باتت ساحة قصر الحكم وما يحيط بها من ساحات أخرى، مقصدا لكثير من سكان العاصمة الرياض، حيث تشهد إقبالا كبيرا في هذه الأيام التي تشهد اعتدالا في درجات الحرارة. وازداد حضور الناس إلى المكان خلال الأعوام الثلاث الأخيرة، حيث يمد الزائر نظره إلى مساحات كبيرة، كالمنطقة الفاصلة بين قصر الحكم وجامع الإمام تركي بن عبدالله، والذي ترك أثرا كبيرا لدى أهالي الرياض سنوات طويلة بصوت مؤذنه عبدالعزيز بن ماجد وابنه من بعده - يرحمهما الله -. كما يستمتع زوار المكان بساحة الصفاة والتي اشتهرت قديما بمكان تنفيذ الأحكام الشرعية، والتي تتزين حاليا بإضاءة رائعة ليلا زادت من جمال المكان، فضلا عن تواجد العديد من المقاهي التي زينت بطابع تراثي في تصميمها الخارجي، فضلا عن تميزها بتقديم بعض الحلوى والقهوة السعودية. وخلال التواجد في المكان، تجد العديد من السياح الذي يحملون كاميراتهم، يستمتعون بتأمل هذا المكان الذي كان مركز انطلاقة توحيد هذه البلاد المباركة على يد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله -، بالإضافة إلى ذلك، فهناك من يستمتع بالجلوس أمام بوابة قصر المصمك الشهير، ولا تستغرب من تواجد العديد من الأطفال يلهون في الساحة الواقعة غرب القصر وبجوارهم أهاليهم يحتسون القهوة. وزاد من جمال المكان وجود سوق الزّل بالقرب منه وساعة الصفاة الشهيرة وشارع الثميري، وهي أماكن تراثية جميلة تعبر عن تاريخ الرياض خلال ستين عاما مضت، الأمر الذي يجعل من زيارة المكان متعة في مشاهدة التراثيات والقصص الطريقة والمداعبات بين أصحاب البسطات هناك. في المقابل، هناك من يزور المكان بين فترة وأخرى، للوقوف على الأطلال واستعادة ذكريات الأسواق القديمة التي أزيلت لصالح مشروع تطوير المنطقة قبل 30 عاما، وهم في الغالب ممن دخلوا في خريف العمر ولديهم من القصص والحنين لأيام خلت في أسواق السدرة أو في شارع الثميري وغيرها من الأماكن. وأحسنت فعلا الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض، عندما أنشأت قبل ثلاثة أعوام تقريبا، قيصرية الكتاب وبنمط معماري تراثي جميل، حيث تشهد هذه القيصرية فعاليات متنوعة في غالب أيام الأسبوع، زادت من أعداد الزوار ومحبي التراث والأدب. ولم تعد ساحات قصر الحكم وما يجاورها من أسواق كالمعيقلية والتعمير والزل والثميري، فقط للتبضع منها، بل أصبحت مكانا للجلوس والاستمتاع في أماكن متفرقة منها، وصار العديد من الأصحاب يضربون موعدا للالتقاء فيها.