عقدت شركة أرامكو السعودية أمس الاثنين مؤتمراً عبر البث الصوتي الإلكتروني المباشر للإعلان عن نتائجها عن العام المالي 2020، بمشاركة رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين بن حسن الناصر، وكبار مسؤولي الشركة، وجمع من مستثمري الشركة العالميين والإعلام العالمي في مناقشة مفتوحة تركزت على الأداء المالي والتشغيلي المميز برغم ظروف العام الصعبة الاستثنائية التي لم يشهد لها مثيل في تاريخ الصناعة، مؤكدة "أرامكو" أنها أكبر شركة متكاملة للنفط والغاز في العالم، ويتولى قطاع التنقيب والإنتاج فيها مسؤولية إدارة ثروة الاحتياطيات الهيدروكربونية الفريدة التي حباها الله للمملكة، وتعكف على رفع معدلات الإنتاج وتحقيق أقصى قيمة على المدى البعيد. وأشارت أرامكو السعودية إلى أنها تدير قطاعًا متكاملًا من الناحية الاستراتيجية للتكرير والمعالجة والتسويق على الصعيد العالمي. وينصب تركيز الشركة على المحافظة على مكانتها الرائدة في قطاع التنقيب والإنتاج ومواصلة التكامل الاستراتيجي لأعمالها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق من أجل تأمين الطلب على نفطها الخام وتحقيق القيمة في جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية. وتناولت المناقشات السندات الاستثمارية المالية الدولية للشركة ونجاحها بإصدار سندات ممتازة غير مضمونة في الربع الأخير من عام 2020م، بما في ذلك حصول الشركة على أعلى طلب في التاريخ لسندات جديدة أُصدرت لأجلٍ مستقبلي مدته 50 عامًا. ورغم ظروف الجائحة وتأثيرها على الأسواق المالية حظي هذا البرنامج بإقبال استثنائي من المستثمرين العالميين بلغ 10 أضعاف حجم الإصدار الأساسي أو 187.5 مليار ريال (50 مليار دولار)، ما يدل على ثقة السوق في إستراتيجية أرامكو السعودية طويلة الأجل وأدائها في المستقبل. وبرهنت الشركة على مرونتها المالية القوية في أصعب فترة شهدها قطاع الطاقة، حيث تأثرت خلالها إيرادات القطاع بانخفاض شديد في أسعار النفط الخام وتراجع مبيعاته، وتدني هوامش الربح في أعمال التكرير والكيميائيات. وحققت الشركة أداء مالياً قوياً وتواصل المحافظة على قوة مركزها المالي، وكانت نسبة المديونية، كما في 31 ديسمبر 2020م، من بين أدنى المعدلات في قطاع الطاقة. وفي الوقت الراهن، فقد بلغ العائد على متوسط رأس المال المستخدم 13.2 % وهو الأعلى على مستوى قطاع الطاقة. ومن خلال برنامج رأس المال المرن والإدارة المالية الحكيمة، تمكنت الشركة من ضبط الإنفاق والتركيز على الفرص ذات العائد المرتفع. وبلغت النفقات الرأسمالية في عام 2020م، 101 مليار ريال (27 مليار دولار) مقارنة ب123 مليار ريال (33 مليار دولار) نتيجة تطبيق برامج تحسين الإنفاق وتعزيز كفاءته، والتي أسهمت في التوفير بشكلٍ كبير مقارنة بسياسات الإنفاق السابقة. كما تواصل الشركة تقييم نفقاتها الرأسمالية وبرامج تحسين الإنفاق وتعزيز كفاءته، وتتوقع أن تبلغ النفقات الرأسمالية لعام 2021م حوالي 131 مليار ريال (35 مليار دولار)، وهو أقل من برنامج الإنفاق الرأسمالي الاسترشادي السابق البالغ 150-169 مليار ريال (40-45 مليار دولار). وقالت أرامكو في معرض المناقشات حول السيولة: إنها تستخدم التدفقات النقدية الحرة لتقييم حجم النقد المتوفر لديها لأنشطة التمويل، بما في ذلك توزيعات الأرباح، وتعرّف الشركة التدفقات النقدية الحرة بأنها صافي النقد الناتج من أنشطة التشغيل بعد خصم النفقات