حافظ النفط على ارتفاعه أمس الجمعة 15 أبريل من قوة إغلاق اليوم السابق بارتفاع الخامين برنت، بأكثر من 111 دولارا للبرميل، وغرب تكساس الوسيط ملامساً 107 دولارات للبرميل. وعززت الارتفاعات من مخاوف نقص الإرمداد من الأنباء التي تفيد بأن الاتحاد الأوروبي قد يقوم بفرض حظر على واردات النفط الروسية، واستقرت أسعار النفط على ارتفاع حيث قام المستثمرون بتغطية مراكز البيع قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة، وسجل كلا العقدين أول مكسب أسبوعي لهما في أبريل، بينما ولعدة أسابيع، كانت الأسعار هي الأكثر تقلبًا منذ يونيو 2020. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو تبني حظر تدريجي للنفط الروسي، لإعطاء ألمانيا والدول الأخرى الوقت لترتيب موردين بديلين، وسيؤدي الحظر التدريجي إلى إجبار المشترين الأوروبيين على «البحث عن مصادر بديلة، ويتم تلبية بعضها على المدى القريب من خلال إصدارات احتياطي البترول الاستراتيجي، ولكن في المستقبل، ستكون هناك حاجة لمزيد من الإمدادات الخارجة من الأرض». وحذرت وكالة الطاقة الدولية يوم الأربعاء من أنه قد يتم إغلاق حوالي 3 ملايين برميل يوميًا من النفط الروسي اعتبارًا من مايو فصاعدًا بسبب العقوبات أو تجنب المشترين طواعية الشحنات الروسية، فيما تخطط دور التجارة العالمية الكبرى للحد من مشتريات النفط الخام والوقود من شركات النفط الروسية المملوكة للدولة في مايو، وقالت وزارة الطاقة الروسية إنها تقيد الوصول إلى إحصاءاتها المتعلقة بإنتاج وتصدير النفط والغاز. وقال فيل فلين المحلل في برايس فيوتشرز جروب إن التجارة ستستمر في «التوتر إلى حد ما» مع استمرار الحرب بين روسياوأوكرانيا وفي الوقت الذي تزن فيه الدول حظر الإمدادات الروسية، «والسؤال الكبير سيكون، كم عدد الأشخاص الذين سيرغبون في بيع النفط خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة؟» كما عدل التجار من موقفهم يوم الخميس مع انتهاء خيارات الخام الأمريكي لشهر مايو يوم الخميس. كما تعززت أسعار النفط أمس الجمعة بتحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس بأن موسكو ستعمل على إعادة توجيه صادراتها من الطاقة شرقا في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا تقليص اعتمادها عليها، مضيفا أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على التخلي عن الغاز الروسي على الفور. وتشكل إمدادات الغاز الطبيعي الروسية لأوروبا حوالي 40 ٪ من إجمالي استهلاك الاتحاد الأوروبي، والعقوبات الغربية على ما تسميه موسكو «عمليتها العسكرية الخاصة» في أوكرانيا أضرت بصادراتها من الطاقة من خلال تعقيد التمويل واللوجستيات للصفقات الحالية، وبينما يناقش الاتحاد الأوروبي ما إذا كان سيفرض عقوبات على الغاز والنفط الروسي والحصول على إمدادات من أماكن أخرى، كان الكرملين يقيم علاقات أوثق مع الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، ودول آسيوية أخرى. وقال بوتين في اجتماع حكومي متلفز إن «ما يسمى بالشركاء من الدول غير الصديقة يقرون بأنفسهم أنهم لن يكونوا قادرين على العيش بدون موارد الطاقة الروسية، بما في ذلك بدون الغاز الطبيعي، على سبيل المثال». «لا يوجد بديل منطقي (للغاز الروسي) في أوروبا الآن «، كما قال بوتين إن أوروبا، بالحديث عن قطع إمدادات الطاقة عن روسيا، ترفع الأسعار وتزعزع استقرار السوق. وقال إن روسيا التي تنتج نحو عُشر إنتاج النفط العالمي ونحو خمس الغاز، ستحتاج إلى بنية تحتية جديدة لتعزيز إمدادات الطاقة إلى آسيا. وأمر الحكومة بتقديم خطة بحلول الأول من يونيو تشمل «توسيع البنية التحتية للنقل إلى بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادئ». وتتم مراجعة توقعات إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة صعودًا على الرغم من قيود العمالة وسلسلة التوريد حيث تحفز الأسعار المرتفعة على المزيد من أنشطة الحفر واستكمال الآبار، وفقًا لخبراء الصناعة، وقالت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز في تقرير إن حفارات النفط الأمريكية ارتفعت بواقع اثنين إلى 548 هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى لها منذ أبريل 2020. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الأمريكية ارتفعت بأكثر من 9 ملايين برميل الأسبوع الماضي، مدفوعة جزئيا بالإصدارات من الاحتياطيات الاستراتيجية. ومع ذلك، على جانب الطلب، من المقرر أن تخفض المصافي الصينية إنتاجية النفط الخام هذا الشهر بنحو 6 ٪، وهو مقياس شوهد آخر مرة في الأيام الأولى للوباء قبل عامين، لتخفيف مخزونات الوقود المتراكمة خلال عمليات الإغلاق الأخيرة. ويبدو أن علامات تباطؤ الطلب لن تفعل الكثير لكبح أسعار النفط الخام وسط الاضطرابات المستمرة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. في الوقت نفسه، يبدو أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تسير على مسار تدريجي في زيادة الإنتاج حيث تخطط المجموعة لتعديل الإنتاج الشهري الإجمالي بالزيادة بمقدار 0.432 مليون برميل يوميًا لشهر مايو 2022، وقد تلتزم أوبك بجدول الإنتاج الحالي خلال الأشهر القادمة حيث سترتفع المخزونات الأمريكية للأسبوع الثاني على التوالي. وارتفعت مخزونات الخام 9.382 مليون في الأسبوع المنتهي في 8 أبريل بعد أن توسعت 2.421 من جهتها تقول أوبك إنه «من المتوقع أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على النفط 100.5 مليون برميل في اليوم، وهو أقل بمقدار 0.4 مليون برميل في اليوم عن تقديرات الشهر السابق وحوالي 0.3 مليون برميل في اليوم أعلى من عام 2019»، ويشير التحديث إلى أن أوبك ستفعل ذلك بالحفاظ على نهج ثابت في زيادة العرض حتى مع عودة استهلاك النفط الخام إلى مستويات ما قبل الجائحة.