حمد الونيّس -رحمه الله- بالنسبة لي إنسان ارتبط في حياتي بقوة في مرحلتي طفولتي وشبابي. ففي الطفولة كان صدراً حانياً عندما كنت أهرب من منزلي إلى منزله في حي عليشة فيحتويني هو وحرمه (أم فهد) التي أرضعتني مع أخي فهد. لأسكن معه في غرفته معززاً مكرماً لأيام قد تطول. وكنت أقول لمن يسألني عن اسمي إن أبي محمد بن سعيد، وخالي حمد الونيّس أو جدي (أبو حمد) الونيس. أقولها مفاخراً.. والمحطتان المهمتان في حياتي.. الأولى: لسفر أبي.. بتسجيلي في ثانوية اليمامة بالمربع. والثانية لسفر أبي أيضاً، وأثناء دراستي للطب في مدينة لاهور الباكستانية، ببذل جاهه وماله في تزويجي، ولا أنسى تجشمه لمشقة السفر لخطبة أم أولادي آنذاك، وقوله عندما سألوه أين أبوه؟ فأجاب: إن أباه مسافر، وأنا أحل مكانه في كل ما تريدون. وأنا -آنذاك- لم أتجاوز الرابعة والعشرين من العمر.. وكنت طيلة السنوات الأربع التي تلت زواجي وأثناء الإجازات أسكن في منزله وكأنني واحد من أبنائه إلى أن تخرجت وعدت لأرض الوطن طبيباً. فرحمك الله يا والدي، فقد كنت بلسماً ودواء لجراج طفولتي، وعوناً وسنداً بل سبباً فيما حققته من نجاح وذرية أنجبها.