أقام النادي الأدبي بالرياض ضمن فعاليات معرض الكتاب الخيري الخامس عشر لقاءً تكريمياً للعلامة الشيخ أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري على مسرح النادي، وكان اللقاء لتسليط الضوء على رحلة ابن عقيل مع الكتاب، وأدار اللقاء عضو مجلس الإدارة في النادي أ. عبدالرحمن بن إبراهيم الجاسر والذي افتتحه بالترحيب بالمكرم والمتحدثين والمثقفين والأدباء والحضور الكريم، وأشار إلى أن تكريم ابن عقيل جاء لجهوده في خدمة الكتاب تأليفاً وبحثاً ودراسةً وتحقيقاً، وقال الجاسر: أردنا هذا المساء في النادي الأدبي بالرياض أن نحتفى بشيخنا الموسوعي في رحلته مع الكتاب بكل فنونه وفصوله من خلال محبيه وعارفيه، حيث ألف ابن عقيل ما يربو على مئة كتاب ما بين تأليف وتحقيق ومشارك. ثم ألقى أ.د. صالح المحمود رئيس النادي كلمة جاء فيها: قبل خمسة وأربعين عاماً اختير الشيخ العلامة أبو عبدالرحمن ابن عقيل رئيساً لهذا النادي عام 1398ه، وكان ذلك العام هو الانطلاقة الفعلية لنشاطات النادي وجهوده في نشر الكتاب. ويحفظ تاريخنا الأدبي للشيخ ابن عقيل في ذلك العام مبادرتان مهمتان تتعلقان بالكتاب والقراءة، أولاهما سلسلة كتاب الشهر التي استحدثها في النادي، حيث كان على مدى سنوات يطبع في كل شهر كتاباً، وهي مبادرة مدهشة في ذلك الوقت. والمبادرة الثانية كانت اهتمامه العميق بتأسيس مكتبة النادي الأدبي بالرياض واقتناء نفائس المجلات العربية الأدبية بمبالغ طائلة لتكون مكتبة النادي مصدراً مهماً من مصادر المعرفة حينذاك. واليوم، وبعد خمسة وأربعين عاماً ها هو الشيخ يعود إلى بيته القديم ليزور معرض الكتاب الخيري مؤكداً أن شغفه بالكتاب وولعه بالقراءة ظل حياً ومتوقداً على مر السنوات. وإنني في هذه اللقاء المبارك أجدها فرصة لأبدي فخري واعتزازي باستمرار المعرض الخيري للكتاب في النادي الأدبي بالرياض على مدى خمسة عشر عاماً، ظل مستمراً ولم ينقطع سوى في سنة الجائحة، وفي هذا دليل قاطع على شغف الجمهور الكريم بالكتاب وحبهم للقراءة، فهم من يصنع هذا المعرض بتبرعهم بالكتب، وهم من يضمنون نجاحه بشرائهم هذه الكتب تاسيساً لمبدأ العمل الخيري الثقافي. ثم تحدث د. محمد الربيع عن ابن عقيل الموسوعي الذي ألف في شتى المجالات والفنون وعرج الربيع على فترة رئاسة ابن عقيل للنادي الأدبي بالرياض وتحرير مجلة الدرعية وقبلها التوباد وأشار إلى جهود ابن عقيل البحثية الكثيرة. بعد ذلك تناول أ. د. عبداللطيف الحميد من جانبه ما يتعلق بسيرة ابن عقيل: قارئاً ومؤلفاً وناشراً.. منذ البدايات الأولى في شقراء ثم بعد انتقاله إلى الرياض وتوسع آفاق اطلاعه وتعدد مشارب ثقافته وتنوع عطائه وغزارة إنتاجه، وتوسع مشاركاته العلمية والتراثية والصحفية والمنبرية. وبدوره تحدث أ. محمود الكسر عن تجربة ابن عقيل في الكتابة وبداياتها في مدينته شقراء، ومدى تأثره بالإمام ابن حزم الظاهري، وما تميز به في كتاباته من رهافة الحس، وتقدير الجمال، كما تناول الحديث إبداعه في كتابة السيرة الذاتية من خلال كتاباته في (التباريح)، وما عرف عنه من بعض الردود والحوارات والمطارحات الأدبية والعلمية والفكرية، واختتمت المشاركة ببيان موجز لمنهجه وطريقته في الكتابة والتأليف. ومن مداخلات الحضور الشاعر أ. حمد العسعوس الذي قدم قصيدة رائعة منها قوله: أيها السيدات والسادة السلام عليكم ورحمةُ وبركاتُه من الله العزيز الجليلْ نحن الليلة مدعوون إلى مائدةِ رمضانيةِ عامرةِ بألذ وأمتع التفاصيلْ إنها مائدةُ شيخنا وأديبنا الجليلْ أبي عبد الرحمن بن عقيلْ فهو عالمُ وأديبُ وفيلسوفُ من الوزن الثقيلْ في غزارة علمه وإنتاجه.. عَزٌ له مَثيلْ كذلك من مداخلات الحضور مشاركة أ. حمد الزيد ومنها: أبو عبدالرحمن بن عقيل إذا عد الناس الذين يطلق عليهم متواضعون فهو يأتي في القمة الحقيقة كم من الكتّاب الذين يخطئون ويتوارون ويعتذرون أعذاراً غير مقبولة لكن أبا عبدالرحمن يعذر إذا أخطأ يعترف بخطاه بكل صراحه ووضوح، الناحية الثانية أنه من الجميلين الذين تعمقوا في اللغة والعروض ولم يتكبر على تراثه العظيم أعني به الشّعر الشعبي فاخذ منه اهتماماً أكثر مما تتوقعون. وتحدث ل "الرياض" عدد من محبي الشيخ ابن عقيل في البداية التقينا بالزميل أ. محمد بن عبدالله الحسيني، وهو من الملازمين للشيخ في سنواته الأخيرة بقوله: العالم الموسوعي أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري، هو أستاذي اسمه محمد بن عمر العقيل، أحب القراءة بشغف من حين تعلمها في بداية حياته الدراسية كل ما يتحصل عليه من ريالات في ذلك الوقت يضعه في كتاب أو مجلة أو مخطوط أو ديوان شعر بدأ بالقصص والأساطير وانتهى بالفلسفة والفكر الحر، والآن في بيته العامر مكتبتان مجهزتان ويقضي جل وقته فيهما فراشه ومكتبه فيهما يجاري الزمن في تطوره التقني لديه مكتبه صوتيه ومرئية، أثلج صدري ما سمعته في كلمات المتحدثين وشد انتباهي في كلمة أ.د. صالح المحمود إرث الأديب أبي عبدالرحمن حينما كان رئيساً للنادي الأدبي وهي كمية ما يحفظه النادي الأدبي من نفائس دورية ومجلات وكتيبات بكامل أعدادها، وقد مر عليها أكثر من 45 عاماً وتعتبر الآن ثروة لا تقدر بثمن شكراً لهذه المؤسسة العملاقة نادي الرياض الأدبي والتي مر عليها الآن أكثر من 15 عاماً وهي تنظم المعرض الخيري للكتاب والشكر موصول لإدارته القديرة، وجميع المتحدثين الذين تحدثوا وأفادوا. كما تحدث ل"الرياض" د. أمين سليمان سيدو قائلاً: فضيلة الشيخ أبو عبدالرحمن عالم موسوعي كبير، معروف ولا يُعَرّف. وقد تفضل المحاضرون الكرام بالحديث عن سيرة الشيخ العلمية والعملية بشكل وافٍ. "فهو البحر من أي النواحي أتيته" على رأي الشاعر أبي تمام. تذكرت أمرين مهمين وددّتُ أن أشير اليهما هنا الأمر الأول: تذكرت ما قاله عبدالله نور -رحمه الله- في مجلة اليمامة "ما وجدتُ أكرم من أبي عبدالرحمن في حياتي" الأمر الثاني: تفضل أ.د. صالح المحمود رئيس النادي عن دور الشيخ أبي عبدالرحمن في تتمية مجموعات مكتبة النادي، وركز على شرائها بالدوريات القديمة مثل: أطلال، والرسالة، وغيرها من المجلات الدورية، تمنيت، وأقترح أن تسمى مكتبة النادي باسم فضيلة الشيخ أبي عبدالرحمن، وفاءً له وتكريماً لجهوده. وفي الختام ألقى الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري كلمة شكر فيها النادي على هذه اللفتة الكريمة وهذا الوفاء، وشكر المتحدثين على ما قدموا من أوراق. واختتم اللقاء بتقديم درع تذكاري للشيخ ابن عقيل سلمه رئيس النادي أ. د. صالح المحمود، والتُقطت الصور التذكارية. أ.د. عبداللطيف الحميد أ.د. عبداللطيف الحميد من حضور اللقاء