كم يقربنا الفن من معرفة حضارات الشعوب، فالفن التشكيلي بلا شك هو جسر ثقافي له الأهمية الكبرى التي تطلعنا على عراقة الشعوب وحضاراتها وأصالتها وعاداتها وتقاليدها، وفي هذا السياق جاء معرض أقامته السفارة الفلبينية برعاية سعادة سفير الفلبين بالمملكة العربية السعودية عدنان في ألونتو وحرمه وبحضور عدد من السفراء ورجال الأعمال بالمملكة والذي أقامته السفارة بقصر الثقافة بالحي الدبلوماسي بالرياض مؤخراً؛ ليمدنا بجرعات معرفية تطلعنا على حضارة جمهورية الفلبين وتأثر الفنانة التشكيلية الفلبينية وانعكاس مجتمعنا عليها بالمملكة. المعرض شارك به ثماني فنانات هن: Leslie Fistan,Chelsea Ambray,Danielle Badono,Vinca Caigtingm,Erika Caiz,Christine Dimaculangan,Iris Yvonne,Stefi Laron وحمل عنوان: (Kulay Pinay) وتعني مراحل المرأة الفلبينية ليستعرض لنا أنواع واتجاهات مختلفة لها مدلول يثبت بأن الفن متصل بطبيعة الفنان ومناهجه الخاصة في التعبير عن أحاسيسه ومشاعرة فعلى سبيل المثال لا الحصر: تنوعت مواضيع الفنانة فيستان بين لوحات تمثل الزي التقليدي لمجتمعها كموروث ثقافي يعكس أصالة نساء وطنها وأخرى استخدمت بها مواد مختلفة مع كولاج كان موضوعها كائنات أعماق البحر. الفنانة تشيلسي أبدعت في لوحة رسمتها لامرأة مشهورة في وطنها ما زالت على قيد الحياة وقد تجاوز عمرها المئة عام امرأة تخصصها رسم (التاتو) بمواد طبيعية وبدائية من عصير ليمون وفحم مطحون واستخدام أغصان الشجرة نفسها كقلم للرسم مما يعكس لنا مدى وعي فكر الفنانة وتفسير ما هيتها ودوافعها وأهدافها. الفنانة كريستين قدمت لوحة لأربع نساء كل سيدة منهن تمثل الوظيفة التي تعمل بها وتدل على كفاح المرأة الفلبينية العاملة. الفنانة أيرس مثلت مواضيعها المرأة الفلبينية العاملة في الحقول بلوحات شكلت البيئة الطبيعية لوطنها والأدوات المستخدمة في الحقول بصياغة جمالية فريدة تنقل خيال المتلقي ليستمتع بجمال المكان والزمان. ولعل الفنانة فينسا برؤيتها وتأملها للحياة جاءت أعمالها مختلفة فقد مثلت الحياة أو المرأة كالزهور بلوحة تحتوي على جسد إنسان ورأسها زهور فرؤيتها السريالية تشير إلى أن الإنسان يمر بمراحل كالنبات برحيقه ورونقه يذبل في نهاية حياته. وغيرها من لوحات لا تتسع المساحة لاستعراض جميعها هنا فهكذا نجد معرض (ألوان نسائية) وقد اتسم بالتميز والخصوصية تجعل المتلقي وكأنه ينظر من خلال نافذة أعدها الفنان ويشاركه معه بمشاعره ويطلعه على تقاليد موروثه وثقافته. والجدير بالذكر أن بعض الأعمال قد احتوت على لوحات تمثل البيئة السعودية أغلبها تناولت جمال الإبل والخيول في الصحراء والأزياء التراثية النسائية في المملكة. كان لحرم السفير الفلبيني السيدة (Jo) جوي عظيم الأثر في دعم الحركة التشكيلية النسائية الفلبينية وإبراز دور المرأة بها فقد أضحت المملكة منارة ثقافية تحتضن جميع المبدعين من مختلف دول العالم مما يؤكد على دور الفن، وأهمية احتضان مثل هذه المعارض في وطننا الغالي فالفن هنا لم يقدم رؤية حسية وجمالية فقط بل يثري اهتمام العامة من الناس ويوسع مداركهم فالفن هو اللغة المشتركة والحوار الحضاري بين شعوب العالم نستطيع التعرف على مختلف حضاراته وتطوره من خلال مشاهدته. من أعمال الفنانة فينسا جانب من أعمال المعرض من أعمال كريستين