أضحت سابك بالفعل وجه العملة الذهبية الأخرى لعملاق الطاقة، شركة أرامكو السعودية التي اتضح بأنها ترى من عملاق الصناعات الكيميائية بالعالم -شركة سابك- بعد استحواذ غالبية أسهمها، ليس كما يعتقد البعض مجرد ذراع لإحدى قطاعاتها، بل القلب النابض لروح الشركة في رحلتها التحولية الضخمة لأن تصبح ليس مجرد أكبر منتج مصدر للنفط الخام والغاز والمشتقات في العالم، بل لتصبح شركة الطاقة المتكاملة الأولى بالعالم الذي لن يتحقق دون تزعم الصناعة الكيميائية وبنفس المستوى من الهيمنة والريادة في صناعة النفط والغاز والتكرير. إذ إن أرامكو ربطت بالفعل أمر تحقيقها للنتائج المميزة جداً في العوائد والأرباح للربع الأول 2021 والذي شهد ارتفاع صافي الدخل ليصل إلى 81.44 مليار ريال ( 21.72 مليار دولار)، مقارنة مع 62.48 مليار ريال (16.66 مليار دولار) للفترة المماثلة العام الماضي، ربطت هذا الارتفاع بتوحيد نتائج أعمال شركة «سابك» ضمن قائمة الدخل الموحدة لأرامكو السعودية عن الربع الأول من عام 2021، قبل أن تعزي أرامكو أيضا هذا الارتفاع في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، وتحسن هوامش أرباح قطاع التكرير والمعالجة والتسويق ونتائج «سابك»، حسبما ذكرت قوائم الدخل الموحدة للربع الأول الماضي. وقالت أرامكو بأن لديها قطاعان كما في 31 مارس 2021 يتم التقرير عنهما، وهما قطاع التنقيب والإنتاج، وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، مع تجميع كافة وظائف الدعم الأخرى تحت قطاع الأعمال العامة. حيث تتضمن أنشطة قطاع التنقيب والإنتاج، النفط الخام والغاز الطبيعي والتنقيب عن سوائل الغاز الطبيعي، وتطوير وإنتاج الحقول. بينما تتضمن أنشطة قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، التي تشمل الآن عمليات سابك من تاريخ الاستحواذ، بشكل أساسي التكرير وتصنيع البتروكيميائيات والإمداد والتجارة والتوزيع وتوليد الطاقة والخدمات اللوجستية وتسويق النفط الخام، والخدمات ذات الصلة للعملاء العالميين والمحليين. وتتضمن أنشطة قطاع الأعمال العامة بشكل رئيس خدمات الدعم بما في ذلك الموارد البشرية والمالية وتقنية المعلومات التي لم يتم تخصيصها لقطاعي «التنقيب والإنتاج» و»التكرير والمعالجة والتسويق». وحيث تتم أسعار التحويل بين القطاعات التشغيلية وفقاً لشروط التعامل العادل وهي مماثلة للمعاملات مع أطراف أخرى. ومع ذلك يواصل قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية تركيزه على تعزيز التكامل وخلق فرص النمو عبر جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية. وبعد الإغلاق الناجح لصفقة (سابك)، يمثّل الربع الثالث من عام 2020م أول ربع كامل يتم فيه دمج البيانات المالية لسابك في نتائج أرامكو السعودية في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق. ويستمر التكامل مع (سابك) في التقدم ودفع استراتيجية التكرير والبتروكيميائيات قدما لإيجاد قيمة مضافة من خلال التكامل عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية. وقالت أرامكو: لقد أدى توحيد نتائج سابك إلى تعزيز الأرباح قبل الفوائد وضرائب الدخل والزكاة لقطاع التكرير والمعالجة والتسويق. وانخفضت النفقات الرأسمالية للربع الأول من عام 2021 بنسبة 15.05 %، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2020، من 6.900 ريال (1.840 دولار)، إلى 5.864 ريالا (1.564 دولارا). ويعزى هذا الانخفاض في المقام الأول إلى المشاريع التي اقترب إنجازها، وجهود التحسين التي يجرى تنفيذها على مستوى محفظة الأعمال، وقابله جزئي النفقات الرأسمالية لسابك. وتعتزم أرامكو السعودية مواصلة مسيرة التكامل الاستراتيجي بين قطاع التنقيب والإنتاج، وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق لتسهيل تسويق إنتاجها من النفط الخام بكميات أكبر من خلال شبكة الشركة من المصافي المحلية والعالمية المملوكة لها بالكامل والمنتسبة لها، مما يتيح لها تحقيق قيمة إضافية في دورة المنتج المتكاملة، وتوسيع قاعدة مصادر أرباحها، علاوة على اكتساب المرونة التي تمكنها من الصمود أمام تقلبات أسعار النفط الخام. ومثالا على ذلك، تدعم صفقة أرامكو السعودية باستحواذ غالبية حصة ملكية في سابك، في يونيو 2020، جهود التوسع الكبير في أنشطة الشركة في مجال التكرير والمعالجة والتسويق، ولا سيما في مجال المواد الكيميائية، وتوفر المختلط من النفط الخام، ومنتجات التكرير مزيدا من الفرص للشركة لتوريد اللقيم والغاز لتصنيع المنتجات البتروكيميائية. بالإضافة إلى ذلك، يوفر تكامل قطاعي التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية فرصة فريدة تتيح لها تأمين الطلب على النفط الخام عن طريق بيعه للمصافي المصممة خصيصا لمعالجة النفط الخام العربي على نحو اقتصادي. وعلاوة على ذلك، تواصل أرامكو الارتقاء بمستوى أعمالها التسويقية المحلية والعالمية لدعم المكانة التي يتمتع بها قطاع التنقيب والإنتاج في الشركة في المناطق الجغرافية المهمة ذات معدلات النمو المرتفعة، التي تشمل الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا، والتي تعد جزءا لا يتجزأ من استراتيجية أرامكو المتعلقة بأعمالها الحالية وتوسعاتها المستقبلية. وتعتزم أرامكو السعودية التوسع في أعمال الغاز، بهدف تلبية الطلب المحلي الكبير والمتزايد على الطاقة النظيفة منخفضة التكلفة من خلال زيادة الإنتاج والاستثمار في البنية التحتية الإضافية، علماً بأن هذا الطلب مدعوم بمتطلبات توليد الطاقة الكهربائية، وتحلية المياه، وإنتاج البتروكيميائيات، بالإضافة إلى صور الاستهلاك الصناعي الأخرى في المملكة. كما يوفر إنتاج أرامكو من الغاز، سوائل الغاز الطبيعي بما في ذلك الإيثان، والمكثفات، التي تكمل إنتاج النفط الخام، وتوفر اللقيم لقطاعي التكرير والبتروكيميائيات. وعلاوة على ذلك تسعى أرامكو مع مرور الوقت إلى تطوير مجموعة أعمال عالمية متكاملة في قطاع الغاز، وتتابع تقييم فرص الاستثمار المشتركة خارج المملكة في مشاريع الغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعي. دمج نتائج سابك ضمن قوائم أرامكو يرفع أرباحها أرامكو في طريقها لتطوير مجموعة أعمال عالمية متكاملة في قطاع الغاز