تكتسب زيارة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف للمملكة اليوم الخميس أهمية كبرى، كونها أول زيارة خارجية بعد توليه منصبه، خصوصاً الظروف الصعبة التي يمر بها المنطقة والعالم الإسلامي، الأمر الذي يتطلب تنسيقاً سعودياً - باكستانياً على أعلى المستويات، لتعزيز الشراكة إلى جانب إيجاد حلول لقضايا الأمة الإسلامية ومواجهة الأخطار والتحديات والتدخلات الخارجية ولجم الإرهاب. وبحسب تصريحات مصادر سعودية وباكستانية مطلعة ل"الرياض" فإن رئيس الوزراء شهباز شريف سيلتقي، خلال زيارته القصيرة للمملكة، بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وسيناقش معه جملة من الملفات التي تتعلق بتقوية العلاقات الاستراتيجية وتعزيز الحوار السياسي لإيجاد حلول لقضايا منطقة الشرق الأوسط والأمة الإسلامية. وأكدت وزيرة التخطيط الباكستاني أحسن إقبال في تصريحات ل"الرياض" أن زيارة رئيس الوزراء الباكستاني للمملكة تعتبر مهمة ونادرة، كونها الأولى له وتعكس ما تملكه الحكومة الباكستانية للمملكة من حب وعرفان واحترام وفي قلوب الشعب الباكستاني أيضاً، مؤكدة أن رئيس الوزراء يقود اليوم حكومة وحدة وطنية هي الأكبر والأول من نوعها في الباكستان، وستساهم حتماً في إعطاء دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والسعي الحثيث لمعالجة قضايا الأمة، وتعطي زخماً لدعم التحرك السعودي الباكستاني،لا سيما في الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية، مؤكدة أن المرحلة الجارية تتطلب تنسيقاً سعودياً - باكستانياً لإعادة بوصلة العلاقات الإسلامية - الإسلامية. وأضافت إقبال أن الزيارة ستكون فرصة لمناقشة سبل الاستفادة من رؤية 2030 لتشكيل تحالفات استثمارية كبرى مع القطاع الخاص السعودي، فضلاً عن تفعيل نشاط مجلس التنسيق السعودي - الباكستاني لمأسسة مسار العلاقات. من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الباكستاني في تصريحات أمس: إن العلاقات الثنائية ستشهد دفعة قوية للأمام من خلال التعاون المتبادل الوثيق في المحافل الإقليمية والدولية، وترتبط باكستان والمملكة بعلاقة أخوية تتميز بالثقة والتفاهم المتبادلين والتعاون الوثيق والتقليد الراسخ في دعم كل منهما للآخر. وتابع قائلاً: "الشعب الباكستاني يحمل الحب والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين"، مؤكداً أن الزيارات المنتظمة رفيعة المستوى هي سمة أساسية لهذه العلاقة الخاصة والشراكة المتنامية بين البلدين. وأكد المتحدث أن إسلام أباد ترغب في تعزيز العلاقات الاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية، وخلق فرص أكبر للقوى العاملة الباكستانية في المملكة، مؤكداً أن شهباز شريف سيبحث مع القيادة في مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومن المتوقع أن يصل شهباز شريف المدينةالمنورة اليوم الخميس لأداء الصلاة في المسجد النبوي والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، والمشاركة في دعاء ختم القران في المسجد النبوي، ثم سيتوجه إلى مكة لأداء العمرة مع الوفد المرافق. وبحسب مصادر باكستانية فإن رئيس الوزراء شهباز شريف سيناقش المسؤوليين السعوديين إمكانية زيادة حجم تسهيلات الدفع الآجل للنفط لتخفيف الضغط على احتياطيات النقد الأجنبي وسط أسعار نفط قياسية في السوق العالمية في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية. وكانت المملكة قد قدمت تسهيلات مدفوعات النفط المؤجلة بقيمة 1.200 مليار دولار، ووديعة بمبلغ 3 مليارات دولار، عندما تولى رئيس الوزراء السابق عمران خان السلطة. وقد يطلب شهباز من القيادة بدعم ائتماني نفطي جديد بالمبلغ نفسه للتعامل مع ارتفاع السعر البنزين في الداخل إلى جانب وديعة لتخفيف الضغط على احتياطيات النقد الأجنبي التي كانت تنضب بسرعة بسبب ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية. تبلغ فاتورة النفط الخام الشهرية لباكستان نحو مليار دولار، والشيء نفسه ينطبق على المنتجات البترولية. وسيقود رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف وفداً عالي المستوى يتكون من وزير الخارجية بيلاول زرداري، ومولانا فضل الرحمن رئيس جمعية علماء الإسلامية، وعدد من الوزراء في الحكومة.