في زمن مضى كانت الحياة في هذه الأرض طبيعية تقوم على التواصل والارتباط والتقارب في جميع أشكاله، إلى أن أصبحت الأرض على خبر انتشار وباء لا يُعرف له دواء قد يصيبها بالكثير من الكوارث وقد يكون هناك الكثير من الموت والمرض، انتقلت الأخبار حتى دب الرعب بين دول العالم وتنافرت الشعوب وعمت الفوضى، بين مرعوب يخاف الموت، ومتذاكٍ يعتقد بأنها مؤامرة، ولا مُبالي تعاطى مع الوباء بكل سخرية، كان هذا الوباء سبب ابتعاد العالم عن العالم، وسبب في العديد من المشكلات الاقتصادية في مختلف الدول، وسبب في حزن الكثير من الناس على من فقدوا، وسبب للعطالة والبطالة لإفلاس أو تذبذب مالي لدى بعض الشركات التي كانت مضطرة أن تستغني عن الكثيرين من الموظفين، حتى وقفت المملكة العربية السعودية وقفة جواد لا يأبه المخاطر، فكانت من سادات المعركة ضد الوباء طمأنت شعبها وحرصت على توفير العديد من البدائل بسبب ضياع بعض الفرص، وساعدت كل من تعسرت أوضاعه مادياً ومعنوياً، أقسمت على أن تجعل الشعب أهم ما لديها فكانت الأم التي سهرت لترعى المرضى وتطعم الجائع وتداوي المجروح وتوفر للبقية الباقية الحياة الآمنة، يوم يتخطى يوم حتى اعتاد المجتمع على ذلك الوباء وكأنه جزء لا يتجزء من حياته فهو بكل الأحوال لم يشعر بالخوف والرعب بسبب تقديم الدعم له من الدولة، إلى أن تم الإعلان عن لقاح لطالما كان أمنية العالم أجمع وكان بمثابة هدية لكل مواطن ومقيم سعودي للحفاظ على حياته، ها هي تلك الأيام تنقضي وقد يصبح كل ما مر به هذا العالم ذكرى تروى على مسامع الأجيال القادمة ولن يكون بطلها سوى دولة رفعت سيفها أمام كل ما يهدد شعبها، وبعد رفع الخطر وعودة المياه لمجاريها اكتشفنا أننا اعتدنا على عالم مليء بالوباء والأنظمة الصارمة بسبب كثرة النعم من حولنا وبأننا لم نشعر بأننا في خطر وذلك الفضل يرجع إلا كل من كان له دور بإقامة الرعاية الصحية والدعم المادي والنفسي لكل المتعثرين بسبب ذلك الوباء، ها هي الحياة تعود من جديد رغم من فقدنا ورغم الخسارات المتراكمة ورغم العيش في التباعد، تغلق التطبيقات وتفتح أبواب الحرمين، وتضاء الشوارع وتقلع الطائرات وتحتفل الأسر وتقام الأعياد وتبتهل المساجد وتعود الأعمال والمدارس، كل ما حدث ليس سوى محطة عبور لمستقبل مليء بالتقدم والعمران ما دمنا تحت راية التوحيد وأبناء لقيادة عظمى كتبت تاريخها من جديد لتتصدر العالم.