أثلج الصدر، وسر الخاطر، ورسم الرضا في قلوب الشعب وصنع الفرحة على الوجوه ما أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء لتتظرز صفحاته الذهبية الناصعة في خدمة الوطن والدين والمليك بهذه الثقة الغالية الكريمة. والأمير نايف بن عبدالعزيز علم بارز في تاريخ الوطن وحاضره على تفوق الجد في ساحات العمل الوطني الدؤوب وعلو الاجتهاد ونجاح النوايا الحسنة في تحقيق الطموحات الوطنية الصائبة، فقد تقلد سمو الأمير نايف مناصب عدة ومسؤوليات كبرى على مدى فترة زاهية في تاريخنا الوطني المجيد، وكانت حافلة بالعطاءات وزاخرة بالإنجازات ما يجعلنا ننظر بعين الإكبار لسموه الكريم، ذلك الحازم الحكيم والصبور المستنير الذي ما فتئ يتعامل مع الجميع برؤية وحكمة وحنو ولطف يستمع للآخرين ثم يفيض عليهم من أنوار رأيه وسديد فكره يتعلم منه الجميع الاحاطة بالأمور ثم الحكم عليها وجمع التصورات حول مختلف القضايا ثم بث القناعات حولها. إن سمو الأمير نايف مدرسة فريدة في الإدارة تجمع بين ما يعجز عنه الكثيرون من القادة والساسة والمفكرين ممن لم يتعلموا في مدرسة الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن «طيب الله ثراه»، ولم ينهلوا من مبادئه الحكيمة النيّرة، إن مدرسة الأمير نايف بن عبدالعزيز تستعين - بعد توفيق الله - بالكثير من المعارف والعلوم، وتجمع حولها أهل العلم والحزم والصلاح في تناغم عجيب، يعكس رغبته الأكيدة في الأخذ بالعلم وأسبابه في صياغة الأهداف الإدارية العليا، ولعل الأمن الذي تعيشه البلاد يشهد شهادة كبرى على مقدار العزم الذي تدرع به أمير الأمن في بلادنا، ولعله يشهد على حب هذا الأمير الموفق للذود عن حياض الوطن، والسهر على راحة أبنائه والحفاظ على ذرات ترابه إن منظومة الأمن في بلادنا وهي تتطرز بالعلم الحديث والتحديث والقوة والعقيدة هي نتاج لفضل الله علينا ثم حرص ولاة الأمر في بلادنا على أن يكون الأمن هو أهم الأولويات التي يجب أن تتحقق، وأن يحافظ عليها، وكان سمو الأمير نايف - دائماً - يضع هذه الحقيقة على درب منهجه العملي الدؤوب، ويوصي بها كل أبناء شعبه في كل الظروف التي مرت بها البلاد، ولا زال - حفظه الله- يؤكد على حقيقة الأمن الذي يكفل الحماية للعقيدة التي لا يساوم عليها أحد في بلادنا، وعلى الوطنية الحقة التي تسري في عروق هذا الشعب الأصيل. ولعلي في هذه المناسبة، ونحن نفرح بأمر خادم الحرمين الشريفين أشير إلى علاقة وثيقة، وصلة كبرى بين الأمير نايف بن عبدالعزيز والوسط العلمي بمختلف فئاته، هذه العلاقة التي عنوانها الكبير تشجيع العلم، والحرص على العلماء بتأييدهم وإبراز دورهم والاهتمام بما يكفل لمسيرة العلم ديمومتها وسيرورتها وفق ما اختطه ولاة الأمر في هذا الوطن من البقاء على ثوابت الدين، والحفاظ على ركائز العقيدة الصحية والأخذ بأسباب التحديث والتطوير، وإننا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نشعر كثيراً بدعم سموه الكبير المنطلق من حرصه الشديد على مسيرتها وعنايته بتفوقها، ومن علاقاته المتميزة بوسطها العلمي الرصين المتمثل في كوكبة من العلماء الأجلاء، والخبراء المتميزين والأكاديميين الناجحين وإن رعاية سمو الأمير نايف لبرامج الجامعة المختلفة ومناشطها المتعددة وفعالياتها المستمرة، ودعمه المتواصل لكراسي البحث العلمية، إضافة إلى توجيهاته إلى القائمين على الجامعة بمزيد من العمل والنجاح والاستمرار في خدمة الوطن عبر الجامعة التي تمثل محضناً مهماً من أهم محاضن العلم في بلادنا العزيز، إن هذه الرعاية والحرص يعكسان رؤيته الصادقة في تأكيد الأمن في بلادنا فالعلم هو أهم الطرق في ترسيخ مبادئ الأمن في نفوس المواطنين، وهم أهم دروع الوطن في مواجهة الآفات الطارئة على بلادنا التي تقتضي منا مواجهتها بحزم وعلم كما يوجه بذلك دوماً سمو الأمير، وتشهد به جملة من الأوسمة والوشاحات والشهادات التقديرية التي نالها من مختلف أنحاء العالم، ومن مراكز علمية مرموقة. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حريص أشد الحرص على كل ما هو نافع للبلاد، ومحقق لنهضتها، داعم لبنائها في مختلف المناحي، وإن تعيين سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء يأتي في سياق هذا الحرص الذي تعوده أبناء الوطن من خادم الحرمين الشريفين، الملك الصالح الذي جعل العقيدة والوطن وسط عينيه، وفي سويداء قلبه، وذاد عنهما بكل ما وسعه من جهد مستعيناً بالله تعالى، ثم بالتفاف شعبه من حوله، وإن قلوبنا نحن المواطنين تخفق بالولاء له ولولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهي تدعو الله في صدق واخلاص أن يعين سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على القيام بأعباء المسؤولية، وأن يجعل التوفيق حليفه الدائم، وأن يحفظ به أمننا، وأن يديم به عزنا. ٭ مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية