تواصلت الاحتجاجات الشعبية في العديد من المناطق اللبنانية الثلاثاء بسبب الأوضاع المعيشية المتردية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية. وأقفل محتجون عددا من الطرقات في شرق لبنان وشماله وجنوبه وفي العاصمة بيروت، ونفذ عدد من المحتجين اعتصاماً أمام مصرف لبنان في الحمرا ببيروت منددين بالسياسات المالية. وفي مدينة صيدا، جنوبي لبنان، نفذ سائقو السيارات العمومية صباحا وقفة احتجاجية أمام مدخل السوق التجاري، نتيجة تردي أوضاعهم المعيشية والاقتصادية. وكانت محطات الوقود في كافة المناطق اللبنانية، امتنعت منذ أمس الاثنين عن بيع المحروقات ورفع بعضها الخراطيم، بسبب نفاد مادة البنزين. وجالت دوريات حماية المستهلك وعناصر من أمن الدولة اليوم على محطات المحروقات في عدد من المناطق لمراقبة الأسعار وقمع الاحتكار. كما أقدمت بعض المحال التجارية "السوبر ماركت" على إقفال أبوابها منذ يوم أمس الاثنين جراء ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية الذي سجل اليوم ارتفاعاً قياسياً جديداً حيث تخطى عتبة ال14 الف ليرة لبنانية للمرة الأولى، فيما السعر الرسمي للدولار يبلغ 5ر1507 ليرات لبنانية. ولم تتمكن الإجراءات التي اتخذتها السلطات اللبنانية من قيام القوى الأمنية بتوقيف عدد من الصرافين غير الشرعيين في مناطق مختلفة، والعمل على إقفال المنصات والمجموعات الإلكترونية التي تحدد أسعار الدولار تجاه الليرة اللبنانية، من لجم الارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية. وكانت احتجاجات شعبية انطلقت منذ بداية مارس الحالي بعد بلوغ سعر صرف الدولار عتبة ال10000 ليرة لبنانية، وشملت كافة المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب والشرق وجبل لبنان بالإضافة إلى العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية. وأدى ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بشكل جنوني وتدنّي القدرة الشرائية للمواطنين، حيث بات الحدّ الأدنى للأجور في لبنان أقل من 50 دولارا أميركيا.