً هذا العام عند 4.2 مليون برميل في اليوم، نظرًا لارتفاع درجة عدم اليقين والسيولة الشديدة للتطورات في الأسابيع الأخيرة. ويحافظ تحالف أوبك+ على امدادات نفطية متوازنة مواكبة لمتغيرات الأسواق والحرب في أوروبا في وقت ارتكزت اتفاقية أوبك+ التي صاغت حروفها المملكة على أن تكون عنصراً قوياً في دعم استقرار الأسواق البترولية العالمية وتحقيق التوازن فيها ومنع حدوث هزات عنيفةٍ فيها عند الأزمات للإسهام في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي، ودعم التنمية الشاملة لجميع شعوب العالم. وبالنظر لأسواق النفط للشهر الفائت، فقد تأرجحت أسعار برنت المؤرخة في أبريل بين 98 دولارًا للبرميل و108 دولارات للبرميل، حيث كافح المتداولون من أجل تقييم العقوبات الغربية المتطورة على روسيا مقابل ضعف الطلب على النفط في الصين، حيث ينتشر فيروس كورونا. وتذهب غالبية توقعات المحللين إلى إن تحالف أوبك + من المرجح أن يصادق على نفس الزيادة الحالية في حصص الإنتاج لشهر يونيو، ملتزمين بخطة تم الاتفاق عليها الصيف الماضي. وقال أحد مندوبي أوبك، "لا نشهد حاليًا توترات قوية في الطلب والعرض من شأنها أن تدفع أوبك + إلى تغيير سياسة التوريد الخاصة بها". ويحافظ تحالف أوبك + الذي يضم 23 دولة على التدرج المعقول في إعادة أحجام الإنتاج القياسية التاريخية المذكورة. وقفز سعر النفط إلى أعلى مستوى سنوي جديد (130.50 دولارًا) في مارس وسط الاضطرابات التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية. وقد تؤدي ظروف السوق الحالية إلى ارتفاع أسعار النفط الخام حيث يتم تلبية توقعات الطلب القوي مع مؤشرات على محدودية العرض، فيما يبدو أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط قد توقف قبل الارتفاع القياسي (147.27 دولارًا) حيث أدى الارتفاع السريع إلى تثبيط توقعات الاستهلاك. ومع ذلك، تشير البيانات الأخيرة الصادرة من الولاياتالمتحدة إلى أن الطلب سيظل قوياً في عام 2022 وسط اتجاه هبوطي في مخزونات النفط الخام. وتسببت الحرب الروسية على أوكرانيا بالفعل في تعطيل أكثر من مليوني برميل في اليوم من إمدادات النفط الخام والمنتجات النفطية من ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، حيث تتسبب العقوبات الرسمية وتدفقات تجنب الصناعة على حد سواء. وأكبر ضحية حتى الآن هي أوروبا التي تستورد حوالي 30٪ من نفطها من روسيا بما في ذلك 1.5 مليون برميل في اليوم معظمها من وقود الديزل وزيت الغاز، وأدى انهيار الطلب على النفط الروسي في المنطقة بالفعل إلى ارتفاع أسعار خام الأورال إلى مستوى قياسي في الصادرات العالمية، مما يعني أن المزيد من الدول قد تضطر إلى استبدال تدفقات الطاقة الحيوية لديها. وتسببت العقوبات الغربية في توقف العديد من التجار عن التعامل في السلع الروسية، على الرغم من أن مندوبي أوبك + سارعوا إلى ملاحظة أن صادرات النفط الروسية ظلت ثابتة إلى حد كبير حتى الآن، حيث قالت مصادر في السوق إن الخصومات الشديدة قد اجتذبت المشترين الانتهازيين في الهند والأسواق الآسيوية الأخرى. ومع ذلك، من المتوقع أن يؤدي حظر الاتحاد الأوروبي المحتمل على النفط الروسي والعقوبات الإضافية إلى إغلاق حوالي 2.8 مليون برميل في اليوم من الإنتاج في مايو، وفقًا لتقديرات ستاندرد آند بورز جلوبال. وتتوقع أوبك صيفا ساخناً بارتفاع أسعار الوقود هذا الصيف نتيجة لارتفاع أسعار النفط الخام. وارتفعت أسعار النفط الخام بشكل عام منذ بداية العام جزئيا نتيجة للتطورات الجيوسياسية، وخاصة حرب روسيا ضد أوكرانيا.