مجد تليد لا يُطال هُنا الهلال .. هُنا الهلال فخر الزعامة والرجال وطن السعادة والحياة.. أبت الحروف أن تنساق على هذه الأسطر قبل أن تبدأ بالكلمات الخالدة أعلاه فعندما ذكر مؤلفها أن الهلال مجد تليد لا يُطال فهو على حق، لما لا والهلال يسكن القمة منفردًا ب62 بطولة جعلته متسيدًا لأكبر قارات العالم. ولد الهلال في يوم الأربعاء 21 / 03 / 1377ه الموافق 16 / 10 / 1957م واستطاع بقيادة وحنكة شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - في تعزيز صفوفه وجلب الخبرات الفنية والكفاءات الإدارية بحثًا عن النجاح وتحقيق البطولات، ولم يكن الهلال منكفئًا على نفسه في نطاق جغرافيته على مستوى أعضاء إدارته ولاعبيه، بل كان منفتحًا على كافة مناطق المملكة مما ساعد ذلك في انتشار اسمه وعلو مكانته خلال مدة وجيزة ليصبح نادي الشعب الكبير. وخلال السنوات القليلة بعد التأسيس وتحديدا في يوم الجمعة 26 / 01 / 1962م استطاع الهلال وضع بصمته بإحرازه أول بطولة رسمية بعد تحقيقه بطولة كأس الملك بعد فوزه على شقيقه نادي الوحدة بنتيجة 3 - 2 بهاتريك تاريخي من النجم رجب خميس - رحمه الله - لتكون تلك البطولة باكورة ألقاب تُوج بها الهلال زعيمًا للأندية السعودية. وأتت اللحظة التاريخية والمحك الحقيقي للمنافسة الكروية ألا وهي انطلاقة بطولة الدوري الممتاز العام في نسخته الأولى أواخر العام 1396ه (موسم 1977م) ليحقق الهلال لقب تلك النسخة مسجلًا اسمه في سجل الأولويات بداية من هذا اللقب حتى تعاقبت أولوياته العديدة إلى وقتنا الحاضر. ازدادت شعبية الهلال على المستوى المحلي وأصبح يملك شعبية جارفة حتى وُلدت معها تلك العبارة الشهيرة في حارات الرياض قديمًا (يعيش الهلال) مما انعكس ذلك على نجومه وإداراته المتعاقبة حينها استشعروا حجم المسؤولية التي على عاتقهم وهي أن هذه الجماهير العاشقة لم يعد يُرضيها سوى الفوز والانتصارات، حتى تولدت لدى نجوم الفريق المتعاقبة رغبة جامحة في تحقيق البطولة تلو البطولة حتى أصبحت عادة هلالية. تجرأ الهلال ولم يكتف بما لديه من بطولات محلية وأصر على المضي قدما واضعًا زعامة القارة الصفراء نُصب عينيه فاجتاحت أمواجه المتلاطمة البطولة الآسيوية محققًا لقبه القاري الأول في العاصمة القطريةالدوحة من أمام العملاق الإيراني فريق الاستقلال بعد فوزه بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 1 - 1 وكان ذلك في العام 1991م، والجميل في هذه البطولة أيضًا أنها أتت تتويجًا للمسيرة المظفرة لشيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - الذي كان رئيسًا للهلال في تلك الفترة حيث تُعد البطولة الخارجية الأولى للهلال والتي مثل فيها بلاده المملكة العربية السعودية خير تمثيل وكان إنجاز الهلال هو باكورة إنجازات الكرة السعودية على المستوى الآسيوي، وبعدها سلك الزعيم العالمي طريقه نحو بطولات القارة الآسيوية حتى تزعم القارة بعدد قياسي من البطولات تبلغ سبعة ألقاب قارية كان آخرها لقب دوري أبطال آسيا عام 2019م (السابعة) أو كما يفضل الهلاليون تسميتها ب(موقعة سايتاما). هل غاب الهلال؟ هل تشبع الهلاليون؟ ليس كذلك، فبعد ارتقاء منصات الذهب طيلة السنوات الطويلة الماضية أبى الهلال ألا يقارع كبار أندية العالم فكان صاحب الأسبقية بالتأهل إلى كأس العالم للأندية في نسختين الأولى كانت في عام 2001م في إسبانيا والثانية في العام 2019م في قطر ومن (الملعب). لم يكتف الحوت الأزرق بزعامته المحلية والقارية بل كان الأكثر تحقيقًا للألقاب العربية بواقع أربعة كؤوس بمختلف المسميات (أبطال الدوري - أبطال الكأس - أندية النخبة). بعد هذه المسيرة الطويلة والحافلة بالإنجازات وكؤوس الذهب التي لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله أولا وأخيرًا ثم بعزيمة الرجال وتكاتفهم ووحدة الكلمة بقيادة (رجال على قلب رجّال) يحق لكم أيها الزعماء أن تفخروا وتفاخروا بفريقكم الذي أصبح يغرد خارج السرب وحيدًا، وعلى دروب المحبة والفرح نلتقي. هُنا الهلال .. هُنا الهلال في كل أرض يعزف المجد نشيدا ودماؤنا الزرقاء تهتف بالوريد يحيا الهلال .. يحيا الهلال.