الرأسمالية، وبلغت التدفقات النقدية الحرة 184,267 مليار ريال (49,137 مليار دولار) في عام 2020، مقارنة مع 293,647 مليار ريال (78,305 مليار دولار) في عام 2019، بانخفاض قدره 109,380 مليار ريال (29,168 مليار دولار)، أو ما نسبته 37 %. ويعزى ذلك في المقام الأول إلى انخفاض الأرباح في عام 2020، نتيجة انخفاض أسعار النفط الخام وحجم المبيعات، وانخفاض هوامش الأرباح في أعمال التكرير والكيميائيات. وقابل ذلك جزئياً الانخفاض في تسويات ضريبة الدخل والزكاة والضرائب الأخرى، وانخفاض النفقات الرأسمالية بفضل تنفيذ برنامج تحسين الإنفاق الرأسمالي وتعزيز كفاءته خلال العام. وفي التطورات اللاحقة لفترة صدور التقرير المالي لعام 2020، كشفت أرامكو أنه في 4 يناير 2021، استحوذت شركة سابك للمغذيات الزراعية، المعروفة سابقاً باسم شركة الأسمدة العربية السعودية "سافكو"، على 100 % من رأس المال المصدر لشركة سابك للاستثمار في المغذيات الزراعية "سائك" من شركة سابك مقابل أن تصدر شركة سافكو أسهم إضافية لسابك، ما أدى إلى زيادة ملكية سابك في شركة سافكو من 43 % إلى 50,1 %. وبموجب شروط المعاملة، قامت سابك بضخ 392 مليون ريال في شركة سانك قبل تحويلها إلى شركة سافكو وسيتطلب تعديل سعر الشراء اعتماداً على مستويات صافي رأس المال العامل وصافي النقد عند إتمام المعاملة. في وقت نجحت شركة أرامكو في 16 يونيو 2020، في استحواذها على حصة حقوق ملكية نسبتها 70 % في شركة "سابك" من صندوق الاستثمارات العامة، مقابل مبلغ وقدره 259,125 مليار ريال (69,100 مليار دولار) وهذا يعادل قيمة 123,39 ريالاً (32.90 دولاراً) للسهم. وبينت أرامكو أن سابك تعتبر شركة كيميائيات عالمية متنوعة، وتقوم بتصنيع منتجاتها على نطاق عالمي في الأميركيتين وأوروبا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتصنع منتجات مختلفة، بما في ذلك المواد الكيميائية والسلع والمواد البلاستيكية عالية الأداء والمنتجات المتخصصة والمغذيات الزراعية والمعادن. وشددت الشركة على تماشي الاستحواذ على حصة حقوق الملكية في سابك، مع إستراتيجية أرامكو السعودية طويلة المدى في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق لتنمية طاقتها الإنتاجية المتكاملة في التكرير والبتروكيميائيات وخلق قيمة من التكامل عبر سلسلة قيمة المواد الهيدروكربونية. ونتج عن هذه المعاملة حصول الشركة على السيطرة على سابك. وتقوم الشركة بالمحاسبة عن عمليات الاستحواذ على الشركات التابعة باستخدام طريقة الاستحواذ المحاسبية، بما في ذلك عمليات الاستحواذ التي تتم تحت سيطرة مشتركة ولها مضمون تجاري. وهذا يتطلب إثبات الموجودات المستحوذ عليها والمطلوبات التي تم الالتزام بها بالقيمة العادلة كما في تاريخ الاستحواذ. وقامت أرامكو بتعيين مقيم مستقل لغرض تحديد القيمة العادلة لموجودات ومطلوبات سابك كجزء من تخصيص سعر الشراء. ورداً على تساؤلات حول اتساع نطاق أعمال شركة أرامكو، أوضحت الشركة أنها تعمل في مجال البحث والتنقيب والحفر واستخراج المواد الهيدروكربونية التابعة لقطاع التنقيب والإنتاج، وفي معالجة تلك المواد وصنعها وتكريرها وتسويقها ضمن قطاع التكرير والمعالجة والتسويق. وتمتلك الشركة الحق الحصري لتسويق وتوزيع المواد الهيدروكربونية والمنتجات البترولية وغاز البترول المسال في المملكة إلى جانب الحق غير الحصري لتصنيع وتكرير ومعالجة الإنتاج وتسويق وبيع ونقل وتصدير هذا الإنتاج.