المثل العربي الشهير وعلى اختلاف نصة يقول «لكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة»، وهذا المثل ينطبق على العلماء وعلى المفكرين وعلى المثقفين وعلى جميع الناس، فهم ليسوا معصومين من الخطأ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو المعصوم وحده بقول الله عز وجل «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى»، فالناس خطاؤون وخير الخطائين التوابون. لزلة الإنسان معانٍ كثيرة لكنها جميعا تصب في قالب واحد وهو ما يقع من الإنسان في ساعة الضعف وليس من شأنه أن يفعله، هي كلمة أو عبارة تصدر من غير قصد وبطريقة غير متوقعة، خاصة في لحظات الانفعال، فتؤدي إلى عواقب وخيمة، وهناك من يقصدها وحين يسمع ردة الفعل يقول إنها زلة وما أكثر الذين يصابون بالزلل. (وجرح السيف تدمله فيبرا *** ويبقي الدهر ما جرح اللسان) الشاعر يعقوب الحمدوني. حقاً إنّ زلّةَ القدم أسلمُ من زلّة اللسان حيث إن صاحبها يتألم لكنه لا يؤلم غيره وينسي مع مرور الأيام زلّته. بالتأكيد هناك تحدث زلل تحدث وذلك نتيجة اختلاف المفاهيم والثقافة (الصمت زين والسكوت سلامة *** فإذا نطقت لا تكن مكثارا) إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني (أبو العتاهية.) نسبة مئوية لا بأس بها من الزوجات يبحثن عن هفوات أزواجهن عن طريق الميكروسكوب رباعي الأبعاد تصرف يوحي بعدم المسؤولية، وفوضى عدم المبالاة، وما أكثر هفوات الزوجات التي يتغاضى عنها الزوج حسب رغبته أو عدمها. في رأيي الشخصي.. ليست كل زلة لسان أمرًا هينًا لكن هناك زلات مؤلمة أكثر من غيرها وتنطلق كالرصاصة، وتترك اثراً لا يشعر به إلا متلقي الزلة والمقصود بها ويصبح الندم هو مصير ذلك الإنسان الذي أطلق الرصاصة وربما تبقى طول الزمن. من ديوان الإمام الشافعي: (لسانك لا تذكر به عورة امرئ... فكلك عورات وللناس ألسن) ومن الأمثال :(لسانك حصانك إن صنته صانك وإن أهنته هانك). زلة اللسان هو بيت القصيد. هناك وجهة نظر أن زلة اللسان ما هي إلا تعبير حقيقي في داخل الإنسان تجاه إنسان آخر وما قال ليس زلة لسان بل واقع شخصياً أوافق على هذا التوجه. في الإسلام هناك الآيات القرآنية والأحاديث التي تحثنا على حفظ اللسان حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي قال حدثنا أبي قال حدثنا أبوبردة بن عبدالله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده". لا أحد يستطيع أن يفرض عليك ما تقوله فلسانك حال موقفك، وهو يترجم وينطق بما يدور في داخلك. وزلة اللسان ممكن أنْ تُفرق بين الناس وتخلق الحزازات والعداوات فصن لسانك ولا تعوده على الكلام في الناس في حضورهم وغيابهم.