1يقول بعضهم #آل_سعود ليسو الوطن ، يجب التفريق بين القيادة والوطن ، الوطن ليس شخصاً أو أسرة. كلمات يقولها المغرضون لتبرير إيغار الصدور على القيادة مع الإبقاء على شعار الوطنية يتخذونه مدخلاً لبث الشقاق وتكوين التصدع تمهيداً للفتنة التي لا تبقي حاكما ولا وطنا ولا مواطنا. 2يخبر نبيناصلى الله عليه وسلم أنه(لا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه)فنحن اليوم في بلادنا السعودية في نُهزة منحنا الله إياها لحكمة منه فإن عرفنا فضلها وتمسكنا بأسباب وجودها وعالجنا خللها بما يقتضيه الشرع من الامتثال والحكمة والرفق أبقاها الله ماشاء وإن لم نفعل أخذها منا أخذ عزيز مقتدر 3وقد تكلمتُ سابقاً وتكلم كثيرون عن الأسباب الشرعية لإضفاء النعم ونزعها من نشر التوحيد وإقامة الشريعة وبسط العدل والالتزام بالدين وهي أسباب تستجلب إنعام الله وتوفيقه وتأييده ونصره والقيام بعكسها يؤدي إلى عكس ذلك مثلاً بمثل وسواء بسواء 4وحديثي اليوم عن سبب من الأسباب المادية والتي لم يغفلها الشرع بل أمر بسلوكها ونهى عن التفريط فيها ألا وهو لزوم الجماعة﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا﴾ 5فالآية أصدق ما تصدق عليه في العصر الحديث على حالنا في هذه الدولة فلولا توفيق الله للملك عبدالعزيز بما يحمل من إرث آبائه التاريخي والعقدي لكان هذا الوطن أوطانا كثيرة ولكُنَّا اليوم فيما لا يقل عن ثلاثين دولة جمعها رحمه الله فأصبحت وطنا ينعم فيه كل طرف بما تفيضه عليها الأطراف الأخر 6حين نتحدث عن الجماعة في السعودية نتحدث عن ثلاثة قرون ارتبطت فيها الجماعة والدعوة والأمن والرخاء والاستقرار بهذه الأسرة وما تحمله من دعوة وارتبط انفراط كل ذلك بانفراطها والتاريخ يعيد نفسه والمسببات مرتهنة بأسبابها فلا يتحدث عن فصل الوطن عن آل سعود إلا من يتحدث عن فصل الوطن عن بعضه 7سوف أنطلق بسرد تاريخي يتجلى من خلاله أن محل هذه الأسرة من الشعب السعودي هو محل العاصمة من الأوطان فإذا شمخت العاصمة شمخ الوطن وإذا سقطت سقط وهكذا آل سعود كعمود الخيمة من هذا الشعب فهو متماسك متحد ماداموا متماسكين متحدين 8إن هذا الأمر كما يلقي بالمسؤولية على أبناء هذه الأسرة ليجعلوا من أنفسهم قدوات في الالتحام واتحاد الكلمة والالتزام الشرعي والأخلاقي فإنه يلقي بالمسؤولية أيضا على سائر المواطنين كي يكونوا محصنين ضد أي شعارات يراد استخدامها كوقود لإحراق بلادنا 9آل سعود:الأسرة الوحيدة التي استطاعت جمع كلمة أبناء معظم أصقاع جزيرة العرب وربما لولا ظروف الاستعمار العالمي لاستطاعت جمع كلمة أبناء جزيرة العرب كلها وسبب ذلك أنها الوحيدة في هذا التاريخ من بعد عهد الراشدين التي تولت مشروع الدعوة والدولة ومشروع الإحياء الديني والتصحيح العقديي 10وهذا سر نجاحها في أدوارها الثلاثة، أي رفع لواء الدعوة والدولة والإحياء الديني والتصحيح العقدي والقيام بأمر ذلك ،وهو سر فشل من فشل من هذه الأسرة حين تراخى عن ذلك كالأمير خالد بن سعود الذي أرسله محمد علي ليحكم نجداً بقوة تركية فلم تغن عنه وعجز عن السيطرة على نجد 11ولا أعلم مصادر الأمير سيف الإسلام بن سعود في حكايته في روايةطنينلأفكار وآراء خالد بن سعود، فإن كانت نسبتها إليه صحيحة وليست تصورات خاصة بمؤلف القصة فلا شك عندي أنها كانت عاملاً رئيسياً في فشله لاسيما أمام خصم ضعيف كابن ثنيان 12معلومة يسيرة يفتقر إليها كثير من شبابنا وأكثر العرب:أن بلادنا السعودية كانت قبل تأسيس هذه الدولة المباركة تكاد تكون أكثر بلاد الأرض جوعاً وفقراً وخوفاً وطرداً للسكان وبإمكان القارئ الاطلاع على العديد من كتب الرحالة الأوربيين الذين سجلوا عن تلك الفترة في كتب منشورة 13ولأضرب مثلاً لذلك بمناطق نجدحيث هي منشأ ومحضن الدولة السعودية الأول :القصيم والعالية وسدير والمحمل والعارض وجنوب الرياض والأفلاج وغيرها كانت تشمل مئات القرى كل منها يعتبر كيانا سياسيا مستقلا أو شبه مستقل،هذا عدا البوادي فتصور لو لم يجمعها الله تعالى تحت راية المؤسس رحمه الله! 14بل كان بعض القرى يحكمها أميران وثلاثة وأربعة يقتتلون على أقل من كيلو متراً مربعاً،ولم يكن حال البوادي أحسن حالاً؛بل كانوا كما قال الأول:وأحياناً على بكر أخينا إذا مالم نجد إلا أخانا؛أرض شاسعة تسودها الفرقة والخوف والجوع والنزاع 15بل حتى المناطق والدويلات التي كانت قبل حكم الملك عبدالعزيز تخضع للعثمانيين وفق نظم مختلفة وهي الأحساء والحجاز وتهامة وعسير ، لم تكن تنعم بالأمن أو العناية التعليمية والبنيوية والاجتماعية بل ولا يمنح شعبها التابعية العثمانية 16لم تكن العواصم الإسلامية تعتني بنجدٍ محلِ نشأة الدولة السعودية أو تسعى لإصلاح حالها بل على العكس فكلما نشأت فيها دولة تسعى للم شعثها بعثوا إليها الجيوش لإسقاطها وإعادة نجد لسابق حالها من الفوضى والخوف والجوع 17فالدولة العباسية لم تعرف نجداً إلا حين تمردت بنوا نمير وبعض قبائل العرب حيث أرسل لهم الخليفة الواثق القائد التركي بغا الكبير سنة 231وقتل منهم ألفي رجل وساق الكثيرين معه أسرى يجلدهم أثناء السير بالسياط وكان ذلك بداية اندثار تلك القبيلة العربية التي لم يعد لها وجود اليوم 18وظل هذا شأن الدول المتعاقبة على عواصم الإسلام ، البويهيين والسلاجقة والأيوبيين والمماليك لا يعرفون لهذا الصقع من الأرض مكاناً ولا يقيمون لأهله وزناً،فلا نشر للعلم ولا للأمن ولا عوناً على الرزق،ويمكنك النظر فيما قاله ناصر خسرو عن حالها في القرن الخامس وقس عليه ما قبله وما بعده 19وجاءت الدولة العثمانية ولم تكن تعرف نجداً إلا إذا أحست بوادر دولة واتحاد داخلها هناك تسلط ولاتها في العراق والحجاز ومصر وترسل الجيوش لغزوها، أما في أزمنة الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات فكأن نجداً خارج التاريخ وخارج الجغرافيا 20فمن أشهر الغزوات تلك التي قام بها في القرن العاشر الهجري حسن بن أبي نمي 986ه وتوغلت داخل نجد في جيش قوامه خمسون ألفاً، موجهاً من قِبَل العثمانيين لا لتوحيدها ونشر الاستقرار والتحضر فيها ، بل لإسقاط دولة آلِ شبيب في معكال -تقع داخل مدينة الرياض حاليا- وتعقُبِ رئيسِها محمد بن عثمان . 21وقد حاصر ابن أبي نمي معكالاً وقتل من أهلها وغنم وأسر ، ثم عاد إلى مكة ، وكرر الغزو مرة أخرى بعد عامين ووصل إلى الخرج والسلمية ، وقتل وغنم وأسر ثم عاد ، وفي عام 1011ه غزا الأمير أبو طالب بن الحسن أطراف نجد ثم عاد،وفي 1015ه غزا الأمير محسن بن حسين نجداً حتى وصل القصب 22وهي قريبة من شقراء حالياً قتل الأمير محسن معظم أهلها ولم يبق إلا القليل ونهبها ثم عاد،وفي سنة 1057 غزا زيد بن محسن نجداً ونزل روضة سدير ، وقال المؤرخ إبراهيم بن عيسى(وفعل بأهل الروضة من القبح والفساد مالا يعلمه إلا رب العباد) وفي1107 غزا سعد بن زيد نجداً حتى نزل أشيقر في رمضان. 23وأفتى عالم أشيقر أحمد القصير أهلها بالفطر في نهار رمضان ليحصدوا زروعهم قبل أن يتلقفها الغزاة،وقام أمير مكة بحبسه ومعه الشيخ حسن بن عبدالله أبا حسين . كانت علاقة دول أطراف الجزيرة والعثمانيين بنجد علاقة عدائية ترمي فقط إلى ضمان عدم وجود كيان سياسي يجمع بادية نجد وحاضرتها. 