خرج المدرب الروماني رازفان لوتشيسكو من الباب الكبير لزعيم آسيا الهلال، وذلك على الرغم من تراجع النتائج في الفترة الأخيرة وتراجع الشقردية عن الصدارة المكان المحبب لكل عشاقه. وجاء المشهد الأخير للجنرال رازفان المتوج بالألقاب القارية والمحلية مع الزعيم على مدار موسم ونصف غاية في الروعة، وقمة في الوفاء، بعد أن تذكرت جميع الأطراف بداية من المدرب واللاعبين، ووصولا إلى إدارة الهلال والجماهير كل ما هو جميل، لتنهمر دموع الوداع مع الوعد بلقاءات قادمة سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجة. كم هو جميل أن يكون العمل الاحترافي ممزوجا بروح الأسرة الواحدة، كم هو مبهج أن تتحمل إدارة الزعيم المسؤولية كاملة معترفة بما قدمه الجنرال لقلعة الزعيم من عمل مثمر، وأن الإقالة لا تبخس إنجازات كبير رومانيا كما يلقبه اللاعبون. ما قدمه الهلال لرازفان وما قدمه الأخير للزعيم لا يمكن أن يمحى وسيظل منقوشا في ذاكرة الشقردية مهما طال الزمن، ولا أبلغَ من كلمات رازفان الأخيرة: "الشيء الوحيد الذي سيظل في ذاكرتي هو التقدير الذي حظيت به من جميع الموجودين هنا"، هكذا هم الهلاليون، وهذا سر النجاح والتاريخ الذي لا يمكن أن يمحى لمجرد كبوة أو خسارة. تفاؤل بروجيرو تولي المدرب البرازيلي روجيرو ميكالي مسؤولية الإدارة الفنية للهلال ولو بشكل مؤقت قرار أجده صائبا، بعيدا عن إمكانات المدرب وعدم وجود إنجازات في مشواره التدريبي باستثناء لقب أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 مع منتخب شباب البرازيل، فإن التغيير الفني في صفوف الزعيم مهما كان البديل كان واجبا في الوقت الحالي بعد أن استنزف المدرب السابق رازفان كل ما يملكه من إمكانيات مع الهلال، كذلك فإن التبديل عامل نفسي قد يعود بالإيجاب على الفريق، أيضا فإن وجود ميكالي طوال الفترة الماضية بالقرب مع الفريق الهلالي وإدارة النادي بحكم عمله كمدرب لفريق الشباب بقلعة الزعيم خلق ثقة متبادلة بين الطرفين، والأهم أن إدارة الهلال ستكون أمام فرصة البحث عن مدرب جديد حال كانت ترغب في ذلك بأريحية تامة. العميد الكويتاوي كمتابع للدوري الكويتي سعدت بعودة النشاط، بعد أن توقف لأيام ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، إلا أن هذه السعادة لم تكتمل بسبب التعهد الذي وقعته الأندية مؤخرا والذي يتضمن ميثاق شرف يمنع اللاعب الذي خرج للاحتراف من دون موافقة ناديه، العودة مرة أخرى إلى الدوري الكويتي سواء كلاعب هاو أو محترف. ولا تملك أغلب أندية الكويت عقودا احترافية مع اللاعبين، وهو ما يفتح الباب أمام البعض للخروج للاحتراف دونا عن أخذ الموافقات اللازمة بهدف الحصول على البطاقة الدولية التي تكتب شهادة ميلاد جديدة، كونها تمنح صاحبها حرية تقرير وجهته في الملاعب. وقد التمس العذر للأندية لإقدامها على هذه الخطوة وسط غياب الحلول التي تضمن حقوقها خصوصا أن أغلب اللاعبين الذين يهجرون أنديتهم يعودون من بوابة فريق من فرق القمة بعد شهور قليلة من تجربة الاحتراف الوهمية. وأجد في تجربة العميد الكويتاوي مثالا يحتذى به في هذا الجانب بقيادة رئيس مجلس الإدارة خالد علي الغانم، حيث أمنت نفسها بعقود مع اللاعبين، ولم تغفل حق اللاعبين في تأمين مستقبلهم ماديا، كذلك يتوجب على اتحاد الكرة إقرار ما يضمن حقوق الأندية واللاعبين وينفس القدر، مع رجاء في تتحرك الجهات المسؤولة في اتجاه تطبيق الاحتراف بمعناه كما الشقيقة الكبرى السعودية. أحمد الشمري