حققت الجزائر بداية مخيبة في حملة الدفاع عن لقبها في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقامة في الكاميرون، بسقوطها في فخ التعادل السلبي أمام سيراليون المتواضعة، في حين منيت مصر، حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية، بخسارة نادرة في دور المجموعات بسقوطها أمام نيجيريا. وقدّمت الجزائر مستوى متواضعًا في الشوط الأول، تحسّن في الثاني دون إدراك الشباك في ظل تألق حارس مرمى سيراليون. وبرغم التعادل المخيّب، رفع "محاربو الصحراء" سلسلتهم إلى 35 مباراة تواليًا من دون خسارة، وهو رقم قياسي لمنتخب إفريقي بفارق مباراتين عن الرقم العالمي لإيطاليا (37)، حيث بدؤوا هذه السلسلة المذهلة بالفوز على مضيفتهم توغو 4-1 في نوفمبر 2018. ومني المنتخب المصري، أحد المرشحين لإحراز اللقب، بأول خسارة له في دور المجموعات من كأس أمم إفريقيا منذ 18 عامًا، بسقوطه أمام نظيره النيجيري صفر-1 في غاروا ضمن افتتاح منافسات المجموعة الرابعة. وسجل مهاجم ليستر سيتي الانكليزي، كيليشي ايهياناتشو، هدف المباراة الوحيد عندما وصلته الكرة داخل المنطقة فسيطر عليها وأطلقها بيسراه على الطاير لتعانق الشباك في الدقيقة 30. وتعود الخسارة الأخيرة للمنتخب المصري في الدور الاول الى نسخة عام 2004 في تونس عندما سقط امام نظيره الجزائري 1-2. ومنذ تلك الهزيمة، لم تخسر مصر في 16 مباراة تواليًا (12 فوزًا و4 تعادلات) قبل مباراة نيجيريا. ويحمل "الفراعنة" الرقم القياسي برصيد سبعة ألقاب آخرها عام 2010 في أنغولا، عندما توّجوا مرة ثالثة توالياً (2006 في مصر و2008 في غانا). كان المنتخب النيجيري الافضل والاكثر خطورة على مرمى محمد الشناوي بفضل تحركات ايهياناتشو والجناح المزعج موزيس سايمون. في المقابل، قدم المنتخب المصري أداء مخيبًا اتسم بالبطء الشديد وسوء التمرير، وكان نجمه محمد صلاح معزولا في خط المقدمة وسنحت له فرصة وحيدة عندما وصلته الكرة من البديل احمد سيد "زيزو" لكنه سددها ضعيفة باتجاه الحارس مادوكا اوكوي (70). وتلقى المنتخب المصري ضربة مبكرة بإصابة ظهيره الايمن أكرم توفيق وحل بدلا منه محمد عبد المنعم بعد مرور 12 دقيقة. وانتهى لقاء السودان مع غينيا بيساو بالتعادل السلبي في مباراة شهدت إهدار لاعب الأخير جوديلسون "بيليه" غوميش ركلة جزاء تصدى لها حارس السودان علي أبو عشرين في الدقيقة 79. وفي مباراة منتظرة تقام مساء اليوم الخميس تبحث الكاميرون المضيفة عن خطف بطاقة تأهل مبكرة إلى دور ال16 من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، عندما تواجه إثيوبيا على ملعب أوليمبي في العاصمة ياوندي. وتصدّر منتخب "الأسود غير المروّضة" المجموعة الأولى، بعدما قلب تأخره أمام بوركينا فاسو إلى فوز 2-1، بنفس عدد نقاط الرأس الأخضر الفائز على إثيوبيا 1-صفر. وبحال فوز المنتخب المضيف ورفع رصيده إلى ست نقاط، ستكون طريقه معبّدة نحو دور ال16، علماً أن بطل ووصيف المجموعات الست يضمن العبور مع أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث. وستحاول الكاميرون أن تنهي الدور الأول متصدر لمجموعتها، كي تلاقي أحد المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في ثمن النهائي. واستهلت الكاميرون مشوارها نحو اللقب السادس في تاريخها بعد أعوام 1984 و1988 و2000 و2002 و2017، بقلب الطاولة على بوركينا فاسو بثنائية لمهاجم النصر السعودي فنسان أبو بكر من ركلتي جزاء 2-1. في المقابل، تخوض إثيوبيا المواجهة الثانية بعد أن خاضت تقريباً كامل مباراتها ضد الرأس الأخضر بعشرة لاعبين، بعد طرد المدافع ياريد بايي في الدقيقة 12. وظهرت إثيوبيا، أحد أربعة مؤسسين للاتحاد الإفريقي لكرة القدم في 1956 وبطلة القارة في 1962، سبع مرات توالياً منذ انطلاق النهائيات القارية حتى العام 1970، لكن هذه مشاركتها الرابعة فقط مذذاك الوقت والأولى منذ 2013 عندما ودّعت دور المجموعات. وفيما كانت ترشيحات صدارة المجموعة ووصافتها تصب في مصلحة الكاميرون وبوركينا فاسو قبل انطلاق البطولة، تأمل الأخيرة في التعويض عندما تلاقي الرأس الأخضر الباحث عن تحقيق مفاجأة بدوره والتأهل إلى الأدوار الاقصائية. غاب عن منتخب بوركينا فاسو خمسة لاعبين وثلاثة إداريين في مباراة الكاميرون بسبب الإصابة بفيروس كورونا، وبرغم ذلك تقدموا بهدف فابريس سانغاريه، قبل تلقي ركلتي جزاء. ويخوض "الخيول" نهائيات أمم إفريقيا بمعنويات جيدّة بعد تعادلهم مرّتين مع الجزائر بطلة القارة في تصفيات كأس العالم 2022. وكانت بوركينا فاسو استضافت نسخة 1998 وحلّت رابعة، ثم حلّت وصيفة في نسخة جنوب إفريقيا 2013 وثالثة في الغابون 2017، في أبرز نتائج الدولة التي كانت تلعب سابقاً تحت اسم فولتا العليا. في المقابل، يبحث منتخب الرأس الأخضر "القروش الزرقاء" في مشاركته الثالثة في العرس القاري عن تحقيق فوزه الثاني بعد الأول على إثيوبيا الذي حمل توقيع مهاجم الفيصلي السعودي جوليو تافاريس في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع من الشوط الأول. ويشارك منتخب الأرخبيل الصغير المؤلف من عشر جزر بركانية والواقع في المحيط الأطلسي غربي القارة بعدد سكان يبلغ نحو نصف مليون نسمة، للمرة الثالثة بعد بلوغه ربع النهائي في مشاركته الأولى عام 2013 ثم خروجه بفارق الأهداف من دور المجموعات في 2015. منتخب الكاميرون يسعى للتأهل المبكر