24واستمر الحال على هذا المنوال فلما كان ضم نجد إلى الولايات العثمانية مكلفاً وليس منه مردود كانت تكتفي بتسليط أمراء مكة كي يقضوا على أي قوة ناشئة هناك وحين بدأت بوادر نشأة الدولة السعودية قَدَّم السلطان محمود سنة 1163ه 25000ذهبية لأمير مكة مسعود بن سعيد ليقضي عليها في مهدها 25كانت حدود الدولة السعودية آنذاك لا تتجاوز أسوار الدرعية لكن قيامها على فكرة دينية جعل أمير مكة إذ ذاك والسلطان العثماني يشعران مبكرا بقدرتها على جمع كلمة عرب الجزيرة وهو مالا يريدانه فاستخدما أولاً سلاح التكفير . 26نعم :فالتكفير يرويه أحمد زيني دحلان في كتابه فتنة الوهابية،قال:و كانوا في ابتداء أمرهم أرسلوا جماعة من علمائهم ظنًا منهم أنّهم يفسدون عقائد علماء الحرمين و يدخلون عليهم الشبهة بالكذب و المين فلمّا وصلوا إلى الحرمين و ذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم== 27==و ما تملّكوا به ردّ عليهم علماء الحرمين و أقاموا عليهم الحجج و البراهين التي عجزوا عن دفعها و تحقّق لعلماء الحرمين جهلهم و ضلالهم ووجدوهم ضحكة و مسخرة كحمر مستنفرة فرَّت من قسورة و نظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات== 28==فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضى الشرع بمكة تتضمّن الحكم بكفرهم بتلك العقائد ليشتهر بين الناس أمرهم فيعلم بذلك الأول و الآخر و كان ذلك في مدّة إمارة الشريف مسعود بن سعيد و أمر بحبس أولئك الملحدة فحبسوا و فرَّ بعضهم إلى الدرعيةانتهى النقل عن دحلان 29فانظر كيف أرسل القائمون على الدعوة السلفية من يخبر بحقيقة دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة في بداية أمرها كما صرح بذلك دحلان وكيف جوبهوا بالعرض على القضاء والحكم بكفرهم وحبسهم بل انظر إلى غطرسة دحلان وهو يصفهم ب[الملحدة]ويقول :وجدوهم ضحكة ومسخرة!. 30وذكر المؤرخ التركي سليمان خليل العزي :أن الشريفمسعود أرسل إلى السلطان محمود الأول بأن محمد بن عبد الوهاب وأتباعه ملحدين لا دينيين ، وطلب المساعدة بالمال للقضاء عليهم، فانظر إلى سلاح التكفير وبشاعة استخدامهم له 31والعجب من هذا السلطان الذي يرسل أكياس الأموال لمقاتلة أهل الدعوة ، ودولته لم ترسل يوما قبل ذلك جندياً واحداً لضم ديار نجد إليها لأن شعبها ليس لديهم خراج تستفيده الدولة بل هم مستحقون ولم ترسل كيساً واحداً لمساعدة أهل نجد على ما كان يصيبهم من اللأواء والمساغب والمجاعات . 32وبالرغم من هذا العداء المبكر إلا أن الله قيض لأهل نجد هذه الدعوة وحمل لواءها آل سعود الذين نجحوا في جمع الكلمة وتصحيح العقيدة وإفاضة الأمن ورغد العيش حتى كان الانضمام إلى الدولة السعودية أمنية سائر أبناء مناطق الجزيرة 33لكن اجتماع الكلمة هذا لم يرض عنه قادة العثمانيين فحين اشتد عود السعودية أرسلوا للقضاء عليها أربع حملات واحدة منها بحرية نظمتهن ولاية العراق وثلاث من أمراء الحجاز وكلها وقى الله شرها 34العجيب هو رد الإمام عبدالعزيز بن محمد على الحملة الأولى وهو أن أرسل إلى والي بغداد كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب وكان جواب الوالي سيئاً بذيئاً أتبعه بالحملة الثانية مع أن الكتاب لم يتضمن سوى أيات وأحاديث عن توحيد الله في عبادته والتحذير من الشرك 35والعجب الآخر في الحملة الرابعة التي كانت بقيادة علي الكيخيا سنة1213ه وقد حاصرها الأمير سعود[في حياة والده الإمام عبدالعزيز بن محمد]وكان قادراً على القضاء عليهم برمتهم لكنه