بهدف نشر رسالة السعودية القائمة على التعايش والتسامح والحوار، نظمت جمعية الثقافة والفنون بالرياض أخيرا معرضا تشكيليا بعنوان «اندماج الحضارات» ضم تشكيليات من 15 دولة عربية وأجنبية في مركز الملك فهد الثقافي، انطلاقا من أن الرسم والفن لغة توحد الشعوب. وجاء المعرض بمبادرة من الرسامة السعودية علياء الدقس، التي قالت ل«الحياة» إن المعرض «يحمل سارية السعودية عبر الفن»، موضحة أن شغفها الداخلي للفن منحها الفرصة لتستقي أصول الفن قبل أن تخط مسارها الفني وتعكس أحساسيها التي كرستها لدور المرأة في المجتمع السعودي وجعلتها حاضرة في لوحاتها. وأشارت الى أن رسالة السعودية التي تؤكد على التعايش والحب والتسامح والانفتاح وتقبل الاختلافات «مهدت الطريق لإبداع الفنان السعودي» مشيرةً الى أن دراستها للغة الانكليزية والنقد الأدبي عززت من قدراتها على التعامل مع النقد الذاتي للوحة الفنية. وبينت الدقس أن المعرض يهدف الى نشر ثقافة المملكة الداعية للتسامح والحوار، لافتة الى أن المعرض ضم فنانات من 15 دولة تشمل السعودية، البوسنة، إندونيسيا، المكسيك، باكستان، أميركا، روسيا، اسبانيا، سورية، اليمن، تركياوكينيا لعرض لوحاتهن تحت سقف واحد في معرض «اندماج الحضارات». وقالت: «ما زلت أبحث عن المزيد من الدول الصديقة للمملكة لضمها لأيقونتنا التشكيلية البعيدة عن الفئوية الضيقة تحت مظلة الرسم للجميع، اذ عرضنا أربعة معارض سابقاً وكانت انطلاقتنا الأولى من مقر السفارة الفرنسية بالرياض عام 2015، مشيرةً الى أنها تشارك في المعرض التشكيلي الحالي بلوحتين «عيون من البادية»: المشبعة بالنخوة العربية التي توارثناها عن الأجداد. و«انطلاق»: وهي لوحة زيتية لفرس عربية أصيلة منطلقة بحماسة وعزم لتخط المستقبل بعيون مطمئنة واثقة. من ناحية، عبر المعرض عن بانوراما فنية كشفت تنوعا في التجارب وقدمت للمتلقي ثراء بصريا قلما يتوافر في معرض واحد. ووفر المعرض للمتلقي نزهة فريدة في ألوان متنافرة ومنسجمة في آن، في حالات مختلفة، وزوايا لالتقاط تفاصيل الموضوع. وأجمع الفنانات، من ناحية أخرى، على أهمية المعرض وما تضمنه من أعمال لفنانات سعوديات وعربيات وأجنبيات، واعتبرنها فرصة نادرة لتقديم أنفسهن وأعمالهن. وقالت الفنانة السعودية حمدة العويني إنها ركزت على المرأة السعودية في كثير من لوحاتها، «بخاصة أن المرأة في المملكة مقبلة على مرحلة جديدة من النجاحات ضمن رؤية المملكة 2030». في حين رأت الفنانة المصري نشوى فتحي عزام أن الفن «يمنحنا فرصة لتقاسم الفرح»، مشيرة إلى أنها تشارك بلوحة «عازفة البيانو». الفنانة المكسيكية اريكا اسنسيو ترى أن معرض «اندماج الحضارات» علامة مفصلية في تاريخها الفني وأنها مدينة للمملكة التي منحتها الفرصة الذهبية. وأوضحت الباكستانية نائلة أبرار أنها تعشق تفتح الأزهار في الطبيعة الحرة، وتعابير الوجوه البشرية، الباسمة وعيون الجمهور يستقرأ ويستنطق اللوحات. أما الفنانة البوسنية ألما ساراك فبينت أنها قبل وصولها للرياض عرضت لوحاتها في مدينة بيرسبين الاسترالية، من خلال معارض فردية وأخرى جماعية، كما سبق لها تنفيذ معارض في اندونيسيا وماليزيا وكرواتيا، مشيرةً الى أنه منذ تخرجها في كلية الفنون الجميلة تأثرت بثقافة الشعوب، وألوان الأماكن التي تزورها، ما أسهم بجمع الفن المعاصر والكلاسيكي في لوحاتها. ا لفنانة الباكستانية نائلة أبرار أوضحت أنها تحترف الرسم التشكيلي منذ 30 عاماً، وأنها مارست صنوف الرسم كافة باستخدام الرسم بالزيت أو الكريك أو الباستيل والحرير، وقدمت ورشة في أميركا عن فن استخدام الحرير في الرسم، لافتة الى أنها عشقت تفتح الأزهار في الطبيعة الحرة، وتعابير الوجوه البشرية، الباسمة وعيون الجمهور يستقرأ ويستنطق اللوحات. في حين ذكرت الفنانة الصينية عائشة ون أنها ولدت في الصين لكنها عشقت طبيعة السعودية منذ وصولها إليها منذ ثمانية أعوام، وأنها حاولت بمشاهداتها المجردة تذوق صحراء السعودية عبر فن الريشة، «لأن السعودية كنز بشري وثقافي يستلهم منها الفنان فلسفة صمت الصحراء». وقالت الكينية كارين ماريا جيماس: «لوحاتي تجسد نمط الحياة بين قبائل افريقيا بخاصة كينيا، على رغم أن عيشي في المدينة أفقدني الكثير من جماليات القبيلة، ودوماً أعمالي الفنية تطرح تساؤلات وتطرح اجابات، وأحكي قصتي واستنتاجاتي من خلال تعابير اللوحات». من ناحية، أوضحت الفنانة الروسية اكتاتيرنا ابراهيم أنها تعلمت الفن التشكيلي بجهود ذاتية، واستلهمت الكثير من مفردات لوحاتها خلال عيشها في السعودية منذ عشرة أعوام، اذ عشقت الفن الاسلامي «الذي يأسر العقول والقلوب والعيون». وبينت أن الفن الاسلامي «جمع المنطق والتناسق والتطور الفكري والذهني».