بادر عدد من الفنانات التشكيليات بعسير، لعرض لوحاتهن الفنية في المراكز الطبية والمستشفيات والمستوصفات بهدف المعالجة والترويح عن المرضى عبر تأملها واكتشاف مضامينها الجمالية والفنية الهادئة. نشأت الفكرة من خلال تصور أحد مديري المراكز الطبية الخاصة، بإحداث مشروع لخدمة المجتمع ويستهدف المرأة بدعمها سواء بالتعليم أو التدريب ومن ثم التوظيف، وعرض اللوحات الفنية هو جزء من هذا المشروع، وخلق هذا تعاونا بين المركز الطبي بفروعه والفنانات التشكيليات، كالفنانة التشكيلية فدوى الشهري التي قالت عن خصائص هذا المشروع في حديث إلى" الوطن ": عرض اللوحة الفنية في مستشفى أو مركز طبي له جمالية وإحساس معين يدخل على نفوس وأرواح المرضى والزوار، فهي تبعث الأمل والشعور بالتفاؤل بحياة أجمل وصحة أفضل، تلامس نفسية المريض المتألمة وتعود عليه بالراحة والاطمئنان. وأشارت إلى أن لوحاتها غالبا ما تحكي الطبيعة والتراث، كتجسيد التراث الحجازي الغني بالتصاوير القديمة لأحياء وأفنية وأزقة للمنازل القديمة والحارة القديمة، التي أخذت في الاندثار، أما الطبيعة فإن في تصوير الورود بأنواعها وبمختلف المدارس التشكيلية ما يعطي قيمة وجمالية للوحة، وفي رسم الشخوص على الطريقة السريالية أو التجريدية ما يجذب المتذوق ويسحره. وعن فكرة انطلاقة هذه الخطوة الأولى والتعاون ما بين الفنانات التشكيليات والمراكز الطبية قالت: " هذا النوع من العرض جديد بمنطقة عسير، فعرض لوحاتي سواء بمدينة أبها أو خميس مشيط جاء بغرض علاج المرضى، إضافة إلى إمتاع الزوار من متذوقين ومثقفين وفنانيين، وهي خطوة رائعة أتنبأ لها بالاستمرار والتبني من قبل فنانين آخرين في الفترة القادمة، ولأنه اكتشف مؤخرا أن اللوحات الفنية سبب في علاج بعض المرضى من أمراضهم النفسية، وهو أمر منتشر ومعروف في الخارج". وحول طريقة عرض اللوحات في المستشفيات والمراكز الطبية قالت: " يتم اختيار اللوحات بالاعتماد على ألوانها ودراجتها وأقربها لملامسة النفس وأخذها إلى جو من الراحة، لتنعكس على المتلقي بمشاعر داخلية كالتطلع للمستقبل والوصول إلى الشفاء التام". وعن رأيها حول تفاعل المجتمع مع هذه الفكرة قالت: " نحن في مجتمع لا يقدر كثيراً قيمة اللوحة التشكيلية والفن التشكيلي بالعموم، فهو لا يشعر به أو بوجوده وأثره. فنحن لا نجد أي شكل من الملاحظة بالرأي أو التقييم أو الانتقاد أو المتابعة لكل ما هو جديد في الفن التشكيلي، وربما أن هذه الخطوة تجذب الزائر ناحية الالتفات إليه، خاصة في أوقات الانتظار التي تكون في المستشفيات والمراكز الطبية، وقد تدفع المهتمين والمبتدئين إلى مزيد من الاهتمام والتعاطي المثمر مع الفن التشكيلي". وأفصحت فدوى الشهري عن هدف آخر من عرض اللوحات بالمستشفيات وهو تقديمها للزائر كسلعة فنية إن أعجبته ورغب في اقتنائها، قائلة" فنحن ننقل المعرض إلى المستشفى وأيضا إلى المنازل، ولكن هدفنا الرئيس هو التعريف وتقديم الفن التشكيلي إلى المجتمع، إضافة إلى معالجة المرضى والترويح عنهم".