أمَّنهم وأوصلهم إلى مأمنهم ووقَّع مع الكيخيا معاهدة نقضتها الدولة العثمانية وليس هنا محل تفصيلها 36وخلاصتها أن أهل النجف قتلوا التجار السعوديين وعددهم ثلاثمائة وسلبوا أمرالهم وطالب الإمام من والي بغداد بدياتهم وعقوبة أهل النجف وكربلاء لجريمتهم ونقضهم العهد فأبى الوالي ورد رداً قبيحا فخرج سعود بجيشه للمجرمين وعاقبهم عقوبة بليغة 37وبعد توالي حملات أمراء الحجاز بأمر الدولة العثمانية لإسقاط الدولة السعودية ، حملة عبدالعزيز بن مساعد وحملة غالب بن مساعد 1205ه وحملة غالب بن مساعد الثانية1210ه وحملته الرابعة سنة 1213 وحملته الخامسة سنة 1216 قررت الدولة السعودية ضم الحجاز إليها 38وبدخول الحجاز تحت راية آل سعود1216ه حصلت أول وحدة لمعظم حواضر وبوادي شبه جزيرة العرب من الفرات شمالاً وحتى تخوم عمان جنوباً ومن خليج العرب شرقا حتى البحر الأحمر غرباً لم يحصل ذلك من بعد الخلفاء الرشدين وصدراً من خلافة بني أمية إلا في ذلك التاريخ. 39وقد حصل للجزيرة من اجتماع الكلمة وسعة الرزق والأمن ما قال عنه ابن بشر:وهذا الأمر في هذه المملكة شيء وضعه الله تعالى في قلوب العباد من البادي والحاضر في كل ما احتوت عليه هذه المملكة مع الرعب العظيم في قلوب من عادى أهلها ولم يوجد هذا الأمن إلا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 40وكم تحاشى حكام الدولة السعودية الأولى الاحتكاك بالعثمانيين إلا أنهم أبو إلا رؤية هذه الدولة أثراً بعد عين من حين نشأتها إمارة صغيرة في الدرعية وحتى اشتدادعودها وعظمة مجدها في عهد عبدالعزيز بن محمد ولولا إصرار العثمانيين على إرسال الجيوش تلو الجيوش لإسقاطها لما وجدوا فيها إلا جاراً حميداً وردئاً محمودا 41وحين أيقن العثمانيون أنهم أضعف من أن يسقطوا الدولة السعودية كلفوا بذلك واليهم على مصر ومولوا حملاته بأموال عظيمة لو جعلوها في حرب أعدائهم من النمسا ورسيا ولو جددوا بها أسطول الجزائر الحربي الذي فني في خدمة العثمانيين لعجزت فرنسا عن احتلالها سنة 1246ه 42نعم كانت الدولة العثمانية محاطة بالأعداء وكانت أحوج ما تكون إلى علاقات ممتازة مع الدولة السعودية لكن هذا الإصرار المزمن لدى العثمانيين منذ القرن العاشر على أن لا يرو في جزيرة العرب دولة تجمع شملها وتؤمن خائفها وتشبع جائعها جعلها تستمر في هذه الاستراتيجية الخاطئة التي كانت وبالا عليها 43أرسل محمد علي حملة بقيادة ابنه أحمد طوسون سنة 1226ه ولم تكد هذه الحملة تدخل بر الحجاز حتى هزمت في أول معركة وقد عزى الجبرتي سبب هزيمتهم رغم كمال عددهم وعدتهم إلى أن أكثر عساكرهم غير مسلمين وإلى فساد المسلمين منهم في الدين والأخلاق، قال رحمه الله ناقلا عن أحد شهود المعركة= 44=:أين لنا النصر وأكثر عساكرنا على غير ملة وفيهم من لا يتدين بدين ولا ينتحل مذهبا وصحبتنا صناديق المسكرات ولا يسمع في عرضينا أذان ولا تقام فيه فريضة ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين ثم يكمل الجبرتي واصفا الجيش السعودي= 45=والقوم إذا دخل الوقت أذن المؤذن وينتظمون صفوفاً خلف إمام واحد بخشوع وخضوع،وإذا حان وقت الصلاة والحرب قائمة أذن المؤذن وصلوا صلاة الخوف فتتقدم طائفة للحرب وتتأخر أخرى للصلاة وعسكرنا يتعجبون من ذلك لأنهم لم يسمعوا به فضلاً عن رؤيته 46وفي عام 1228ه جاء محمد علي بنفسه لمساندة ابنه طوسون،وبقي في الحجاز حتى 1230واستطاع استخلاص الحجاز وتهامة وعسير وما بينهما من الدولة السعودية، ولما رجع اصطلح ابنه طوسون بعد هزيمته في الرس مع الإمام عبدالله بعد حوادث ومعارك. وكان مقتضى الصلح أن لا تتعرض الدولة العثمانية للدولة السعودية وأن يجري الأمان بينهما 47وذهب بالصلح عالمان نجديان سماهما ابن بشر ولقيهما الجبرتي بمصر إلى محمد علي باشا فأقر الصلح وكان فيه خير للدولة العثمانية وللسعودية لكن تبين أن إقرار الصلح إما أنه كان خدعة أو أن الباشا استشار فيه السلطان فلم يقبل وهذا هو الملائم لاستراتيجية العثمانيين مع جزيرة العرب 48نقض محمد علي الصلح مرسلاً ابنه إبراهيم سنة1231ه لم تكن الخطة الاستيلاء على نجد وضمها لمصر أو للدولة العثمانية فيكون لأهلها من الحقوق في أنفسهم وأرضهم ما للأتراك والمصريين لكن الخطة إسقاط الدولة بعموديها السياسي آل سعود والعلمي آل الشيخ ثم العودة وترك نجد في كبد أهلها 49ومضى إبراهيم باشا في طريقه للدرعية يمر ببلدات نجد يحاصر ويدمر ويقتل ويحرق النخيل والزروع فلم يصل الدرعية إلا بعد عامين ونصف تقريباً عام 1233من الأذى والإفساد في الأرض وفي الدين وحاصر الدرعية ونازل أهلها عدة أشهر 50ثم صالحه الإمام عبدالله بن سعود على أن يرسله للسلطان ويؤمن أهل الدرعية على أعراضهم وأنفسهم وأموالهم فتم الصلح ورُحِّل من بقي حياً من آل سعود وآل الشيخ إلى مصر وكان تركي بن عبدالله بن محمد خرج من الدرعية حين تم الصلح واختفى في بعض بلدات نجد 51وظل الباشا أشهراً مقيماً في نخل بعض أمراء آل سعود يقتل الأمراء والعلماء بطريقة وحشية فيجعلهم في فوهات المدافع أو يضعهم على أقباس البارود ويفجر بهم وقد ذكر ابن بشر أسماء من قتلوا بهذه الطريقة 52وأقام الباشا احتفالاً بنصره حضره نائب الملك البريطاني في حكم الهند[مدير شركة الهندالشرقية] كما رحبت فرنسا وهي الدولة الثانية آنذاك في العالم بسقوط الدولة السعودية وكان كثير من جنود الباشا ومهندسيه من النصارى الأوربيين 53وجاء الأمر إلى الباشا من أبيه بنقض العهد وهدم الدرعية وتشريد أهلها وتم هدمها على رؤوس بعض أهلها وهدم زروعها وأرسل جنوده إلى قرى نجد كي يهدموا أسوارها وقصورها، وحين هم بالرحيل أمرهم بقتل رؤساء القرى وأعيانهم حتى يترك الناس فوضى لا سراة لهم 54ولما رحل الباشا حصر خليفتُه حسين بك من بقي من أهل الدرعية في بيت في ثرمدا ثم أعلن الأمان لجميع المختفين ليعطيهم أوراقاً يؤمنهم بها ليعيشوا في أي بلد شاءوا فلما اجتمعوا من كل مكان أوطأهم الخيل وأحرقهم وقتلهم جميعاً. 55وبقي إبراهيم في نجد تسعة أشهر وعاد في أواخر عام1234ولم يبن جداراً أو يزرع فسيلة أو يمهد طريقاً، جاء إلى دولة آمنة مزدهرة وخربها ثم عاد أدراجه فلم يكن الغرض من هذا الغزو الإعمار وإنما ترك الجزيرة كما كانت قبل الدولة السعودية 56يقول ابن بشر عن نجد بعد سقوط الدولة السعوديةوصار الرجل في بيته لا ينام وتعذرت الأسفار بين البلدان وتطاير شرر الفتن في الأوطان وظهرت دعوى الجاهلية بين العباد وتنادوا بها على رؤوس الأشهاد 57 ويقول باسيلييف في كتابه تاريخ السعوديةوبُعِثَت الخلافاتُ القبلية والمحلية بتغاضٍ سافر أو مستتر من جانب الأسياد الجدد،وبدأت النزاعات وأخذ البعض يغزو البعض الآخر،وتعرضت طرق القوافل للخطر. وحتى في المدن لم يكن السكان يتجرأون على الخروج إلى الشارع بدون سلاح. ونشأ انطباع= 58=وكأن سياسة المصريين تتلخص في إغراق وسط الجزيرة في حالة الفوضى والركود والخراب،وإلغاء احتمال انبعاثه. وكانت الحاميات المصرية الصغيرة لا تلعب دور العامل الإيجابي للمركزية وإحلال النظام،بل غدت مجرد أداة للنهب والدمار. كانت الدولة السعودية تحت الأنقاض وقد قُهِرت عساكرها= 59=ودُمِّرَت إدارتُها . وبدا وكأن قوى التشتت والتجزئة التي انطلقت من عقالها بعد دحر الوهابيين قد مزقت التوحيد السابق شذر مذر. ولكنه بقيت دخل مجتمع أواساط الجزيرة القوى التي تمكنت قبل نصف قرن ونيف من رص صفوفه وتأسيس إمارة الدرعية) 60ولم تكن مهمة حسين بك بعد إبراهيم باشا سوى قمع أي محاولة لجمع كلمة الناس وإعادة الأمن والدين إلى ما كانا عليه وهكذا فعل مع مشاري بن سعود وعمر بن عبدالعزيز حين شرعا في إعادة بناء الدرعية وإعادة الدولة ومات مشاري في السجن وأُرسل عمه عمر بن عبدالعزيز وأبناؤه إلى مصر 61وتفرقت عساكر حسين في الحواضر ليس لهم هم إلا ما قال ابن بشر:فأخذوا من الناس أولا ما عندهم من الدراهم ثم أخذوا ما عندهم من الذهب والفضة وما فوق النساء من الحلي ثم أخذوا الطعام والسلاح والمواشي والأواني وحبسوا النساء والرجال والأطفالإلى آخر ما ذكر من فضائع العساكر العثمانية 62وقد كانت العقيدة القتالية للمسلمين من الجيش العثماني،أي الهدف من الحرب الذي يُعَبَأ بها الجنود هي تكفير الوهابيين، هذا بالرغم من أن كثيراً من الجنود كانوا نصارى إيطاليين وبنادقة ويونان،وقد كُشِف عن القتلى من الجيش العثماني في وادي الصفراء فوُجِدُوا غير مختونين 63حكى الجبرتي عودة حملة طوسون لمصر:وصلت عساكر إلى السويس وحضروا إلى مصر وعلى رؤوسهم شلنجات فضة إعلاما وإشارة بأنهم مجاهدون وعائدون من غزو الكفار وأنهم افتتحوا بلاد الحرمين وطردوا المخالفين لديانتهم،حتى إن طوسون وحسن باشا كتبا في إمضائهما على المراسلات،بعد اسمهما:لفظة الغازي 64معنى هذا النص أن محمد علي كان يسير جنوده موهماً إياهم أنهم يقاتلون الكفار ، وللأسف فإن من علماء الأزهر من كان يفتي بذلك وقد اصطحب إبراهيم باشا معه في حملته عالمان أزهريان ، وقد نصالشيخ أجمد الصاوي في حاشيته على تفسير الجلالين على تكفيرهم 65ثم قيض الله الإمام تركي بن عبدالله بن محمد حفيد المؤسس الأول ليعيد الدولة التي قطعها غزو الترك ويرجع بنجد إلى ماكان في دولتهم الأولى من الأمن والخير والجماعة والدين وكان مبتدأ أمره عام1238ه وتم الأمر على نجد والأحساء في وقت يسير ، واستقام الأمن والخير حتى قتله ابن أخته طامعاً في الحكم عام1249رحمه الله 66وتولى ابنه فيصل الأمر واستمر معه الخير في نجد وما والاها من الأحساء وشمال الجزيرة وعسير وخليج عمان وكلما أحس من بعض القرى أو البوادي خرج إليهم وأعادهم لصوابهم،ولم يتعرض لما تحت يد الدولة العثمانية إلا أن واليها على مصر عام 1252ه لم يعجبه ما وصل إليه الاستقرار والأمن فأراد أن يعيد نجداً إلى ما تركها عليه قبل سنوات 67فأرسل أحد قواده بجيش يصطحبون الأمير خالد بن سعود وكان أسيراً عندهم ليقين محمد علي أن عرب الجزيرة لن يستقيموا إلا لرجل من هذا البيت من آل سعود ، وحين تحقق الإمام فيصل من هذا الأمر رأى الخروج بماله وأهله ومن أراد معه إلى الأحساء حقناً للدماء وليرى ما يؤول إليه الحال 68ونزل خالد الرياض وأرسل إلى البوادي والحواضر لبيعته فجاءه جواب أهل بلدة الحوطة وما والاها بأن الأمر إن كان لك بايعناك على السمع والطاعة أما إن كان لمن معك من عسكر الترك فلا سمع ولا طاعة، هناك غضب إسماعيل آغى وأقسم على قتل أهل الحوطة وأمر بتجهيز الجيوش فظهر أنه هو الحاكم الفعلي 69وخرج الجيش التركي ومن تبعهم بقيادة إسماعيل آغا ومعه خالد عازمين على استئصال أهل الحوطة والحلوة وما والاهما أوائل سنة1253ه إلا أن الله شاء غير ذلك فانتصر أهل تلك الناحية نصراً قال ابن بشر إنه لم يكن مثله منذ قرونوعلى الباغي تدور الدوائر 70وأرسل محمد علي خورشيد باشا ليقوي بأس خالد بن سعود وحدثت فتن ووقائع شنيعة جراء وجود جند الترك في الجزيرة في نهايتها اصطلح الترك مع الإمام فيصل على أن يؤمنوا أهل القرى والنواحي مقابل أن يرحل هو وأخوه جلوي إلى مصر فتم ذلك سنة 1254 لكن العسكر لم يستطيعو تأمين البلاد. 71عادت نجد بذهاب فيصل إلى الافتراق رغم سيطرة خالد بن سعود على بعض الأقاليم لكنه وسرعان ما تلاشت سلطته برحيل قوات محمد علي التي جاءتها الأوامر بالعودة لمصر، وحاول ملء الفراغ عبدالله بن ثنيان آل مقرن لكن سلطته تلاشت بسرعة مع عودة الإمام فيصل بن تركي من مصر عام1259 72والخلاصة أن نجداً عاشت منذ دخول إسماعيل آغا وخالد بن سعود عام 1252 ه وحتى استقرار الحكم مرة أخرى بيد الإمام فيصل بن تركي عام 1260عاشت فترة فقر ناتج عن اشتداد الضرائب مضافاً إليها حروب أهلية سياسية وفوضى داخلية زادت من تفاقم المصائب على الرعية وهكذا هو شأن الفتن وانحلال الجماعة 73حتى نعمت في فترة حكم فيصل الثانية باستقرار وخير دام أكثر من 20سنة حتى وفاته سنة1282ه نعم تخللتها حروب لردع بعض الخارجين ومشكلات إدارية واقتصادية يجد القارئ تفاصيلها في كتب التاريخ ككتاب تاريخ الدولة السعودية الثانية لعبدالفتاح أبو علية، لكن الجو العام كان جو استقرار ونهضة وأمن 74بعد وفاة الإمام فيصل عادت نجد وكل مناطق الحكم السعودي إلى حالة من الفوضى والحروب الأهلية بين أبناء الإمام للاستحواذ على الحكم وبين القبائل وبعضها وبين القبائل والحواضر وبين الحواضر وبعضها وكان الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات هو سيد البلاد لا غير مدة أربعين سنة 75نعم ساهم استقرار الأمور للأمير محمد العبدالله الرشيد[1289- 1315]في إشاعة نوع من الاستقرار في المناطق التي كانت تحت السلطة السعودية ماعدا الأحساء وساحل الخليج إلا أنه استقرار منحصر في الحواضر حيث ترك الأمير محمد البوادي يحارب بعضها بعضا لكن الخوف في النهاية هو سيد الموقف 76ويمكن إرجاع الفتنة بعد وفاة الإمام فيصل إلى الطموح إلى الحكم بين أبنائه مع ضعف القصد إلى جمع الكلمة وإقامة الدين ولذلك كان المخلصون يتخلون عنهم بمجرد أن يظهر على أحدهم تغليب مصلحته الشخصية بالاستيثار بالحكم على المقاصد الشرعية التي بسببها اجتمع الناس على أبيهم 77 وأبناء فيصل رحمهم الله جميعاً بإغفالهم الأسباب التي جمعت قلوب الناس على أبيهم عرضوا أنفسهم وأسرتهم وألجزيرة كلها للشتات والفوضى وطمع القريب والبعيد بهم وناقضوا عقيدة السمع والطاعة بأنفسهم فلم ير الناس لهم سمعا ولا طاعة. وما كان قيس هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدما 78منذ وفاة الإمام فيصل1282ولما يزيد عن أربعين سنة تليها كانت الفوضى والحرب الأهلية والتنازع هي سيدة الموقف ربما نقول إن مرحلة الاستتباب في نجد بدأت بعد انتصار عبدالعزيز بن عبدالرحمن في المعارك الثلاث التي حسمت مسألة السيادة وهي معركتا البكيرية والشنانة عام1322وروضة مهنا1324ه 79أنهت هذه المعارك التدخل العثماني في وسط الجزيرة ذلكالتدخل الذي لم ينتج عنه بناء مدرسة أو تعبيد طريق أو أي عمل من شأنه أن يرتقي بالبلاد أو أهلها ، فلم تكن الحامية العثمانية تأتي من المدينة المنورة إلا لتعزيز الخلاف وحماية الفوضى وحسب. 80بل كان التدخل العثماني أحد أسباب الشقاق بين أبناء الإمام فيصل والشقاق بين أقوى أسرتين حاكمتين في نجد آل سعود وآل رشيد،وبعد خلاف أبناء فيصل قرر العثمانيون ضم الأحساء فعلياً وليس إسميا للدولة ولم يضموا باقي الجزيرة لأن الأحساء تقدم لهم خراجا ماديا بينما وسط الجزيرة يستهلك الخراج 81وبهزيمتهم في موقعة الشنانة زالت أكبر عقبة أمام مشروع عبدالعزيز توحيد الجزيرة وبعدها أنشأ العثمانيون والإمام عبد العزيز علاقات ممتازة بين الإمام والسلطان عبدالحميد،وكان الرجلان عظيمين بكل ما تعنيه الكلمة ظهر أثر هذه العلاقة في الحرب العالمية الأولى. 82حمل عبد العزيز شعار الدولة السعودية الأولى وشعار جدِّه فيصل بن تركي:نصرة الإسلام وتوحيد الناس على كلمة التوحيد وشريعة الله وإخلاص العقيدة لله ونبذ الخرافة والبدعة لذلك حقق بين البادية والحاضرة نجاحات سريعة جداً فكانت مدة تكوينه لهذه الدولة بحدودها المعروفة اليوم23عاما فقط 83تم احتلال فرنسا للجزائر عام1246وتوالت بعده انكسارات المسلمين تحت الاستعمار وكان أول نصر إسلامي منذ ذلك التاريخ:تأسيس عبدالعزيز هذه الدولة في الجزيرة العربية من الخليج إلى البحر ومن تخوم اليمن إلى تخوم الشام؛كان الغرب يؤسس دول الشرق وكان الشعب السعودي يؤسس مع قائده دولته بنفسه 84لم يكن النصر جغرافياً وحسب بل كان نصراً دينياً مؤزراً،فلأول مرة في التاريخ تنشأ دولة مسطور على علمها شهادة التوحيد،وأول دولة حديثة تعلن أن دستورها القرآن وأول دولة منذ عهد الراشدين تتبنى الإسلام بفهم السلف الصالح عقيدة وفقها وأود دولة تدعوا إلى تنقية الإسلام من الخرافة والبدعة 85وأوليات هذه الدولة كثيرة وأعظمها:الجماعة التي تحقق بها ائتلاف القبائل المتعادية منذ مئات السنين وتحضرها وتعلمها. إن اجتماع الكلمة منحة وهبنا الله إياها في هذا العصر بعد فرقة دامت أجيالاً متطاولة وحقها منا حكاما وشعباً حفظها باستدامة أسبابها. 86علمتنا التجارب إن نعم الله إذا فارقت قوما لا تكاد تعود وأن الانصياع لدعاوى الفرقة لا يورث إلا شراً،وبين يدينا تجارب الأمم من حولنا؛أكثروا عليهم بالأماني فلما طاوعوهم وأعقبتهم النكبات كانوا كمثل الشيطان(إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين) 87ليست ولتنا ببدع من الدول فإنه يجري فيها القوة والضعف والصحة والمرض والصلاح والفساد،ومع هذا فالضعف بالجماعة يقوى والفساد بالجماعة يصلح والمرض بالجماعة يبرأ، أما الفرقة فلا يزيد فيها كل شيء إلا سوءا؛ لا يجبر كسرها ولا يبرأ سقمها ولا يصلح فسادها. فأول أولويات الإصلاح حفظ الجماعة 88لذلك جاءت الأوامر النبوية بلزوم الجماعة فإن لم يكن ثم جماعة فيلزم العبد بيته قال صلى الله عليه وسلم لحذيفة رضي الله عنه(قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: فاعتزل تلك الفرق كلها, ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) 89إن من أعظم وأهم وألزم ما يتحدث عنه داعية أو مثقف أو صاحب رأي هو الدعوة للزوم الجماعة وقول وفعل كل ما فيه تأكيد عليها من إشاعة للمحبة وتأليف للقلوب وستر للعورات وتكذيب للشائعات كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم(ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم، إخلاص العمل لله عز وجل, ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين, فإن دعوتهم تحيط من ورائهم) 90فالإصلاح بجميع أنواعه ممكن مع لزوم الجماعة والتزام ما يؤكدها ، لأنه مع الأمن والجماعة كلما انغلق باب للإصلاح لن يعدم المجتهد الحريص على الخير أن يجد باباً آخر بل أبواباً أخر ، أما مع الفرقة فحسب الإنسان من الإصلاح أن يكف نفسه وينكف الناس عنه. والحمد لله رب العالمين د.محمد بن إبراهيم السعيدي (من موقع الشيخ الدكتور / د محمد بن إبراهيم بن حسن السعيدي)