يأتي الاحتفال بهذا اليوم، يوم التأسيس والذي يعود إلى قبل 295 عاما؛ ليكون شهادة على عراقة الدولة السعودية وصلابة جذورها منذ غزوات الماضي إلى تحديات العصرية والجيوسياسية. منذ أن تأسست الدولة السعودية الأولى على يد الراحل الإمام محمد بن سعود - رحمه الله -، شرعت الدولة السعودة في بواكير أيامها في نشر الأمان ومحاربة الجهل، والذي زرع في الأهالي القناعة بقيمة الدولة وألا تعود عقارب الساعة للوراء، وبهذا رفض الجميع غزوات طوسون وإبراهيم باشا، وضربت الدرعية مثالا على الصبر ومواجهة الشدائد. ولأن البنادق ليست هي من يكتب التاريخ بل إرادة الناس إذا توجت بقائد لا يضيع ثقة أهله وناسه، عادت الدولة الثانية بقيادة الإمام تركي، والذي واجه هو وابنه الإمام فيصل - رحمهما الله - أشرس الحملات والتي تكللت بالنصر واستمرار الدولة. نخطئ عندما نظن أن التاريخ يعيد نفسه، لكن قانون التاريخ على مرّ العصور متشابه ويتطور، فالإنسان يكره الخوف والجوع؛ لذلك كان الملك عبدالعزيز هو الفارس الذي أعاد الأمان ونشر الخير في مسيرة توحيد استغرقت ثلاثين عاما مؤذنة بقيام الدولة السعودية الثالثة. وفي عهد الملك سلمان ظهرت رؤية سمو ولي العهد - حفظهما الله - نحو التحول الاقتصادي والتقني، هذا التحول القائم على إبداع الإنسان وقدرته على العطاء والابتكار، وأن تضيف المملكة لمكانتها العالمية كقبلة العالم الإسلامي وصمام الأمان لصيانة الصناعة البترولية وتأمين الطلب العالمي، تضيف قيمة ثالثة كمركز لصناعة التقنية والابتكار، وتصير من أكبر الداعمين نحو التحول للطاقة المتجددة والنظيفة. وعندما ترى في المساء أضواء الدرعية وتسير في شوارعها العصرية وسط أفراح الجميع بذكرى التأسيس تذكر الرجال العظام الذين ضحوا من أجلنا لنكن ما نحن فيه اليوم من الفخر والعزة.