يعد تاريخ 25 إبريل أحد أبرز أيام الثورة العلمية في القرن العشرين، وقد تم اختياره للاحتفال سنوياً بذكرى اليوم الذي اكتشف فيه العلماء: جيمس واطسون، وفرانسيس كريك، وموريس ويلكنز، وروزاليندا فرانكلين وزملاؤهم النموذج المزدوج للحمض النووي DNA عام 1953 م، وهو يعد أيضا ذكرى لليوم الذي اكتمل فيه أحد أهم المشروعات المنجزة في تاريخ البشرية وهو مشروع الجينوم البشري عام 2003 م، والذي تمكن العلماء من خلاله من قراءة الشفرة الوراثية الخاصة بالإنسان بشكل كامل. أدى التوصل إلى هذين الاكتشافين إلى إحداث ثورة في الطب البشري والعلوم الوراثية ونقلها إلى مستوى متقدم في التشخيص والعلاج. وكذلك، ساهم في كشف أسرار الكثير من الأجزاء الغامضة علمياً والتي كانت مثارا للتساؤل الدائم عند العلماء. وتعد الثورة العلمية في العلوم الوراثية وتطبيقات التكنولوجيا الحيوية علامة مميزة على مدى تقدم الشعوب، لما تتطلبه من إمكانات علمية عالية وأبحاث متطورة وتجارب معملية تستغرق سنوات عديدة وتخضع لتقييم دقيق من عدة جهات مختصة، كما تخضع لقواعد وإرشادات وقوانين صارمة حرصاً على سلامة الإنسان والحيوان والبيئة. يعود تاريخ استخدام كلمة ثورة Revolution في العلوم إلى نيكولاس كوبرنيكوس (1473-1543) الذي استخدمه في عنوان كتابه المشهور (ثورة الأجرام الفلكية)؛ وقد نشر هذا الكتاب عام 1533م. وفي هذا الكتاب يكشف كوبرنيكوس عن أعظم ثورة فلكية في التاريخ إذ يبين بأن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية وليست الأرض كما كان الاعتقاد سائدا في عصره. وقد بيّن كوبرنيكوس بطريقة عبقرية أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس. وكانت هذه النظرية أكبر ثورة في تاريخ العلم والفلك في مختلف العصور. ارتبط مفهوم «الثورة» بمجالات مختلفة وخصوصاً مجاليّ السياسة والعلوم الإنسانية. لكن ماذا عن العلوم الطبيعية؟ كانت بداية الثورات العلمية في أوروبا في نهاية عصر النهضة واستمرت حتى آخر القرن الثامن عشر والذي عُرف بعصر التنوير، ويُعد التطور الحاصل في العلوم الطبيعية «ثورة» بحد ذاتها، حيث أدت الاكتشافات في الرياضيات والفيزياء وعلم الفلك والأحياء، والطب البشري والكيمياء إلى تغيير نظرة المجتمع حول الطبيعة والكون المحيط بهم، تقوم فكرة الثورة العلمية على مبدأ استخدام الأساليب العلمية لزيادة القدرة على حل مشكلة معينة، مما يسهم في التقدم العلمي وتأمين حياة أكثر رخاءً وتطوراً للناس، فعلى سبيل المثال، أدت الثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى وصول الإنسان إلى القمر في عام 1969م. كذلك، أسهمت هذه الثورة في تحقيق قفزات علمية ومخترعات نوعية هائلة، فأنتجت المذياع والتلفاز والحاسب والإنترنت والطائرة وغيرها من وسائل الاتصال والمواصلات التي جعلت العالم قرية واحدة صغيرة. وفي القرن العشرين أيضاً، الثورة العلمية في العلوم الذرية وإنتاج الطاقة النووية أوجدت بديلاً أساسياً للطاقة الناجمة عن الفحم والنفط. ومن جهة أخرى، أحدثت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي شهدها القرن العشرين طفرة هائلة في أساليب الإنتاج والخدمات، وأوجدت مجالات جديدة للتنافس والتطور، وأسهمت بصورة أساسية في الإسراع بمعدلات التنمية والتقدم والرفاهية في معظم أنحاء العالم. وختاماً، يقال إن «القرن التاسع عشر كان قرن العقل واليقين، أما القرن العشرين فهو قرن الشك والاحتمال»، ذلك لأن القرن التاسع عشر كان قرن الإيمان بالنظريات والمذاهب؛ أما القرن العشرين فهو قرن التمرد والثورة التعددية، ماذا عن القرن الواحد والعشرين إذن؟