تصوير – خالد بن مرضاح في كل عام من شهر رمضان المبارك كانت المنطقة التاريخية في جدة تعج بمظاهر الحياة وبسطات الحلوى والبليلة والكبدة وحلوى ” زمان ” والمراجيح وغيرها من المظاهر الصميمة حيث كنت تسمع من بعيد نداء بائع البلية مرددا ” يا بليله بلبلوكي ” ولكن في هذه العام مع انتشار جائحة كورونا في العالم أجمع فقد غابت هذه السيناريوهات وحل محلها الصمت المطبق في ازقة وردهات حواري جدة القديمة. ويستذكر الزائرون لهذه المنطقة الأجواء الرمضانية ويقوم بسرد القصص على أبنائهم وأحفادهم مستشهدين بشوارعها وأزقتها التي تزيد عن 500 عام. أما في هذا العام فقد اختلف الوضع وأصبحت المنطقة التاريخية خالية من محبيها ومرتاديها وعاشقي بليلتها وكبدتها التي اعتادوا على تناولها كل عام بسبب فيروس كورونا الذي جعل هذه المنطقة التي لا تخلو من السائحين والمحبين خاوية على عروشها. ومن سوق الندى بدأت جولة “البلاد” التي ارتحلت عبر طرقات وازقة المنطقة التاريخية حاملة معها ذكريات الماضي الجميل ولم تشاهد سوى العتمة التي جعلت من أزقة المنطقة التاريخية الجميلة المليئة بالناس مكانا موحشا لم يعتد سكان جدة على مشاهدته طوال الأعوام الماضية. وعبر أحمد زايد عن حزنه الشديد عن عدم قدرته على الذهاب هذا العام إلى المنطقة التاريخية ليعيد ذكرياته الجميلة من خلال الجلوس وسط المنطقة التاريخية ومشاهدة الناس وهم يقومون بالتسوق وتناول الأطعمة الشعبية. حيث قال اعتدت كل عام على الذهاب إلى المنطقة التاريخية والجلوس لساعات طويلة مع أصدقائي نتبادل الحديث ونتسوق من أسواقها الشعبية ونتناول البلية والكبدة أما في هذا العام وبسبب جائحة كورونا الذي أصابت العالم كله لم يبقى لنا سوى أن نستذكر لحظاتنا الجميلة في هذه المنطقة وننتظر زوال الوباء عن وطننا والعالم اجمع وتعود حياتنا إلى طبيعتها. وقال عبد الإله مبارك بأن فيروس كورونا حرمنا من العادات الرمضانية التي تعودنا عليها في كل عام مشيرا إلى أن البليلة والكبدة في المنطقة التاريخية كانت من المظاهر الموسمية التقليدية. وبين خالد حسين بأنه اعتاد زيارة المنطقة التاريخية خاصة في شهر رمضان المبارك والتجول في أسواقها المعروفة باب شريف والندى وسوق العلوي وسوق باب مكة والتبضع من هناك، مضيفا بأن هذا العام كل شيء مختلف وفقدنا نكهة رمضان في جدة التاريخية.