في اجتماع إداري تطويري للمنظمة بدأ أحد المشاركين في الاجتماع مداخلته تعليقاً على زميله: أتحفظ على ما قاله الزميل.. إلخ، تدخل رئيس الاجتماع وقال: ليتك لا تستخدم كلمة (أتحفظ) فنحن في اجتماع عمل وليس طرح أفكار أو توصيات للتصويت. في الحوار في أي مجال تضفي لغة الحوار الراقية طابعاً جمالياً جاذباً للمتلقي إضافة إلى كونها تقود الحوار إلى نتيجة وليس إلى جدل عقيم أو تجاذبات شخصية لا فائدة منها إلا للتسلية. في الحوار الإيجابي سوف يسمع المتلقي عبارات مثل: أتفق مع الزميل الأستاذ في كثير من النقاط التي ذكرها، أما النقطة... فلي فيها رأي آخر، وسوف يسمع من يقول: أشار الأستاذ... إلى نقاط مهمة ولعله لم يتذكر نقطة أخرى ذات أهمية بالغة تتمثل في... إلخ، أو: لا شك أن زميلنا الأستاذ... له خبرة في الموضوع المطروح، وهذا لا يمنع من الإشارة إلى دراسة حديثة جاءت بنتائج مخالفة. أما الحوار السلبي فيتضمن عبارات مثل: الحقيقة لا أدري من أين يأتي الأخ بآرائه السطحية، أو: يبدو أن الأخ ينقل معلومات لا يتحقق من مصداقيتها ولا يدرك مغزاها، أو: يا أخي، أنت غير مؤهل لهذا النقاش. في الحوار السلبي يحاول المحاور الانتصار لنفسه وليس المشاركة في الوصول إلى الحقيقة. يتحول الحوار معركةً شخصية بين أشخاص تتاح لهم فرص الحوار ليكونوا قدوة في الموضوعية والإثراء المعرفي وضبط الانفعالات لكنهم يفشلون في استثمار هذه الفرص بطريقة إيجابية. المتلقي يستمع ويشاهد ويقرأ تلك الحوارات السلبية في المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والرياضية ويندهش من استخدام لغة هابطة وعبارات غير لائقة تصدر من أشخاص يفترض أنهم قدوة في أدبيات الحوار. الأدب في الحوار ولغة الحوار تعبر عن شخصية الإنسان وأخلاقه ودوافعه بأنه يشارك في الحوار بهدف الوصول إلى الحقيقة أو الرأي الصحيح وليس الانتصار لنفسه على الآخرين. سؤال المقال، هل يتم تدريب الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات على اكتساب مهارات الحوار ولغة الحوار وآداب الحوار؟