حين أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - بثقة وتأكيد قائلاً: "هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك". حين أعلن ذلك فهو يعني ما يقول؛ فقد اقترن القول عنده بالفعل؛ وبالفعل ما نشاهده الآن من تغييرات مذهلة، وما نلمسه واقعاً من تحديث وتغيير طالا كل مناحي الحياة؛ إنما هو ترجمة لوعدٍ قطعه - حفظه الله - لشعبه ومجتمعه أن تكون هذه البلاد المباركة مصدر إشعاع وحضارة ونماء وقوة اقتصادية عالمية يقف أمام تفرّدها العالم تقديراً وإكباراً. وهو ذات التوجّه والوعد الذي أكده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان راسم الرؤية المذهلة 2030 التي جاءت من الشمول والقوة والكفاية ما يجعل العالم بأسره ينظر لهذه الرؤية بعين الإكبار والتقدير بل ومحاولة ترسُّم نهجها واقتفاء أثرها لما أظهرته من تغيير إيجابي سريع ومذهل بعث الحياة والديناميكية في مفاصل الوطن ومؤسساته؛ حتى أضحى ورشة عمل مدهشة تسير في كل اتجاه يخدم الوطن وأبناءه ويستهدف مستقبل الجيل الحالي والأجيال المستقبلية عادّاً هذه الرؤية: "رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم لِلغد، بحيث تعبر عن طموحاتنا جميعاً وتعكس قدرات بلادنا". منطلقاً سموه من قناعته الأكيدة والواثقة بأنّ بلادنا تمتلك قدرات ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركاً لاقتصادنا ومورداً إضافياً لبلادنا، وهذا هو عامل نجاحنا الثاني. كما لفت سموه إلى أحد أهم المرتكزات التي تتمتع بها بلادنا؛ وهو أن لوطننا موقعاً جغرافياً استراتيجياً، فالمملكة هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث. وهذه العوامل الثلاثة هي مرتكزات رؤيتنا التي نستشرف آفاقها، ونرسم ملامحها معاً. من هنا فلا غرو أن يبدي العالم إعجابه بهذه القيادة الفذّة التي انطلقت في عملية التغيير والتحديث والعصرنة والسباق في مضمار التقدم بلا توقّف أو تراخٍ أو إبطاء؛ فالطموح كبير والهِمّة العالية لا يخبو شغفها ولا يستكين. مشروعات وإنجازات تترى ولا تني تحقُّقاً وإثماراً في كل شبر من هذه الأرض الشامخة بقيادتها وعراقتها وإنسانها وتاريخها الضارب عمقاً وتجذّراً وأصالة. ولعل هذا ما يجعل قيادتنا تباهي بهذا الإنسان وكفاحه مع قيادته في كل مراحل التأسيس حتى توتيد وتوطين وترسيخ وجوده الحضاري والسياسي والتاريخي على مر العقود. وهذا يجعلنا نتفهّم ونعي مقولة خادم الحرمين الشريفين حين قال بعزم أكيد لا يلين: "هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك".