كتب لي أصدقاء منبهين لخطأ وقعت فيه في مقالتي السابقة، وقد أسعدني ذلك جداً. فكتبت لي الصديقة الروائية بسمة الخطيب، مصحّحة أن الشاعر الذي كتب أغنية الليل يا ليلى للفنان الكبير وديع الصافي ليس الدكتور مصطفى محمود المصري بل مصطفى محمود اللبناني من بلدة بعاصير التابعة لقضاء الشوف جبل لبنان. والطريف في الحكاية التي روتها لي أنه دندن مطلع القصيدة لابنته ليلى بحضور الأستاذ وديع، فأعجب به، وطلب منه أن يغني القصيدة، وحين أخبره الشّاعر أنه بيت واحد فقط لا غير ولا تكملة له، اتفقا معاً على التعاون لإنجازها وهكذا تم الأمر فأتممها، وولدت هذه الأغنية البديعة التي تزيِّن الألبوم الغنائي العربي الذي نفتخر به فعلاً. ثم أرسل لي الصديق الشاعر محمد فاضلي صفحة ابن الشاعر للتأكد من الخبر، ليتبين لي أن اسم الشاعر كاملاً هو مصطفى محمود القعقور، ولهذا وجب التصحيح والاعتذار للقارئ على هذا الخطأ الذي ورد في مقالتي المعنونة ب»رنين» والتي نشرت في الأسبوع الماضي. متمنية أن يتم تصحيح الخطأ في مواقع كثيرة شاركت في تعميمه. وفي الحقيقة الخلط بين الأسماء بسبب تشابهها يقع فيه كثيرون، مثل من يخلط بين ابن رشد الفيلسوف وجدّه ابن رشد الفقيه، وبين محمود شاكر المحقّق الكبير وبين محمود شاكر المؤرّخ السوري. وحتى بين محمد حسين هيكل، ومحمد حسنين هيكل، ورغم الاختلاف بين اسميهما بحرف، يعتقد كثيرون أنهما شخص واحد معتبرين الخطأ مطبعياً لا غير، والأطْرَف حين يُخلط بين الشاعر الأديب والصحفي الكبير! أيضاً كثر جداً من لا يفرّقون بين ألكسندر دوما الأب الذي كتب «الفرسان الثلاثة» و»الكونت دي مونتي كريستو» وألكسندر دوما الابن الذي كتب «غادة الكاميليا». أمّا نجيب محفوظ الكاتب المصري النوبلي، فقد ارتبط اسمه برائد الطب النسائي في مصر الدكتور نجيب محفوظ باشا ارتباطاً وثيقاً، كونه من أشرف على ولادته التي كانت عسيرة جداً، ما جعل والده عبدالعزيز إبراهيم يطلق اسم الطبيب عليه تقديراً. وسبحان الله اكتفى كاتبنا باسمه الصغير «نجيب محفوظ» اسماً أدبياً وحقق به ما لم يحققه غيره من الكتّاب العرب. وكلما ذكر اسمه وذكرت محطّات من حياته رويت قصّة اسمه التي لا يمكن نسيانها. تشابه الأسماء قد يولّد أزمة بين شخصين، وهذا يحدث كثيراً، مثلما حدث حين أصدرت الكاتبة المصرية ريم بسيوني روايتها سرّ زبيدة في العام الماضي، أدخل الكاتبة في دوّامة تشابه اسمها مع الدكتورة ريم بسيوني الأستاذة في الجامعة الأمريكية والتي نالت عدة جوائز أدبية مهمة في مصر، وهذا ما اضطر صاحبة «سر زبيدة» أن تضيف اسم والدها إلى اسمها ليصبح ريم محمد بسيوني تفادياً لأي لبس بينهما. طبعاً قصص تشابه الأسماء كثيرة ولكني اكتفي بهذا القدر مع تكرار اعتذاري.