دخلت تدابير الإغلاق حيّز التنفيذ في سيدني الأحد، في مسعى لاحتواء موجة إصابات جديدة بفيروس كورونا ناجمة عن نسخة دلتا المتحوّرة الأكثر عدوى والتي تثير القلق حول العالم، وخصوصا في روسيا حيث أعلنت موسكو حصيلة يومية قياسية للوفيات جرّاء كوفيد. وباتت متحوّرة دلتا، التي رصدت أول مرة في الهند في إبريل، منتشرة في 85 بلدا على الأقل، بحسب منظمة الصحة العالمية، ما يزيد المخاوف من موجات جديدة من الوباء الذي أودى بأربعة ملايين شخص حتى الآن رغم حملات التطعيم. وكانت البرتغال أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن بأن المتحوّرة باتت منتشرة في أوساط سكانها. كما تنتشر دلتا في بريطانياوجنوب إفريقيا فيما تنسب إليها حاليا ما بين 9 - 10 في المئة من إصابات كوفيد المسجّلة في فرنسا. وأعلنت موسكو الأحد، عددا قياسيا من الوفيات جرّاء كوفيد في الساعات ال24 الأخيرة إذ سجّلت 144 وفاة خلال 24 ساعة. وسجّلت سان بطرسبرغ، ثاني المدن الروسية والتي تستضيف مباريات ضمن بطولة أمم أوروبا 2020، 106 وفيات الأحد بعد يوم من تسجيلها حصيلة يومية قياسية للوفيات. وأعلنت روسيا، المتضررة بشدّة جرّاء دلتا، 20538 إصابة جديدة الأحد، بعد يوم من تسجيلها حصيلة قياسية للإصابات منذ يناير. وارتفع معدّل انتقال العدوى بنسبة 25 في المئة الأسبوع الحالي مقارنة بالأسبوع السابق، فيما ارتفعت حصيلة الوفيات المسجّلة رسميا بنسبة 33 في المئة. أما في أستراليا، بعدما صدرت أوامر الجمعة بإغلاق أربعة أحياء وسط سيدني، قررت السلطات توسيع رقعة الإغلاق السبت ليشمل أنحاء كبرى المدن الأسترالية والتي تعد خمسة ملايين نسمة لمدة أسبوعين. وبينما كانت أستراليا من بين البلدان التي تمكّنت من احتواء الوباء بشكل جيّد مع تسجيلها 910 وفيات فقط، في أوساط سكانها البالغ عددهم 25 مليونا، تواجه الحكومة انتقادات حاليا على خلفية بطء حملة التطعيم، إذ تم إعطاء نحو 7.2 ملايين جرعة فقط من اللقاحات فيما لم تحصل إلا نسبة ضئيلة من هؤلاء على الجرعتين. وعلى إثر ذلك، أعلنت نيوزيلندا السبت تعليق "الفقاعة الجوية"، التي تسمح بالسفر جوا من دون حجر مع أستراليا، وذلك لمدة ثلاثة أيام. وقال الوزير المكلف مكافحة كوفيد-19 في نيوزيلندا كريس هيبكينز: إن تعليق "الفقاعة الجوية" سيمنح المسؤولين وقتا للنظر في تدابير "لجعلها أكثر أمانا، مثل فحوص قبل مغادرة الرحلات الجوية" بين البلدين. في ظل الزيادة "الخطيرة والمقلقة" في انتقال العدوى بالمتحوّرة، ستفرض بنغلادش إغلاقا جديدا مشددا اعتبارا من الاثنين. كما أعلنت تايلند، عن قيود جديدة يبدأ تطبيقها اعتبارا من اليوم الاثنين ولمدة شهر في بانكوك وضواحيها لمواجهة موجة إصابات جديدة، تشمل إغلاق المطاعم ومواقع البناء. وفي البرتغال، تمثّل الإصابات بالمتحوّرة دلتا أكثر من 51 في المئة من الحالات الجديدة وأكثر من 70 في المئة من تلك المسجّلة في منطقة لشبونة. وقرر البلد الأوروبي، تشديد القيود في المناطق الأكثر تضررا مثل العاصمة حيث تم خفض ساعات العمل والقدرة الاستيعابية للمطاعم والمتاجر. وأما في جنوب إفريقيا، فتعد المتحوّرة دلتا أيضا وراء ارتفاع عدد الإصابات، وفق ما أفاد علماء، في وقت تخطط الحكومة لاتّخاذ إجراءات إضافية. وسجّل البلد الإفريقي 18762 إصابة جديدة بكوفيد-19 السبت، وهو أعلى عدد منذ يناير. وحذّر أحد أبرز خبراء الفيروسات في جنوب إفريقيا توليو دي أوليفييرا "ندخل مرحلة وبائية متسارعة". وفي فرنسا، توفي مريضان أصيبا بالمتحورة دلتا في جنوب غرب البلاد فيما أعلنت الحكومة عن "خطة تحرّك فورية.. لتجنّب عودة انتشار الوباء". مع ذلك، تمضي دول أوروبية عدة قدما في تخفيف القيود. وفي هذا السياق، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الذي لعب دورا محوريا في خطة الحكومة للتعامل مع الوباء، استقالته السبت بعدما كشفت صحيفة بأنه خالف قواعد احتواء الفيروس. وفي ظل الضغوط التي تمارسها السلطات الروسية لإقناع السكان بتلقي اللقاح ضد فيروس كورونا، ظهرت أخيرا "سوق سوداء" لبيع شهادات تطعيم مزورة عبر الإنترنت يلجأ إليها البعض، خصوصا في ظل فرض إلزامية التلقيح في بعض القطاعات. مع رفضه المطلق للرضوخ، حتى في ظل إلزامية التلقيح، وجد سيرغي وهو ثلاثيني مقيم في منطقة كراسنودار على الإنترنت بائعا لشهادات التطعيم، فأرسل له معلوماته الشخصية عبر تطبيق "تلغرام" المشفر وحوّل له مبلغ 15 ألف روبل (208 دولارات). وبعد ثلاثة أسابيع، لاحظ سيرغي الذي طلب عدم كشف كامل هويته، أن صفحة الإدارة الروسية للتلقيح عبر الإنترنت تحوي شهادة التطعيم التي اشتراها وتفيد بأنه تلقى جرعتين من لقاح "سبوتنيك في" الروسي. ورغم تأكيد فعالية اللقاح الروسي منذ المصادقة المبكرة عليه في أغسطس الفائت، يرفض روس كثر تلقي اللقاح. وبعد ستة أشهر من إطلاق الحملة، لا تتعدى نسبة الأشخاص المطعمين من السكان 14 %. من جهة أخرى ذكر وزير الصحة البريطاني الجديد، ساجد جاويد أن أولويته القصوى هي القضاء على جائحة فيروس كورونا وإعادة البلاد إلى وضعها الطبيعي، طبقا لما ذكرته وكالة "بلومبرج" للأنباء أمس الأحد.